مقهى الحاج عبده احمد مكرد العزعزي والمعروف بمقهى الشجرة من اشهر المقاهي في الشيخ عثمان والذي تأسس عام 1952م وذاع صيته بالماكولات الشهية وكملتقى سياسي واجتماعي على مدى طويل من التاريخ حيث كانت لرواد هذا المقهى ادوار بارزة في الكفاح المسلح ضد المستعمر البريطاني حيث ان المقهى صار يمثل تجربه نضالية رائعةويقول احد اولاد مؤسس المقهى هو الدكتور احمد عبده مكرد احمد : ان ما جعل المقهى مميزا وحاضرا في المشهد النضالي موقعه بمنطقة كانت تعرف آنذاك باسم ( بودي تمر ) وهي مساحة مسجد النور وسوق القات حاليا اذ يحتل موقعا مطلا بالقرب من مركز الشرطة الذي كان يوجد فهي جنود الاستعمار البريطاني فكان الفدائيون يجلسون في مقهى الشجرة اما لرصد تحركات الجنود او لاستطلاع المكان والتخطيط لشن هجمات عليهويضيف : ظل المقهى يقدم الدعم خلال الفترة من 1967- 1964م بطرق ثلاث: المال والمأوى والمشرب والمأكل إخفاء الثوار والتستر عليهم وتغيير ملامحهم لان اغلب الهجمات على الشرطة تشن من أمام المقهى لتوفر إمكانية الهروب والاختفاء عن عيون قناصة الانجليزولفت الى ان من بين العاملين في المقهى ثوارا يشكلون استطلاعا متقدما مهمته رصد قوات الاحتلال وقد سقط حينها شهيدان هما سعد محمد غانم ومحمد منصور محمد غانم فيما اصيب الحاج عبده غالب وعبد المجيد سعيد رحمهم الله جميعا وكذا حكم بالسجن لمدة عام ونصف على المناضل الوطني عبدالله مكرد احمد عزعزيوكانت تدور امام المقهى العديد من العمليات الفدائية في 67 وخصوصا مع فرقة الشياطين الحمر الاستعمارية عند خروجها لتمشيط في الأحياء مع منع حركة التجول للحد من هجمات الثوار .واختتم الدكتور مكرد حديثه بالقول: ان والده رحمه الله من الأوائل الذين سارعوا لشراء الراديو اثر ظهوره وأول من ادخل جهاز الراديو الى منطقة الشيخ عثمان وكان رحمه الله وكل الناس الذي يتجمعون هناك يحبون سماع محطة صوت العرب وخطابات الرئيس عبد الناصر وتعليقات محمد حسنين هيكل واحمد سعيد وكذا سماع إذاعة BBC لندن ويتابع كافة نشراتها والفقرات الغنائية والأناشيد في ذلك الوقت موضحا ان مقهى الشجرة مازال يبث بعض الأغاني اليمنية التي عرفها المقهى في عهد والده ابان تواجد الاستعمار البريطاني وبعد رحيله وحتى يومنا هذا .