لم يرض عددٌ من شباب مدينة إطسا في محافظة الفيوم، بتردّي الأوضاع البيئية حولهم، من انتشار للقمامة وتردي حالة النظافة، فدفعتهم وطنيتهم إلى طرح مبادرة شبابية جديدة من أجل التفاعل مع البيئة المحيطة بهم، وإصلاح ما يستطيعون إصلاحه بمجهوداتهم البسيطة ومن أموالهم الخاصة، وسط تقاعس المسؤولين. وكشف علاء محمد، الطالب بكلية السياحة والفنادق في جامعة الفيوم، أنه ومجموعة مكونة من 10 طلاب، على رأسهم صديقه، فتحي علي، الطالب في كلية الخدمة الاجتماعية - جامعة الفيوم، وجدوا أن منطقة الشونية، والتي كانت "مكان تخزين القمح" في مدينة إطسا، في حالة يرثى لها، وأصبحت مكانًا مهجورًا، تنتشر فيه القمامة، فقمنا بتنظيفها ودهان أعمدة الإنارة والأرصفة، ووضعنا سلال مهملات، وعلقنا لافتة كتبنا عليها " شونية لاند .. أهلا بكم في مدينة الأحلام!"، وأسفل هذه العبارة علقنا عليها ساخرين "هذه سخرية من الطبقية المفزعة في مجتمعنا ومن حالنا، وتعبير عن حلمنا نحن أبناء الطبقة المتوسطة..في مدن أحلام.. كتلك التي يسكن فيها الأغنياء من هذا الشعب". وأضاف "علاء": كنا نحلم بأن نكون في مدن مثل 6 أكتوبر، ولكن إمكاناتنا المادية لا تسمح لنا بذلك، فقررنا تنظيف المنطقة التي نعيش فيها، وتجميلها بزرع أشجار جديدة وتلوينها. وأشار إلى أنهم شكّلوا مجموعة أطلقوا عليها "جرين ليون" أي الأُسود الخُضر؛ لحماية البيئة من التلوث، وقال: إن بساطة الفكرة دفع شبابًا كثيرًا من القرى المحيطة بنا لطرح أفكارٍ جديدة مثلنا.