يجلس ايزاك ديكا بجوار بقراته الثلاث المنهكات تحت شجرة سنط شائكة تقيه بالكاد حرارة شمس الظهيرة. هذا كل ما تبقى من قطيعه الذي كان يفاخر به والذي كان يضم 55 رأسا من الماشية. كانت تلك هي كل ثروة ومصدر رزق ديكا الذي ينتمي لقبائل ماساى وزوجتيه واطفاله الخمسة. ويقول ديكا "تجثم احداها على الارض بالفعل ولن تستطيع الوقوف مرة اخرى. لا أعرف ان كانت أي منها ستظل على قيد الحياة بحلول غد او بعد غد." والماشية عصب الحياة الاقتصادية لنحو 150 ألف من افراد قبائل الماساي تتناثر بيوتهم في الوادي المتصدع بجنوب كينيا ولكنها بدات تتساقط في مكانها وتتعفن أجسامها الظمأى في التراب الاحمر. وفي مظهر اخر لحالة الجفاف تنقب افيال بائسة عن المياه في قاع الانهار الجافة مع تعرض البلاد الواقعة في شرق افريقيا لاسوأ موجة جفاف فيما يزيد عن عقد. واضيرت الماشية بشدة وهبط سعرها من ما يصل الى 30 ألف شلن للرأس (374 دولارا) الى الف شلن ويضطر الرعاة لبيعها لشراء علف لبقية القطيع الذي يتضور جوعا. ويباع الكثير منها لمجرد الحصول على جلودها الذي يبلغ سعر الكيلوجرام الواحد منه عشرة شلنات فقط لان المجازر تحجم عن شراء الماشية الهزيلة.