خفضت شركة رينو الفرنسية لصناعة السيارات توقعها لنمو السوق العالمية هذا العام، وهو ما يشير إلى تزايد قلق الصناعة بشأن تقلبات الأسواق الناشئة، بالرغم من انتعاش أولى للطلب فى أوروبا. وقال جيروم ستول مدير مبيعات رينو فى معرض جنيف للسيارات أمس الثلاثاء، إن الشركة خفضت توقعها لنمو المبيعات العالمية قليلا عن 2%، وهو المعدل الذى كانت تتوقعه سابقا. وقال ستول "بالرغم من ظهور علامات انتعاش فى أوروبا، فإننا نرى مصاعب فى الأسواق الناشئة"، مشيرا إلى طلب أضعف من المتوقع، لاسيما فى روسيا والأرجنتين وتركيا والجزائر. وبعد تباطؤ المبيعات على مدى ست سنوات، بدأت سوق السيارات فى أوروبا تظهر مؤشرات على التعافى مع خروج الدول الأوروبية من حالة الركود، بما فى ذلك الدول الأشد تضررا من أزمة الديون السيادية، وأظهرت بيانات الصناعة أمس الاثنين ارتفاع مبيعات السيارات فى ألمانيا وإيطاليا وأسبانيا الشهر الماضى وانخفاضها فى فرنسا. لكن بعض الأسواق الناشئة مثل البرازيل وروسيا تشهد تباطؤًا فى الطلب، وتخشى الشركات أن تؤدى أحدث موجة من التقلبات التى آثارها التدخل العسكرى الروسى فى أوكرانيا إلى مزيد من الضعف. وقال كريستيان كلينجلر، مدير مبيعات فولكسفاجن، أكبر شركة أوروبية لصناعة السيارات لرويترز، خلال المعرض، مساء أمس: "هبطت عملات بعض الدول 20 و30 و35 بالمئة، وهذا أمر له عواقبه دائما "وعواقب وخيمة جدا إذا لم يكن هناك إنتاج محلى". وقال مارتن فينتركورن الرئيس التنفيذى لفولكسفاجن "نحن شريك تجارى رئيسى لروسيا ونراقب أوكرانيا وروسيا بقلق". لكن مسئولى الشركات مازالوا متفائلين فى الأغلب بشأن مستقبل صناعة السيارات العالمية، ويشيرون إلى استمرار الطلب القوى فى الصين - أكبر سوق سيارات فى العالم - وإلى انتعاش فى الولايات المتحدة. وقال ستول عن خفض رينو لتوقعات النمو "إنها مسألة عشر نقطة مئوية". من ناحية أخرى قال هاينز جاكوب نويسر مدير تطوير العلامة التجارية فولكسفاجن، إن جهود صناعة أول سيارة منخفضة التكلفة للشركة تعثرت بسبب صعوبات فى الوصول إلى المستويات المستهدفة للتكلفة. وتابع "هناك صعوبة متزايدة" فى الوصول إلى مستويات التكلفة اللازمة للموافقة على إنتاج سيارة اقتصادية.