اعلنت الامم المتحدة و مسؤولون كينيون يوم الاربعاء الماضي عن اكتشاف أبار تحت الأرض يحتمل أن تكون عِبارة عن مياه جوفية ،و قالوا أنها "يمكن أن تساهم في تحسين حياة أجيال في شمال كينيا الفقيرة ، إن لم يكن في الأمة كلها" .فمع تشكيل الأمن المائي مصدر قلق متزايد في جميع أنحاء العالم ، يمكن لاكتشاف خمس أبار للمياه الجوفية في مقاطعة توركانا التي تعاني من الجفاف ، أن تساعد في تمتع كينيا بهذا النوع من الآمن والذي يعتبر أهم الموارد الطبيعية ، ولا سيما في المناطق القاحلة شمال البلاد .وقالت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" أن من أصل العدد الكلي للسكان البالغ نحو 41 مليون شخص ، هناك 17 مليون كيني لا يحصلون على ما يكفي من المياه الصالحة للشرب، كما يفتقر 28 مليون نسمة لمرافق الصرف الصحي الملائمة" .وقال جودي واخنجو ، أمين كينيا من أجل البيئة والمياه والموارد الطبيعية ، في بيان اليونسكو يوم الاربعاء :" هذه الثروة المكتشفة حديثا من الماء تفتح الباب أمام مستقبل أكثر ازدهارا لشعب توركانا والأمة ككل. يجب علينا الآن أن نعمل على مواصلة استكشاف هذه الموارد و الحفاظ عليها للأجيال المقبلة. " بالإضافة إلى توفير مياه الشرب ، يمكن أن تستخدم الكميات الهائلة الموجودة تحت الأرض كمصدر لري المحاصيل أو توفير المياه لرعاية الماشية . لقد كان سوء التغذية يمثل مشكلة متزايدة بين الناس في توركانا ، ويمكن لهذه الأبار الجديدة من المياه أن تساعد في درء الصراعات على الموارد الشحيحة في المنطقة ، حيث كانت الغارات القاتلة على الماشية شائعة.كان الاكتشاف بتعاون مشترك بين الحكومة الكينية ومنظمة اليونسكو ، بدعم مالي من اليابان . ووفقًا لمنظمة اليونسكو ، هناك حاجة إلى مزيد من الدراسة لتحديد بالضبط كمية المياه و نوعيتها . ويبقى أيضًا أن نرى كيفية سهولة و تكلفة استخراجها حتى نقول أن المصدر الجديد مصدر جيد.تم اكتشاف حوض المياه الجوفية Lotikipi Basin Aquifer والذي يصل حجمه حسب التقديرات الأولية إلى حجم ولاية رود آيلاند ، و البئر الأصغر Lodwar Basin باستخدام تكنولوجيا الأقمار الصناعية المتقدمة و تأكد مع الحفر. وقالت اليونسكو أن هناك ثلاث طبقات من المياه الجوفية لا تزال تحتاج إلى التأكيد من خلال الحفر.وقالت غريتشن كالونجي ، المدير العام المساعد للعلوم الطبيعية في اليونسكو ، في بيان أن الاكتشاف " يدل بوضوح كيف يمكن للعلوم والتكنولوجيا أن تسهم في التصنيع و النمو الاقتصادي ، و إلى حل القضايا المجتمعية الحقيقية مثل الحصول على المياه. "وقالت شركة التنقيب عن الموارد الطبيعية " Radar Technologies International" التي اكتشفت طبقات المياه الجوفية ، أنها تتضمن " الحد الأدنى من الاحتياطي 250 مليار متر مكعب من المياه أو حوالي 66 ترليونات ، و أن هطول الأمطار في كينيا و أوغندا تخزن لهم 898 مليار غالون سنويا .ووصفت منظمة اليونسكو الاكتشاف باعتباره انتصارا علميا، وأنها تأمل في تكراره في أماكن أخرى . قالت كالونجي:"اننا نواصل دعم أفريقيا لإطلاق الإمكانات الكاملة لثرواتها المائية غير المرئية " .