إبتكر رجال الأعمال في ميلانو وسيلة لتهدئة الإيطاليين الصاخبين. فغالباً ما كان كبار السن والعشاق والعائلات مع الاطفال والسياح يشتكون من الصخب الذي يمنعهم من سماع بعضهم البعض. وعانى من ذلك أصحاب المقاهي والمطاعم، إذ كان النوادل يخلطون الحجوز وبدأ أصحاب المطاعم يلجأون إلى المساعدة الطبية بسبب مشاكل السمع المتزايدة. وكان يبدو أن فرصة التمتع بالهدوء أثناء العشاء أمر أشبه بالمستحيل، لكن الأمور تغيرت بعد تزويد مطعم في أحد أرقى أحياء ميلانو بجهاز فريد من نوعه يسمح بقياس مستوى الضوضاء. وأشارت صحيفة "كورييري ديلا سيرا" الإيطالية إلى ظهور أول مطعم هادئ في إيطاليا. وجرب الصحفيون بأنفسهم كيفية تناول وجبة الفطور في هدوء تام. كما أن جهاز قياس مستوى الضجيج يحتوي على جرس مطلي بالذهب مثبت أسفل الجهاز وبإمكان الزائر قرعه في حال شعر بعدم الارتياح بسبب الحديث بصوت مرتفع. ويسعى العلماء الإيطاليين دائماً إلى لفت انتباه السلطات ورجال الأعمال إلى قضية عزل الصوت في بلد صاخب مثل إيطاليا. وأثبت الخبراء أن الإنسان يبدأ الشعور بعدم الارتياح عندما يتجاوز مستوى الضوضاء في المبنى أو الشارع 60-65 ديسيبل. أما بالنسبة للمطاعم الإيطالية فإن الحد الأدني للضوضاء فيها يتراوح ما بين 80-1100 ديسيبل، ما يؤدي إلى شعور الزوار بالقلق والتأثير على حاسة السمع. ونقلت صحيفة "كورييري ديلا سيرا" عن أصحاب المطاعم أنهم طالما حاولوا الحد من الضوضاء بتوجيه الملاحظات وتثبيت الأسقف المتطورة ممتصة الصوت وتغطية الجدران بالأشجار ونشارة الخشب وحاولوا التهرب من استخدام المرايا والزجاج لأنهما يعكسان الصوت ويزيدان من الضوضاء، لكن كل ذلك كان دون جدوى.