منافسات مرحلة التجارب

يعلم قيادات وفرق وسائقي بطولة سيارات العالم للفئة الأولى "فورمولا1" أن هذه المسابقة تمر بموقف حرج والجميع يتفق على هذا، ولكن على الرغم من ذلك فإن النقاشات بخصوص التغييرات الواجب إدخالها للخروج من عنق الزجاجة لا تزال بعيدة عن توفير المخرج المناسب.

وخلال الآونة الأخيرة تبدو (فورمولا1) كما لو كانت تدور حول نفسها في دائرة مفرغة بدون التوصل لحل، ومع تزايد الضغط الواقع لتنفيذ المزيد من التعديلات والإصلاحات، إلا أن المسؤولين عن أهم عالم المحركات لم يتوصلوا لأي اتفاق ويعمل كل منهم على ملاحقه الأهداف التي يراها مناسبة.

وتكرر الوضع في سباق مونتريال ضمن بطولة الجائزة الكبرى هذا الموسم، حيث غيرت الفرق سريعا رأيها بخصوص قرار إعادة السماح في المستقبل بعودة التزود بالوقود في السباقات ليدفنوا بهذه الطريقة الخطط التي كانوا قد وافقوا عليها مؤخرا.

يقول مالك الحقوق التجارية لـ(فورمولا 1) الاسكتلندي بيرني اكليستون بعد نفاد صبره وعقب عدد كبير من جولات المفاوضات دون التوصل لنتائج حقيقية "علينا التوقف عن الحديث الذي لا طائل من ورائه، والتخلي عن الاستماع للآراء المتباينة".

وربما تعد الحالة المتدهورة التي وصلت إليها البطولة على حلبة جيل فيلنوف بمثابة المسرح المثالي لإعادة تصحيح الأوضاع في عالم فورمولا1، الذي قد يبدأ بتنفيذ مشروع إعادة تجديدها وإحلالها قبل سباق العام القادم ولكن الأمر في النهاية كما جرت العادة يرتبط بالنقود، فتوافرها سيعني تنفيذ المقترحات والعكس بالعكس، لتعود الأمور لنقطة البداية مرة أخرى.

ويأتي هذا في ظل رغبة (فورمولا1) في تقديم وجه جديد لها في خلال عامين على أقصى تقدير ولكن كيف سيتحقق هذا؟.

الإشاعة الأكثر قوة ترتبط بفكرة قديمة وهي تأجير السيارات للفرق الصغيرة، وبهذه الطريقة ستساعد تلك الفرق الكبرى نظيرتها الأقل قوى اقتصادية مما سيعمل على رفع المنافسة ولكنه في نفس الوقت سيجعل الفرق الصغيرة معتمدة بشكل كبيرة على عمالقة مثل (فيراري) و(مرسيدس) و(ريد بول).

وتعارض رئيس فريق (ساوبر) مونيشا كالتنبورن هذه الفكرة حيث ترى أن وراء هذه المساعدة المفترضة مصلحة اقتصادية للفرق الكبرى، ولكن مع العلم بأن هذا المقترح يحظى بدعم شخصي من اكليستون.

وتعد الدعوة المفتوحة للاتحاد الدولي للسيارات (فيفا) لضم فريق جديد في موسم 2016 اشارة على هذا الاتجاه، حيث تشير التكهنات إلى أن الفريق الجديد ربما يكون فريق مصغر لـ(مكلارين)، ولكن توجد فرق أخرى مثل (ساوبر) و(لوتس) و(فورس انديا) تعارض هذا الأمر وترغب في ألا تتأثر حريتهم كصانعين.

بهذه الطريقة تعود الأمور لنقطة الصفر مجددا ونفس الأغنية القديمة: الجميع يبدي رأيه ولكن يعد التوصل لاتفاق بخصوص اصلاحات وتعديلات أمرا شبه مستحيل.

يقول رئيس مجلس ادارة (مرسيدس) نيكي لاودا "كل ما أقر من لوائح خلال العقود الأخيرة يجب أن يتم تصحيحه بصورة فورية".

وكان من ضمن المقترحات الأخرى قبل سباق مونتريال التي قدمت في (فورمولا1) ادخال سيارات أكثر سرعة بتصميم أكثر عدائية وإطارات أعرض ومحركات أقوى خلال المواسم المقبلة.

عادت الأمور لتبدو مختلفة في سباق كندا حيث تغيرت الآراء لتستقر الفرق على أن الإطارات ستظل كما هي، في الوقت الذي يشك فيه المهندسون في امكانية تصنيع سيارات أكثر "عدائية" بتصميمات أكثر جاذبية وفي نفس الوقت أسرع من القديمة. يقول اكليستون "المشكلة أننا ديمقراطيون زيادة عن اللزوم"، مقترحا الغاء ما يعرف باسم المجموعة الإستراتيجية والتي تضم رئيس الاتحاد الدولي للسيارات (فيا FIA) وفرق (مرسيدس) و(فيراري) و(ريد بول) و(مكلارين) و(ويليامز) و(فورس انديا). من جانبه يعارض نيكي لاودا هذا الأمر لأنه يرفض أن يكون النظام "ديكتاتوريا" حيث يقول "مثل هذه الأمور لا يمكن أن تحدث اليوم.. من المهم للغاية أن نفكر في تصحيح الأمور بطريقة مختلفة مع القيام بالخطوات اللازمة".

على أي حال سيتوجب على (فورمولا1) أن تتوصل وتحسم بكل وضوح التغييرات التي ترغب في إدخالها ويمكن تطبيقها وفقا للوائح بداية من موسم 2017.