تمكن باحثون فى برلين من عمل نسخة طبق الأصل لفقرة من ديناصور أحفورى، عن طريق طابعة ثلاثية الأبعاد تم تغذيتها ببيانات جرى الحصول عليها عن طريق التصوير المقطعى بالكمبيوتر، ومن ثم فإن الرواسب المحيطة بقالب الجبس الذى يحمى الحفرية يمكن أن تظل كما هى.وقالت أهى سما إيسيفر، طبيبة أشعة فى مستشفى جامعة تشاريت فى برلين، فى الدورية الأمريكية المعنية ببحوث الأشعة "راديولوجي": إن أهم فائدة من هذه الطريقة هو أنها غير مدمرة (للحيوان الأحفوري) ... كما انها لا تستغرق وقتا طويلا كعملية التحضير التقليدية" . وتابعت أن الباحثين عادة ما كانوا بحاجة لأسابيع أو حتى أشهر لفصل الحيوان الأحفورى من قالب الجبس و الرواسب المحيطة به لدراسته، وهى عملية دائما ما تحمل فى طياتها مخاطر قطع جزء من الحفرية نفسها.وأوضحت أن الأشعة المقطعية يمكنها أن تتبع بدقة هيكل حفرية محاط بغلاف ، كما يمكن للطابعة ثلاثية الأبعاد عمل نسخة طبق الأصل غير مكلفة نسبيا.وقد تم عمل تلك النسخة بناء على طلب من متحف التاريخ الطبيعى فى برلين حيث تختلط الحفريات المحفوظة التى تم اكتشافها أثناء أعمال حفر فى أفريقيا وألمانيا بأنقاض ناتجة عن غارة بقنابل ترجع إلى حقبة الحرب العالمية الثانية. ولم يتم التوصل إلى أصل عدد من العينات الموجودة فى المتحف حتى يومنا هذا .وقال أوليفر وينجز، خبير ديناصورات وعالم زائر فى المتحف : "لمعرفة لأى أعمال حفر تنتمى الحفرية سيكون علينا فتح كل حفرية".وبعد مقارنة الأشعة المقطعية برسومات الحفريات القديمة، حدد الباحثون الحفرية الغامضة على انها فقرة - لديناصور "بلاتوسوروس" عاش قبل نحو 210 ملايين سنة - عثر أثناء أعمال تنقيب عن حفريات تمت فى الفترة ما بين 1910 و1927 فى حفرة طينية جنوب هالبرشتات، ألمانيا. وفى حين أن تكنولوجيا الأشعة المقطعية تعد بالفعل وسيلة شائعة يستخدمها علماء الحفريات، إلا أن وينجز قال إن الباحثين فى برلين كانوا من بين أول من استخدم مجموعة بيانات أشعة مقطعية من حفرية غير مجهزة لعمل نسخة منها عن طريق طابعة ثلاثية الأبعاد.وأضاف : "فى المستقبل، سيكون استخدام الطابعة ثلاثية الأبعاد هو الأساس ... تماما مثلما فتحت مطبعة جوتنبرج دنيا الكتب امام الجماهير، فإن مجموعات البيانات الرقمية والنسخ المطبوعة ثلاثية الأبعاد للحفريات ربما يتم توزيعها على نطاق واسع، بينما فى نفس الوقت يتم حماية الحفرية الأصلية سليمة كما هى.