مع أكثر من 40 ألف طن من النفايات في اليوم الواحد و7100 عامل في هذا المجال و2500 شاحنة لجمع النفايات، يعد جمع المخلفات وادارتها تحديا كبيرا لنيويورك حيث وضعت السلطات هدفا جديدا يقضي بإعادة تدوير 30 % من مكبات القمامة بحلول العام 2017. تعتبر نسبة مخلفات سكان نيويورك الأعلى في الولايات المتحدة مع 2,5 كيلوغرام من النفايات في اليوم الواحد في مقابل كيلوغرامين في بقية البلاد، بحسب سلطات البلدية. وتتكدس على الأرصفة مساء أكياس بلاستيكية سوداء أو شفافة، بالإضافة إلى قطع أثاث وأرائك ومصابيح في حالة جيدة. قد أقرت روبن ناغل عالمة الأنثروبولوجيا في جامعة نيويورك بأنه "كان سيتعذر العيش في المدينة لولا فرق جمع النفايات"، كاشفة أن هؤلاء العاملين أهم من عناصر الشرطة أو الإطفاء. وتزداد كمية النفايات سنة بعد سنة، على حد قول رون غونن المسؤول عن خدمة إعادة التدوير في المدينة الذي شرح أن نيويورك تنفق كل سنة حوالى 330 مليون دولار لتصدير نفاياتها إلى ولايات أخرى، مثل أوهايو وكارولاينا الشمالية. لكن خلال السنتين الماضيتين، اعتمدت المدينة التي تضم 8,4 ملايين نسمة والتي لا تجمع النفايات التجارية (أي مخلفات المتاجر والشركات) بل فقط نفايات الأفراد والهيئات الإدارية، استراتيجية مختلفة تمام الاختلاف. فهي قد وضعت هدفا يقضي برفع نسبة إعادة التدوير من 15 % حاليا إلى 30 % في العام 2017  للنفايات التي تجمع كل يوم والبالغ وزنها 11200 طن، علما أن النفايات التجارية التي تجمعها شركات خاصة تصل إلى 29 ألف طن في اليوم الواحد. وقد كثفت البلدية الشراكات في هذا المجال، أبرزها شراكة مع مصنع لإعادة التدوير فتح أبوابه قبل فترة في بروكلين. ومنذ العام 2012، أطلق برنامج نموذجي في المدارس لجمع النفايات العضوية كان يشمل خلال الفترة 2012 - 2013 حوالى 90 مدرسة وتوسع هذا العام إلى 300 مؤسسة دراسية. واعتبارا من تموز/يوليو 2015، ستلزم المطاعم وأكشاك الوجبات السريعة ومحلات البقالة بفصل النفايات العضوية وإعادة تدويرها. وأقر إيريك غولدشتاين من المنظمة البيئية غير الحكومية "ناتشورال ريسورسيز ديفنس كاونسل"، "نحن في بداية تحول كبير ... بدأنا ببطء ولسنا بعد من المدن الريادية في هذا المجال، مثل سياتل وسان فرانسيسكو، لكننا نعوض تأخرنا بسرعة". وتابع قائلا لوكالة فرانس برس "يكمن التحدي الأكبر في مواصلة التقدم الذي أحرز خلال عهد رئيس البلدية مايكل بلومبرغ" مع الرئيس الجديد بيل دي بلازيو وعازيا تأخر نيويورك في هذا المجال إلى "الأنظار المركزة على المدى القصير بدلا من الطويل والحاجة إلى استثمارات". وقد تم في كانون الأول/ديسمبر تدشين مصنع جد متطور لإعادة تدوير المعادن والمواد الزجاجية والبلاستيكية في بروكلين. وقال توم آوتربردج المسؤول عن هذا المصنع لوكالة فرانس برس إنه "الأكبر في العالم، أو على الأقل في الولايات المتحدة". ويعمل المصنع اليوم لمدة 8 ساعات في اليوم، لكن مديريه يعتزمون تشغيله على مدار الساعة ابتداء من الربيع. ونشاطات إعادة التدوير ليست مراعية للبيئة فحسب بل هي مربحة أيضا، فقطعة ألومينيوم من 680 كيلوغراما خضعت لعملية إعادة تدوير تباع إثرها في مقابل أكثر من ألف دولار.