السيول التي ضربت صعيد مصر

خلفت السيول التي ضربت صعيد مصر وراءها أكثر من 12قتيلًا و 38مصابًا ، فما بين شباب ورجال فقدوا ومابين نساء رُملت وأطفال يُتمت بقيت رأس غاب تستغيث بالمصريين، ولم يقف شبابها عاجزين أمام تلك السيول ،بل شكلوا لجانًا لإنقاذ الأهالي ومحاولة مساعدتهم في الهرب من هول السيول، وانهالت المساعدات وفرق الإغاثة التي شملت فتيات قبل الشباب لمساعدة الأهالي لكن بعد أن دُمرت بعض المنازل ووصلت السيول إلى زروتها .

وكشف ناصر على، صاحب كشك دمرته السيول أنه كان نائمًا وقت هطول السيول وسمع أصوات تزلزل المنازل وشبابيك تسقط من كثرتها، استيقظ سريعًا ليبحث عن "كشكه"الذي يطعم منه أبنائه فلم يجده ولم تكتف الأمطار بتدمير مصدر الرزق بل إمتدت إلى المنزل البسيط لتاتئ على مابه من أساس متواضع ليسرع مرة أخرى هو وزوجته نحو أطفاله ويهربان بهم إلى سطح منزل جاره.

ويشير علي، إلى أن المدينة تحولت إلى دمار بعدما كانت من أجمل مدن البحر الأحمر، موضحًا أن الأهالي والشباب شكلوًا فرقًا للبحث مأوى للمتضررين قبل وصول الأجهزة التنفيذية.

وأضاف محمد عبد الفتاح، صاحب ورشة لتصنيع الأساس أن المياه قضت على الأخضر واليابس وأن المدينة لم تشهد مثل هذه السيول من قبل، مؤكدًا أن أصحاب المهن الذين يعيشون منها لم يعد لديهم مصادر رزق .

ولم تقف مياه السيول عند هذا الحد بل التهمت منازل كاملة ودمرت أساسها منها شقتين لشقيقين تزوج أحدهما منذ شهرين فقط لكن مياه السيول حولت الشقتين الى بحار وبرك قضت النساء وقت طويل فى إنتشالها لكنها فشلت حسبما يؤكد سيد صديق، أحد سكان المدينة "المنكوبة".

ويروى صديق لحظات المأساة قائلًا "كنت بتفرج على التلفزيون فجأة قطعت الكهرباء وسمعت أصوات ودربكة قولت دا مطر عادي لكن في دقائق معدودة تحول كل شئ الى رماد وغمرت مياه السيول المنازل ،بدأنا نجري وراء بعضنا البعض نحاول ايقاظ أطفالنا وصعدت الادوار العليا التي يقطن فيها إخواتي منهم شقة شقيقي الذي تزوج منذ شهرين وبعدما إنتهينا من إيقاظ الكل بدانا فى الصعود إلى أسطح المنازل.

هبه صقر، هذه الطبيبة التي كانت تعمل في مستشفى دار المسنين، لم تكن تعلم أن السيول ستدمر مأواها ،فبرغم أنها تقوم برعاية كبار السن من المسنيين إلا أنها لم تستطع الحفاظ على "شقتها"من تلك السيول الجارفة ،وبرغم مصابها في أثاثها إلا أن تلك المصيبة لم تمنعها من أداء عملها، حيث ساعدت في نقل المسنين من بيتهم الى بيوت تمتلكها عائلات وأعلنت عن تقديمها الدعم للمتضررين في منزل "عمها" بعد غرق شقتها .