يتحول "وادي القصب" في المسيلة في فصل الصيف إلى ملجأ للشباب والأطفال من أجل الاستجمام والسباحة والهروب من الحر خاصة بالنظر إلى انعدام مسابح في هذه المدينة. و ينبع "وادي القصب" من سد القصب بأعالي مدينة المسيلة وينتهي أسفل المدينة نحو منطقة "أولاد ماضي" مرورا بعديد الترع والسدود التحويلية الصغيرة التي أنجزت في الخمسينيات من أجل توفير مياها للسقي. ويتوافد الشباب -كما لوحظ - بكثرة على "حمام بلعريبي" وهو ينبوع كبريتي يقع أسفل "سد القصب" على بعد عدة أمتار وله تدفق عال يساعد حسب بعض المستحمين في صحة العضلات والعظام كما يستعمل للسباحة بالنسبة للمبتدئين من السباحين على وجه الخصوص. ويعد "حمام بلعريبي" الذي يبلغ تدفقه نحو 30 لترا في الثانية و الذي تعد مياهه غير صالحة للشرب من بين النقاط التي يفضل المستجمون زيارتها كونه يوفر لزائريه فضاءا للسباحة والاستحمام والراحة .كما يساعد على الشفاء من عدة أمراض جلدية. وغير بعيد عن "حمام بلعريبي" توجد ترعة عميقة و تيارها المائي يجذب نحو الأسفل وقد يؤدي إلى غرق السباح إذا لم يكن متمكنا وعارفا بخبايا هذه الترعة بالذات وبميزاتها. وتتميز مياه هذه الترعة غير البعيدة عن "حمام بلعريبي" بالبرودة كونها تقع وسط الأشجار .كما تكثر بها الطحالب لدرجة أنها جعلت للمياه رائحة. و يكثر السباحون من الأطفال و الشباب ب"ساقية المهندس" التي تعود تسميتها إلى المهندس الفرنسي الذي صممها خصيصا لكبح تيار الماء المتأتي من سد القصب لتحويله نحو بساتين المعمرين الواقعة على ضفتي الوادي. وهنا يقفز الأطفال والشباب من على حائط إسمنتي أنشئ بغرض توجيه المياه إلى وسط الساقية متمتعين بهذا الاستجمام و الاستحمام. والى جانب ما توفره من متعة لهؤلاء الشباب والأطفال فانه لا بد من الاشارة الى ما يمكن أن تمثله هذه المواقع من خطورة على الصحة . فيرى البعض أن هذه الأماكن يمكن لمياهها أن تمثل مصدرا لعديد الأمراض كون "وادي القصب" يعاني من التلوث الناتج عن وحدات إنتاج مادة "أميونت" الصادرة من مصنع بولاية برج بوعريريج وذلك رغم أن هذا المصنع تم غلقه منذ عدة سنوات. وبعديد هذه المواقع يعتمد الشباب المتمكنون من فن السباحة الى حراسة الأطفال المستحمين بل وحتى القيام بتعليم السباحة لغير العارفين بها. ومن أهم أسباب اللجوء إلى هذه الأماكن للسباحة رغم خطورتها عدم وجود مسابح بعاصمة الولاية حيث هناك مسبح نصف أولمبي أنشئ خصيصا للمنافسة وليس للاستحمام .كما أن مسبحي البلدية لم يتم استغلالهما منذ عدة سنوات .فالأول الواقع في حي 108 مسكن تعرض للانهيار بفعل عدم استعماله ومراقبته منذ عشريتين من الزمن فيما لم يفتح الثاني لكونه يحتاج إلى عملية ترميم . وعلى الرغم من أن مديرية الشباب والرياضة تعتزم إنجاز عديد المسابح في آفاق 2014 إلا أن الشباب يحتاجون حاليا إلى مثل هذه المرافق الخاصة بالتسلية والسباحة ولسان حالهم يقول "نريد مرافق في الوقت الحالي وليس في المستقبل". وحسب مديرية الشبيبة والرياضة فإن الحديث عن المسابح يقود إلى التفكير في الاستثمار الخاص حيث يبدو أن المتعاملين الخواص متخوفون من خوض مثل هذه التجربة لسبب واحد يتمثل في مشكل توفير المياه ما دامت حتى مياه الشرب غير متوفرة بهذه الولاية.