رجح علماء من ألمانيا أن يكون المناخ في شرق أفريقيا قد تغير بشكل هائل قبل نحو 3 ملايين سنة.وقال الباحثون في دراستهم التي تنشرها اليوم مجلة «بايولوجي ليترز» البريطانية إن تحليل حفريات أسنان في هذه المنطقة أظهر دلائل على أن العديد من الحيوانات الثديية القريبة من بعضها البعض غيرت نظام غذائها في وقت قصير.ورأى الباحثون تحت إشراف فيصل بيبي من مركز أبحاث متحف برلين لأبحاث الطبيعة في ذلك مؤشرا على أن المناخ أصبح أكثر جفافا آنذاك.ويعتقد كثير من الباحثين أن المناخ كان له تأثير حاسم على تطور الكثير من الأنواع في مدة مليوني إلى 3 ملايين عام، بل ربما كان للمناخ تأثير على نشأة الإنسان نفسه.وعثر العلماء بالفعل في السابق على دلائل على أن المناخ في شرق أفريقيا أصبح أكثر جفافا قبل نحو 2.8 مليون سنة. وفحص الباحثون تحت إشراف بيبي بقايا ظباء وخنازير تعود لهذه الفترة وأخذت جميعها من منطقة توركانا في جنوب أثيوبيا، مركزين في هذا على العلاقة بين نظيري «سي 13» و«سي 12» الكربونيين، وهما نوعان مختلفان من عنصر الكربون.وأظهر الاختلاف بين نسب هذين النظيرين أن الحيوانات غيرت غذاءها قبل نحو 3 ملايين سنة وبدأت قبل نحو 2.7 مليون سنة تأكل بشكل متزايد ما يعرف بنباتات «سي 4» والتي تشمل الكثير من الأعشاب وهو ما يتفق مع دلائل على أن حيوانات فرس النهر في صورته آنذاك غيرت غذاءها.غير أن العلماء فوجئوا بسرعة حدوث هذا التغير المناخي الذي رجحوا أن يكون قد وقع على مدى نحو 300 ألف سنة وربما أسرع من ذلك.ورأى الباحثون أن التغيرات الواضحة لدى 2 أو 3 من الحيوانات آكلة النباتات يمكن أن تكون مؤشرا على حدوث تغير شديد في الظروف البيئية وأن ذلك يمكن أن يكون مؤشرا على أن الغابات قد تراجعت آنذاك لصالح الأراضي العشبية.