ثعابين

حين ينقض ثعبان على فريسته، فإنه يتحرك بسرعة هائلة، حتى أنه قد يضربها برأسه أربع مرات، في طرفة عين. في حين أنه إذا تحرك الإنسان بهذه السرعة سيخرّ فاقدًا وعيه. تُعد الأفعى التي تعرف باسم "أفعى الجرس الغربية" ذات الظهر الماسي الشكل، التي تظل مختبئة عن طريق تغيير لونها ليتماهى تارة مع لون الصحراء وتارة مع المروج الخضراء المنتشرة في جنوبي كاليفورنيا، من أكثر الحيوانات الضارية صبرًا في العالم.

وتعيش هذه الأفاعي أغلب حياتها بمفردها، تتوارى عن الأنظار، وتتحين الفرصة لالتهام فريستها القادمة. وقد يطول انتظارها، وإن اقتضت الضرورة، قد تظل بلا طعام لمدة سنتين، ولكن إذا سنحت لها الفرصة، تغدو من بين آكلات اللحوم الأكثر فتكًا وضراوة على وجه الأرض.

ولا يكمن سلاح هذه الأفعى، كشأن سائر الأفاعي والثعابين، في حجمها، ولا في قوتها، ولكن في سرعتها. فبحسب بحث نُشر في مارس 2016، يستغرق انقضاض الأفعى على فريستها، في المتوسط، ما بين 44 و70 ملليثانية. ولتوضيح الصورة أكثر، فإن طرفة عين البشر تستغرق نحو 200 ملليثانية. وهذا يعني أن في أثناء انطباق الجفنين وانفتاحهما، تستطيع الأفعى الأكثر شراسة أن تهجم نظريًا على الفريسة أربع مرات.