نجح مصور مقيم في دولة غانا الافريقية بالتقاط صور مرعبة للحظات هجوم تمساح على حمار وحشي، تأخر عن بقية القطيع عند عبورهم نهر "مارا" Mara في كينيا خلال هجرتهم الطويلة نحو تنزانيا للبحث عن المراعي الجديدة، لتأمين الغذاء وتحدي ظروف الطبيعة القاسية. وتظهر الصور، التي نشرتها صحيفة "الميرور" اللندنية، التفاصيل المروّعة لهجوم التمساح الدامي على الحمار الوحشي، حيث أطبق فكيه على وجه ضحيته بإحكام قبل أن يجهز عليه بـ "قضمة الموت".وقالت الصحيفة إن القطيع كان تحت قيادة الذكر البالغ الملقب بـ"الكابتن الشجاع" Captain Courageous، الذي تمكّن مع قطيعه من تجاوز النهر بسلام، إلا أن أحدهم علق في منطقة عميقة من النهر، ما مكّن التمساح من استغلال الفرصة والانقضاض للفوز بوليمته.أما صحيفة "الدايلي ميل" البريطانية فوصفت ما جرى قائلة "كانت نهاية مأساوية لعبور النهر الذي استمر ساعة تقريبا"، وقد التقط هذه الصور المصور الهاوي مايكل أولسن Michael Olsen (60 عاما) في محمية ماساي مارا الوطنيةMaasai Mara National Reserve.وقال أولسن: "لقد كانت لحظات قاسية ومرعبة، وكنا نتمنى أن يعبر قطيع الحمار الوحشي zebra بكامله بسلام، خصوصا وأن القطيع كان قد وصل إلى الضفة الاخرى من النهر".واضاف: "وكان مشهدا رائعا رؤية تناغم القطيع وتواصل افراده في ما بينهم لعبور النهر، وفي الوقت عينة مشاهدة الفخ الذي نصبته التماسيح وفق خطة استراتيجية ذكية خلال تنفيذها بشكل حي ومباشر".وقد أطلق أولسن لقب "الكابتن الشجاع" Captain Courageous على قائد القطيع، وهو اشار إلى أن حيوانات حمار الوحش انتظرت لتجميع بعضها ليصبح عدد افراد القطيع كبيرا لعبور النهر، على قاعدة أن القوة والامان يكونا في كثرة العدد.والجدير بالذكر أن قائد القطيع قام باستطلاع المكان وانتقاء المنطقة الافضل والاكثر أمانا للعبور، وقد استأهل لقب "الكابتن الشجاع" لأنه بادر وحيدا لقطع النهر مستكشفا ومشجعا الحيوانات الاخرى الذين أخافهم وجود حيوان فرس النهر hippopotamus، وفي المرة الثانية تشجع القطيع وعبر النهر في نسقين متباعدين، وكل نسق سار أفراده متلاصقين لتأمين سبل الحماية.لكن استراتيجية الحمار الوحشي قابلها ذكاء التمساح، إذ نصب الأخير مع تماسيح قريبة فخين الاول في أعلى والآخر في أسفله.وقال أولسن: "كانت ثمة محاولات فاشلة لافتراس حمار وحشي مع تمكن بعض الحيوانات من النجاة بأعجوبة، فضلا عن أن القطيع تمكن من أن يدوس عددا من التماسيح بالحوافر، لكن حمارا وحشيا صغيرا فقد توازنه في المياه العميقة وجرفه التيار بعيدا عن خط سير القطيع، وخلال ثانية انقض تمساح عليه وأمسكه من عنقه وجره إلى المياه العميقة".وقال: "شعرنا بالحزن والعجز لعدم القدرة على انقاذ الحيوان من فكي التمساح"، لكن هذه بعض مظاهر الحياة البرية في ما تحمل من لحظات قاسية