لا تفارق البسمة وجه أوشوكو أوغهوفوو، بالرغم من أنه يمضي 30 ساعة في الأسبوع في سيارته للوصول الى مكتبه والعودة منه في لاغوس عاصمة نيجيريا الاقتصادية. تقع شركة الوساطة التي يعمل فيها أوشوكو أوغهوفوو في جزيرة إيكويي وهي إحدى الجزر التي تتركز فيها النشاطات الاقتصادية. وهو يعيش على بعد 32 كيلومترا من مركز عمله. ومن المفترض أن تستغرق الرحلة من منزله إلى مكان عمله أقل من ساعة، لكنها تمتد على ساعات بسبب الحفر الكبيرة في الطرقات الرديئة الحال والأشغال وحواجز الشرطة وزحمات السير الخانقة. فيمضي أوشوكو أوغهوفوو حوالى ثلاث ساعات ليصل إلى مكتبه، وحتى أكثر خلال موسم الامطار بين حزيران/يونيو وأيلول/سبتمبر، بالرغم من أنه يغادر منزله عند الساعة 5,30 صباحا. ويشير الموظف إلى أن "هؤلاء الذين يغادرون منازلهم في ساعات أكثر تأخرا يمضون وقتا أطول في سياراتهم من الساعات التي يمضونها في العمل. فإذا غادر المرء منزله يوم الاثنين عند الساعة 6,30 صباحا، يصل إلى عمله بعد أكثر من 4 ساعات". وحال هذا الموظف الأربعيني هي حال جميع الموظفين في لاغوس ثاني مدن نيجيريا. فيمضي مئات آلاف الأشخاص قرابة 35 ساعة في الأسبوع الواحد في وسائل النقل، أي ما يوازي أسبوع عمل في فرنسا. ويقر أوشوكو أوغهوفوو "نكون متعبين طوال الوقت"، كاشفا أنه يأخذ قيلولة تراوح مدتها بين 20 و 30 دقيقة في مكتبه لكي يصمد. وهو يمضى على الطرقات وقتا أطول من ذلك الذي يخصصه لأولاده الذين يكونون في غالبية الأحيان نائمين عندما يغادر المنزل ويعود إليه. ولا يحبذ الخروج في عطل نهاية الأسبوع لملاقاة أصدقائه، مفضلا المكوث في منزله لتفادي زحمات السير الخانقة. وتضم لاغوس رسميا 12 مليون نسمة، لكن التقديرات الأخيرة تشير إلى 21 مليون نسمة في مدينة تمتد على حوالى ألف كيلومتر مربع. ويزيد الوافدون الجدد إلى المدينة الضغوطات على البنى التحتية للطرقات التي هي أصلا في حالة رديئة. ويتسبب نقص الأراضي والمساكن في رفع أسعار العقارات، ما يدفع السكان الأقل يسرا إلى العيش بعيدا عن وسط المدينة. ويتقاضى أوشوكو أوغهوفوو راتبا لائقا، لكن عليه أن يدفع إيجارا أغلى بثلاث مرات إذا أراد العيش في منطقة أقرب إلى مركز عمله. وتزداد زحمات السير شدة من جراء المساعدات المقدمة لقطاع الوقود وازدهار سوق السيارات المستعملة المستوردة من أوروبا. ويقر دايو موبيرييولا مدير هيئة وسائل النقل في لاغوس المعروفة ب "لاماتا"، "نواجه هذه المشكلة منذ حوالى 40 عاما ... وقد وضعنا خطة" لتفادي الزحمات الخانقة في غضون  5 أعوام. وتقوم هذه الخطة الممتدة على 30 عاما بميزانية 20 مليار دولار، على نظام وسائل نقل عام مدمجة. وتكمن الفكرة في إرساء 9 خطوط للحافلات و7 لقطارات الضواحي بفضل قروض صينية كي يتخلى أبناء المدينة عن استخدام سياراتهم. لكن إرساء هذه البنى التحية يتطلب هدم أحياء صفيح بكاملها من دون تقديم تعويضات لسكانها، ما يتسبب بمشكلة جديدة ألا وهي السكن في مكان بعد أبعد عن مركز العمل. وتقوم سلطات لاغوس أيضا بتطوير شبكات زوارق الأجرة. وبحسب تقديرات العام 2013، استقل 1,3 مليون شخص هذه الزوارق في الشهر الواحد. لكن هذا المعدل لا يزال ضئيلا بالنسبة إلى مستخدمي السيارات الذين يبلغ عددهم 9 ملايين في اليوم الواحد.