داعش

اهتمت صحف السعودية بجهود مكافحة الإرهاب، وتناولت فى افتتاحياتها اليوم الجمعة الدور المنوط بأصحاب المناصحة أمام دعاة الإرهاب.

وقالت صحيفة (الرياض) - فى افتتاحيتها تحت عنوان "من الأكثر تأثيرا.. دعاة الإرهاب.. أم أصحاب المناصحة؟!" - إن "الإرهاب صار واجهة الحدث العالمي ولم يعد يحصر بالمنطقتين العربية والإسلامية الحاضنتين له، والسبب أن اللاعبين والمتلاعب بهم وجدوا أنفسهم حلفاء ضرورة تاريخية أمام مد غير مسبوق لداعش والنصرة.

وأضافت أن "هجمات الإعلام من وزارات وهيئات ومحطات فضاء وصحف يلتقي فيها كتاب ومحللون عجزوا عن وقف الطرق السالكة لاحتواء الإرهابيين وتجنيدهم، والسبب أن الاتجاهات تسير بالوعظ المشابه، والذي يطرح السؤال الأخطر أن المرجعيات الدينية عند كل الطوائف وخاصة من ينتهج شعار التحريض، أصبح تأثيرهم على السلطات والشعوب أقوى من قوانينها وقد شهدنا في العراق كيف أن تلك المراجع عند السنة والشيعة ساهمت بتأجيج القتال الطائفي، وتحولت سلطة اليمن رهينة لفتاوى وتهديدات الحوثي".

وتابعت "حتى أن الإخوان المسلمين لم يعد حزبا محصورا بمصر، بل كانت قياداتهم تلتقي باجتماعات دولية تشهدها كل الحكومات ولا تدري مسار خططها وأهدافها، إلى أن انفجرت وأصبحت خطرا يهدد كل المجتمعات العربية والإسلامية".

ولفتت إلي أن المزايدة باسم الدين عرفت بكل المجتمعات، وقد تركت آثارا خطيرة عندما وضع قادتها أنفسهم بالوكيل الشرعي عن السماء كممثلين للكنائس والمساجد والمواقع المقدسة التي أعطتهم تلك السلطة الروحية، مؤكدة ضرورة أن تعطي الدولة حق الضمانة والحماية لكل "مبلغ" حتى تنشئ جيشا مساعدا لتتبع تلك الجماعات وبؤرها السرية أو العلنية.

من جانبها، ركزت صحيفة (الوطن) على خطبة الجمعة ودورها فى مكافحة الإرهاب أو التحريض عليه، وقالت إن "خطيب الجمعة يملك من قدرة التأثير على الشباب، وعلى السواد الأعظم من أبناء هذا المجتمع المسلم، ما لا يملكه أساتذة الجامعات أو معلمو المدارس، فكيف إذا كان هذا الخطيب - أحيانا - هو ذاته أستاذ الجامعة، أو ذات المعلم في المدرسة!".

وأضافت أن "لمنبر الجمعة وقاره، وهيبته، ودوره الاجتماعي الكبير على مر تاريخنا الإسلامي، يسلم المسلم فيه قلبه وجوارحه إلى الخطيب، ولأننا مسلمون بالفطرة، فإن (بعض) خطباء الجمعة يستغلون هذه العاطفة الدينية القوية، وهذا التسليم البريء لهم من أبناء المجتمع، ليمرروا أجنداتهم الحزبية والطائفية، وأفكارهم المتطرفة، التي ما تلبث زمنا حتى تتسرب إلى اللاوعي الجمعي، وتصبح يقينا في صدور البسطاء".

وتابعت "أدبيات الجهاد، والتحريض والكراهية، والتكفير والطائفية، تتسلل إلى بعض مواطني هذه البلاد - مع الأسف - عبر (بعض) منابر الجمعة، ونحن "نبعض" هنا حتى لا نقع في خطأ التعميم، فهناك خطباء وأئمة كثر يعون دورهم الديني والوطني في البعد عن مواطن الشبهة والفتن، والتحريض لأجندات سياسية أو حزبية، يؤدون دورهم الأخلاقي في الوعظ والإرشاد وضرورة التمسك بالمبادئ الدينية السمحة، والقيم الوطنية النبيلة، وعدم الخروج عليها، لكن أولئك الـ(بعض) ما يفتؤون مع كل أزمة سياسية تقع في المنطقة، ومع كل ظرف طارئ ومستجد، يشحنون عامة الناس بأفكارهم المتطرفة باسم الدين".
وقالت إن "المهم الآن ما هي الآلية التي نستطيع من خلالها إعادة منبر الجمعة ممن اختطفوه وشوهوا دوره على مر العقود السابقة؟".