الطاقة الكامنة فى الأزهار كانت هى الفارق بين الحياة والموت بالنسبة لبعض الحيوانات المنقرضة من العصر الجليدى، ومنها حيوانات ضخمة مشعرة كالأفيال ووحيد القرن. وخلص علماء فحصوا الحمض النووى المحفوظ فى الترسبات الموجودة فى الطبقات المتجلدة القطبية وفى بقايا هذه الحيوانات القديمة إلى أن حيوانات العصر الجليدى كانت تعتمد بشدة على الأزهار البرية الغنية بالبروتين والتى كانت يوما تغطى سطح المنطقة. وقال العلماء فى بحث نشر فى مجلة نيتشر أمس، الأربعاء، إن التغير المناخى الهائل الذى حدث فى العصر الجليدى أدى إلى تقلص حاد فى هذه النباتات، وأن المنطقة القطبية أصبحت مغطاة بالحشائش والشجيرات التى تنقصها تلك القيمة الغذائية الموجودة فى الأزهار، والتى كانت تقتات عليها تلك الحيوانات العملاقة. وقال الباحثون، إن هذا التغير فى طبيعة النباتات بدأ منذ نحو 25 ألف عام وتوقف منذ نحو عشرة آلاف عام وهى فترة انقرض خلالها عدد كبير من الحيوانات العملاقة. وظل العلماء يبحثون طوال أعوام عن سبب هذا الانقراض الجماعى حين نفق ثلثا الحيوانات ذات الأجسام الضخمة فى النصف الشمالى من الكرة الأرضية. وكانت المنطقة القطبية الشمالية مليئة بقطعان الحيوانات الضخمة وتشبه إلى حد ما منطقة السافانا فى أفريقيا، وكان من بين هذه الحيوانات أفيال مشعرة ووحيد القرن وخيول وثيران وجمال وايائل إلى جانب مجموعة من الحيوانات الفتاكة منها الضباع والقطط البرية والأسود والدببة. ودرس العلماء تاريخ النباتات على مدى 50 ألف عام فى المنطقة القطبية الشمالية وسيبيريا وأمريكا الشمالية.