يمكن تشبيهه بقطب الإعلام العالمي، "روبرت ميردوخ" بعدما أصبح يمتلك ترسانة إعلامية ضخمة تتوزع بين الدول العربية والأوروبية.. إنه طارق بن عمار، رجل الأعمال والمنتج الفرنسي ذو الاصل التونسي، الذي برز على الساحة الإعلامية بمصر، بعد شرائه قنوات "أو تي في" من رجل الأعمال نجيب ساويرس. وقد تزامنت الصفقة مع اشتعال الأحداث السياسية في مصر بعد الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس المصري محمد مرسي قبل نحو أسبوعين، فضلاً عن الدستور الجديد الذي من المزمع طرحه للاستفتاء في منتصف الشهر الحالي. ويمتلك "بن عمار" مجموع من القنوات أشهرها "إيطاليا سبورت 1" و"إيطاليا سبورت 2" و"إيطاليا سبورت 24"، وأسهماً بقناة "نسمة" والقناة الفرنسية تي آف آن، وبريسما تي في، وأوروبا تي في, وتليكوم إيطاليا وبيت الاستثمار الإيطالي ميديوبانكا، كما يخطط لبدء مشاريع تتعلق بإقامة شبكة تليفزيون تربط دول المغرب العربي ومصر وأوروبا، لإشاعة "حرية التعبير والكلمة". ولد بن عمار في تونس عام 1949 من أم فرنسية هاجرت إلى تونس ومحام دبلوماسي تونسي شقيق وسيلة بورقيبة زوجة الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، والتحق بالمدرسة الأمريكية عندما كان عمره 9 سنوات واستكمل دراسته في العاصمة الإيطالية روما، وبعد حصوله على شهادة في الاقتصاد الدولي من جامعة جورج تاون في واشنطن عاد إلى مسقط رأسه عام 1970. وتربط بن عمار علاقة وثيقة بسلفيو برلوسكوني، رئيس وزراء إيطاليا الأسبق، التي تأكدت بإنشاء مجمع كوينتا سنة 1990 الذي يتعلب بتقنيات مع بعد الإنتاج والتوزيع السمعي البصري، كما يتشاركان في ملكية شركة "ميديا سات" وقناة "لاسيتي" الإيطالية وقناة "بازار" الفرنسية التي يملك فيها بن عمار ١٤% من رأس مالها. وتقول تقارير صحفية عريبة إن هناك تقاربًا بين بن عمار وزين العابدين بن علي، رئيس تونس السابق، يعود إلى عام 1996، عندما نظم حفلاً لمايكل جاكسون في تونس عام ١٩٩٦، حيث راهن النظام التونسي حينها على علاقات بن عمار لتحسين صورته بالخارج، حتى إن نشاط قناة "نسمة" كان محل اهتمام الرئيس زين العابدين الذي التقاه في عام 2010 خصيصًا للتعرف على برامج هذه القناة واستراتيجيتها المستقبلية مجًددا دعمه لكل المبادرات التي تسهم في دفع المشهد السمعي البصري بتونس وتنويعه وإثراء محتواه بما يواكب التعددية التي تشهدها البلاد. ويمتلك بن عمار ، المعروف بتوجهاته الليبرالية مدنًا سينمائية داخل تونس احتضنت تصوير 46 فيلما عالمياً كبيًرا بها آخرها الذهب الأسود من إنتاجه وإخراج الفرنسي "جان جاك آنو" وساهمت دولة قطر في الإنتاج، ووزعته في أمريكا شركتا "يونيفيرسال" و"وارنر" في أربعة آلاف صالة سينما في أمريكا. ولم تتأثر أوضاع بن عمار كثيرًا بتغير النظام الحاكم في تونس، حيث اشترى مؤسسة السينما التونسية عندما أفلست في زمن الحبيب بورقيبة، كما تعززت علاقاته بنظام بن علي رغم نفيه التوقيع لوثيقة تطالب بالتمديد لبن علي إبان الثورة وحتى عام 2014، وبعدما تغير نظام بن علي وجاءت سلطة ذات إتجاه ديني لم تتأثر أيضًا، بل تزايد نشاطه الفني وتقديم توفير مادي وتقني لعدد كبير من المخرجين التوانسة، كما قرر إنتاج فيلم روائي طويل عن حياة الشاب التونسي محمد البوعزيزي، الذي أشعل النيران في نفسه وكان بمثابة الشرارة للربيع العربي الذي أطاح بأنظمة حسني مبارك في مصر ومعمر القذافي في ليبا، وزين العابدين بن علي في تونس.