القمر الإصطناعي البيئي

كشف عدنان محمد الرئيس، مدير إدارة الاستشعار عن بعد في مركز محمد بن راشد للفضاء، أن القمر الإصطناعي البيئي «DM SAT1» الذي تمتلكه بلدية دبي، بلغت نسبة إنجازه 70 في المئة، فيما سينتهي بناؤه نهاية العام الجاري، والاستعداد لإطلاقه في النصف الأول من 2019، موضحاً أنه يعتبر أول قمر أصطناعي نانومتري بيئي للبلديات على مستوى الوطن العربي، يستهدف رصد وتجميع وتحليل البيانات البيئية، باستخدام تكنولوجيا الفضاء، وتوظيفها في مجال إيجاد الحلول لتحديات تلوث المدن والتغير المناخي.

وقال الرئيس إن هناك ربطاً إلكترونياً سيتم بين مركز محمد بن راشد للفضاء وبلدية دبي، يتيح إرسال المعلومات التي يتم تحليلها للجهات المختصة في البلدية والمعنية بها، فيما سيتم ربط هذه المعلومات بخرائط توضح التفسيرات العلمية المطلوبة لأي ظاهرة، لاتخاذ القرارات الاستراتيجية الفعالة، خاصة أن هذه البيانات التي تنتجها الصور الفوتوغرافية والدراسات الميدانية والمعلومات عبر الأقمار الاصطناعية، تعد محورية جداً، وحجر زاوية في ما يتعلق باتخاذ القرارات المناسبة المتعلقة بظاهرة ما.

وأفاد الرئيس بأنه في ما يخص الإمكانات الفنية للقمر الإصطناعي، فلديه عدد من المميزات الفريدة، والتي تستخدم قدرات الجيل الأحدث من الأقمار الإصطناعية، ومنها تغطيته لمساحات شاسعة، برية وبحرية، وقدرته على الدوران حول الأرض بمعدل 14 مرة خلال اليوم الواحد، إضافة إلى قدرته على رصد نفس الموقع أكثر من مرة، خلال مدة لا تتجاوز 3- 5 أيام، كما يتميز القمر الإصطناعي، بقدرته على العمل ضمن عدة حزم طيفية «Bands»، وتحديداً الحزمة البصرية «Visual»، والحزمة تحت الحمراء، لافتاً إلى أن عملية الرصد، تتم من خلال ثلاث حزم طيفية، هي الزرقاء والحمراء وتحت الحمراء، كما أن عملية التصنيع، ستتم وفقاً لأرقى وأحدث المعايير والتقنيات العالمية في هذا المجال. ويحتوي القمر على كمبيوترين، يعمل أحدهما على تأمين الاتصالات الأرضية وتخزين البيانات، والآخر على التحكم في المتحسسات ومشغلات ميكانيكية، وهي مسؤولة عن التوجيه الدقيق للقمر خلال الرصد، موضحاً أن القمر يتم تزويده بالطاقة عن طريق ألواح تخزين الطاقة الشمسية، ويعمل على رصد وقياس الجسيمات العالقة في الجو، وهذا النوع من البيانات، مهم في مجال الرصد البيئي للملوّثات المنبعثة إلى بيئة الهواء.

وتابع أن القمر يتميز أيضاً بقدرته على توفير بيانات فضائية لعملية الرصد، حتى مع وجود العواصف الرملية، والتي تعد قيمة مضافة، نظراً لأهمية الحصول على مثل هذه البيانات في مثل هذه الظروف، إضافة إلى الإمكانية العالية لاستخدامها في الدراسات والأبحاث البيئية، كما يحتوي أيضاً على منظومة GPS لضمان دقة المرور على مواقع محددة بتوقيتات زمنية محددة لأغراض الرصد، ما ينعكس إيجاباً على الارتقاء بتنافسية الإمارة العالمية في مجال الرصد البيئي، وتوفير البيانات اللازمة للبحوث والمسوحات المناخية.

وأشار الرئيس إلى أن القمر الإصطناعي سيرصد ويوفر البيانات الخاصة بالغازات المسببة للاحتباس الحراري، والتي تعدّ المسبب الأساسي لظاهرة التغير المناخي، وذلك من خلال منصة تحميل ثانوية يتم تركيبها على الهيكل الأساسي للقمر الإصطناعي، ما يتيح إمكانية عالية لدراسة طبيعة وحجم التأثيرات الناجمة عن التغير المناخي، وبالتالي، تحديد المبادرات والبرامج والمشاريع اللازمة للمساهمة في تخفيف والتكيف مع هذه الظاهرة.