هيئة قناة السويس

  أجرت هيئة قناة السويس، مناورة افتراضية ناجحة لعملية مكافحة التلوث، استهدفت المناورة مكافحة ومحاصرة أي بقع زيتية أو انسكاب بترولي محتمل، قد ينجم عن عبور السفن العملاقة في المجرى الملاحي للقناة، والتعامل معها بواسطة المعدات المتخصصة، وذلك للإبقاء على مياه القناة في المعدلات الآمنة من التلوث البيئي.

وشارك في المناورة الكثير من الوحدات البحرية في الهيئة على رأسها القاطرة عزت عادل والتي تم استخدامها في المناورة لحمل الحواجز المطاطية، بالإضافة إلى بعض القاطرات  مثل "حوريس 3"، والتي قامت بسحب هذه الحواجز المطاطية، كما تم الاستعانة أيضًا بعدد 6 لنشات مطاطية "زودياك"، والصال 628، وبعض المعدات مثل طلبمات تفريغ المياه من تانكات مستخرج الزيوت والمياه وتانكات استقبال نواتج عمليات المكافحة، وعدد من الكاشطات الحديثة.

وشملت المناورة تنفيذ 4 سيناريوهات لمكافحة التلوث، أولها إنشاء مركز لاستقبال الزيوت العائمة وسحبها من المياه بواسطة الكاشطات، والسيناريو الثاني  تمثل في التعامل مع سفينة افتراضية بها عطب قامت وحدات الإنقاذ بمحاصرتها بالحواجز لمنع تسرب أي زيوت تمهيدًا لسحبها بالكاشطات.

واستهدف السيناريو الثالث من المناورة محاصرة وتجميع أي زيوت عائمة متحركة بواسطة لنشات تقوم بسحب الحواجز والتحرك بها وسحبها باستخدام الكاشطات، وأخيرًا تطبيق سيناريو مكافحة التلوث بطريقة رش المُشتتات من خلال وحدة عائمة مجهزة بأذرع لرش المشتتات، حيث تتحرك هذه الوحدات فوق بقعة الزيت، وتقوم برش المذيب وتتحرك الوحدات العائمة لتسريع عمليات التشتيت والتطاير.

وأعرب الربان عصام عبد الرحيم رئيس لجنة مكافحة التلوث بالهيئة في ختام عن سعادته بنجاح المناورة التي أجرتها الهيئة، والتي شهدت استعراض معدات الهيئة كافة والتي يتم استخدامها في مكافحة الانسكاب البترولي.

وأكد على أن المناورة أظهرت قدرة وإمكانيات الهيئة على مكافحة التلوث، وأثبتت امتلاك الهيئة لجهاز إنقاذ عالي التخصص يضم عاملين ذووي مهارات متميزة وعلى دراية تامة بكيفية استخدام المعدات المتطورة، مُشيرًا إلى أن اللجنة تستهدف تكرار المناورة بصورة شهرية لإبقاء العاملين دائمًا على أعلى درجات الكفاءة والاستعداد للتعامل مع أي مخاطر محتملة قد تهدد البيئة البحرية في منطقة قناة السويس.

وأوضح الربان ناصر الزيات، قائد الإمدادات في هيئة قناة السويس، أن  أحد الأهداف الرئيسية للمناورة الاطمئنان على المعدلات الزمنية اللازمة لتجهيز المعدات لبدء مكافحة أي بقعة تلوث في المجرى الملاحي، حيث تقوم المناورة باختبار قدرة الهيئة على التعامل مع أي بقعة في أي وقت وفي أي مكان وتحت أي ظرف، لافتًا إلى أن المناورة تنطوي على إيجابيات أخرى أبرزها تدريب بعض العمالة التي التحقت بالعمل في الهيئة مؤخرًا أو انتقلت للعمل بمكافحة الانسكاب البترولي، على طرق وآليات التعامل مع البقع الزيتية وكيفية إدارة وتشغييل المعدات اللازمة لمكافحة تلك البقع.

 وأشار إلى أنه على الرغم من أن المركز الرئيسي لمكافحة التلوث يقع في الإسماعيلية، إلا أن المناورة شهدت الاستعانة بأقسام التحركات في مدن القناة بالكامل سواءً بور توفيق أو بورسعيد لضمان كفاءة وقدرة التعامل مع التلوث في أي موقع على المجرى الملاحي.

وشدد المهندس نشأت نصر الدين هاشم في الشؤون الفنية في إدارة التحركات ومقرر اللجنة الدائمة لمكافحة التلوث، على أن نجاح المناورة يدل على استعداد الهيئة الدائم للتعامل مع أي حالات انسكاب بترولي، خصوصًا وأن القناة أصبحت قادرة على استقبال سفن الأجيال الجديدة العملاقة.

وأوضح أن الهيئة تمتلك فرعين آخرين لمركز مكافحة الانسكاب البترولي في كل من محافظتي السويس وبورسعيد، وأكد على حرص الهيئة الدائم على اقتناء أحدث الأجهزة والمعدات تطورًا في مجال مكافحة التلوث، لافتًا إلى أن أحد أهم الأهداف الرئيسية للمناورة هو تدريب العمالة على استخدام هذه المعدات المتطورة ليكونوا قادرين على مواكبة تكنولوجيا مكافحة التلوث.

وأشار نصر الدين إلى أن الهيئة تمتلك أسطولًا ضخمًا من الكواشط العالمية بطرازاتها كافة، وهو ما يمكنها من التعامل مع  بقع الزيوت أيًا كانت طبيعة وحجم ونوع بقعة الزيت سواءً خفيفة أو ثقيلة.

وأكد على أن لجنة مكافحة التلوث تمتلك القدرة الكاملة لنشر الحواجز العائمة القادرة على  محاصرة أي بقع زيتية في المياه، وتوجد في العديد من محطات الإرشاد على طول المجرى الملاحي.

وأضاف أنه بعد سحب البقع الزيتية من المجرى الملاحي فإنه يتم وضعها في خزانات التعامل معها وفق أحدث الآليات وبما يمّكن شركات البترول من الاستفادة منها لاحقًا، كما حضر المناورة عدد من أعضاء اللجنة الدائمة لمكافحة التلوث، منهم المهندس حمدي رضوان، والمهندس مجدي البُن، والمهندس صلاح جودة مسؤول الإشراف على صيانة معدات التلوث، والمهندس نشأت نصر مقرر اللجنة، والدكتورة هالة رجائي والربان عمرو سلامة مساعد قائد الإمدادات بالإسماعيلية.