دعت الكاتبة كاترينا فاندن هيوفل الإدارة الأميركية إلى اتخاذ خطوات عاجلة لتقييم وتحسين الاستجابة القومية تجاه الكوارث المناخية، والإمساك باللحظة الراهنة لإنقاذ كوكب الأرض من كارثة حقيقية. وهاجمت فاندن في مقال لها بصحيفة واشنطن بوست اليوم الحزب الجمهوري لعدم اهتمامه بالكوارث المقبلة جراء التغيرات المناخية، ووصفته بأنه يتبنى أيديولوجية ترفض أفضل القيم الأميركية حول التضامن الاجتماعي. وقالت الكاتبة إن انشغال الناس نهاية العام المنصرم كان معظمه حول نهاية العالم: نبوءات شعب المايا، كواكب شاردة في مسار يهدد بالاصطدام بكوكب الأرض والخوف الذي انتشر حول "الهاوية المالية" المصطنعة. المخاطر الحقيقية وأوضحت أن المخاطر الحقيقية يصنعها البشر ولا حاجة لنا بقراءة النبوءات، وأشارت إلى أن "لنا في إعصار ساندي وجزيرة ستاتن عبرة تكفينا". وأضافت أن من المؤكد أن الأمر يحتاج إلى كثير من البحث العلمي لفهم ما إذا كانت هناك علاقة مباشرة بين ساندي والتغير المناخي، "لكننا نفهم أن تأثير العواصف يتفاقم عند ارتفاع مستوى سطح مياه البحر، وازدياد حرارة المحيطات وتسارع وجود الأنماط غير العادية من الطقس، وجميعها لا يشك أحد في علاقتها بالتغير المناخي". وأوردت أن عام 2012 سجل أعلى درجات الحرارة في التاريخ المدوّن، وأن ثلوج القطبين تذوب ومستوى سطح مياه البحار يرتفع بأسرع مما نتوقع وحالات الطقس المتطرف -الجفاف، العواصف، موجات الحرارة- يزداد عددها وتزدادا حدتها وتلحق الضرر بأكثر فئات الناس ضعفا. وكرست الكاتبة جزءا كبيرا من مقالها لتوجيه الانتقادات للجمهوريين بمجلس النواب والشيوخ الأميركيين، واصفة إياهم برفض أفضل القيم الأميركية في التضامن الاجتماعي، وسخرت منهم بقولها إن استجابتهم لأي مشكلة هي تخصيصها وخفض ضرائبها. منهج غير عملي وأجملت هجومها على الجمهوريين بقولها إن منهجهم يمزق العقد الاجتماعي الذي يحافظ على الديمقراطية في أميركا، كما أنه غير عملي. ودعت الديمقراطيين إلى عدم الانتظار "حتى يؤمن الجمهوريين بنتائج العلم". وقالت يمكن للرئيس باراك أوباما، على سبيل المثال، أن يرفض الموافقة على إنشاء خط أنابيب كيستون إكس إل باعتباره مهددا للغلاف الجوي. واستمرت في إيراد الأمثلة على ما يمكن أن يفعله أوباما، وقالت عليه أن يعين خبيرا جادا في البيئة مثل ليزا جاكسون التي ستغادر منصبها بإدارة البيئة، وذلك لتنظيم انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. وحثت أوباما أيضا على الجلوس مع حكام الولايات الساحلية وتشكيل لجنة حقيقة مختصة بأمن المناخ لتحسين استجابة الحكومة الأميركية والشعب الأميركي للعواصف المستقبل.