في الوقت الذي بدأت فيه النباتات الطبية في سيناء تلقى اهتماما عالميا ومحليا، تواجه هذه النباتات خطر الانقراض بفعل السيول التي تعرضت لها سيناء، وعمليات الصيد الجائر الذي كانت تقوم به بعض القوافل المتسللة إلى صحاري سيناء، التي كانت تأتي إلى المنطقة قبل الثورة، فضلا عن قيام البدو بأعمال الرعي والتحطيب بجانب الجفاف الذي أدى إلى القضاء على أعداد ضخمة من النباتات الطبية النادرة التي تنمو بصحراء سيناء. وقال رئيس جمعية محبي البيئة شمال سيناء عبد الله الحجاوي إن "  هناك أعدادا ضخمة جدا من النباتات الطبية التي تنمو في سيناء منذ مئات السنيين وتم تسجيل 130 نوعاً منها لها استخدامات طبية فعلية من جانب السكان المحليين وجرت عليها أبحاث علمية عديدة بواسطة جامعة قناة السويس". وأضاف أنه نتيجة للأحوال المناخية القاسية وانجراف التربة والسيول والأمطار بجانب الرعي الجائر، تدهورت معظم هذه النباتات فمنها ما تعرض للفناء بتأثير الجفاف وظهور الراحة في البذور‏ ومنها ما دفن بعيدا تحت الطبيعة السطحية بفعل عوامل الانجراف والترسيب الدائم للسيول في نهايات أماكن جريانها، وبعضها أكلته الأغنام والإبل قبل مرحلة التزهير أو قبل تكوين البذور بعد التزهير فانقرض‏.  وتابع أن بعض البدو الرحل استخدموا هذه النباتات كمصادر للطاقة والوقود لتسوية اللحوم وأغراض الطبخ والطهي وإنضاج الخبز‏ واستخدامها أيضا كمادة لإقامة البيت والمأوي‏. وأضاف الحجاوي أن دخول بعض الصيادين المخالفين إلى صحاري سيناء بسيارتهم ومعداتهم قبل الثورة أدى إلى القضاء على أعداد ضخمة من هذه النباتات . وتابع أن من أشهر النباتات الطبية التي تم تسجيلها وأثبتت الأبحاث العلمية وجود مواد فعالة بها يمكن أن تستخدم في علاج الأمراض نبات، اللصق، اهوزور، السعد، القرض، ارتم، ونبات، والشيح. وقال أن معظم هذه النباتات تنمو في مناطق أم شيجان في وسط سيناء ووادي التمد ووادي أبوبير . وقال أن النباتات الطبية في سيناء تتعرض بالفعل لخطر الانقراض بفعل عمليات الرعي وأيضا الظروف الطبيعية من حيث السيول. وأضاف أن سيناء بها نحو ألف نوع من أنواع النباتات الطبية وانه تم حصر وتصنيف نحو 137 نوعا منها، بشكل علمي وثبتت الأهمية الطبية لنحو 60 نوعا منها وأهمها، المرمرية، الزعتر، القيسوم، الصبار، والسيسال، وكلها تزرع في المناطق الشرقية. وتضم محافظة شمال سيناء أيضا مركزا علميا للتداوي بالأعشاب يضم عدد كبير من المتخصصين في مجال الكيمياء والطب والنبات والصيدلة. وقال مسؤول في محافظة شمال سيناء أن هناك اهتماما دوليا بالنباتات الطبية في سيناء حيث تم تنفيذ مشروعا لجمع وحفظ النباتات الطبية والعطرية في مصر وذلك بتمويل من منظمة إيفاد المهتمة بشؤون البيئية وبالتعاون مع المعهد الدولي للمصادر الوراثية والنباتية بروما والذي يتولى الدارسات الفنية للمشروع . وقد تم اختيار منطقتي رفح في شمال سيناء وسيوة لإقامة المشروع. وسيتم تخصيص 20 فدانا برفح  للمشروع حيث سيتم زراعتها بالنباتات الطبية، بخاصة، المرمرية، والزعتر بجانب أنواع أخرى من النباتات المعروفة.  وقال أن الصندوق الدولي للتنمية الزراعية نفذ مشروع النباتات الطبية في محافظة شمال سيناء بتمويل قدره نصف مليون جنيه استمر لمدة 3 سنوات واستهدف ربط المزارع الصغير عن طريق تشجيعه بالتوسع في زراعة النباتات الطبية، بخاصة في مناطق وسط سيناء وبإعادة إكثار ونشر الأنواع والأصناف التي تتعرض للانقراض. وأضاف انه تحددت مجموعة من النباتات التي سيتم البدء بزراعتها منها الزعتر - النعناع - المرمرية والخردل الأبيض .