تراجع الإقبال على سياحة الشمس فى الدول العربية

توقع رئيس منظمة السياحة العالمية فريدريك بيارى استمرار انتعاش الأسواق السياحية فى العالم، ومن ضمنها الدول العربية فى باقى العام الحالى، مُحذراً من خفض الاهتمام بالقطاعات السياحية التقليدية، خصوصاً سياحة الشمس والبحر، مشيرا إلى أن انتعاش القطاع شمل غالبية بلدان العالم وظهرت علاماتها الأولى منذ أواخر السنة الماضية من خلال عودة السياح إلى التدفق على المطارات وتنشيط الرحلات الجوية نحو المنتجعات والمدن السياحية الرئيسية فى العالم وأقر بيارى بأن السياحة التقليدية، خصوصاً البحر والشمس، عانت كثيراً من أزمة العام الماضى بسبب تراجع إقبال الزوار على الوجهات التى لا تعتمد سوى على هذا المنتج السياحى، لكنه حث الدول العربية المتوسطية على عدم التهاون بتلك السياحة التقليدية أملاً بالتركيز على قطاعات جديدة «لأن زبائن هذه الفروع المألوفة ثابتون ومواظبون على الوجهات التى يرتاحون لها ويجدون فيها ضالتهم» على ما قال إلا أنه شدد فى الوقت نفسه على ضرورة تطوير هذا الصنف من السياحة وإضفاء الحيوية والجاذبية عليه بإيجاد نشاطات موازية تملأ وقت السائح وتُسليه، لكى لا يبقى مقتصراً على السباحة والاستمتاع بأشعة الشمس. ورأى أنه على الحكومات فى البلدان السياحية أن تحافظ على الحوافز الممنوحة للقطاع «وعدم التسرع بالعودة إلى الوراء لأن آثار الأزمة ما زالت قائمة والقطاع ما زال هشاً". وشدد على ضرورة المصالحة بين السياحة وحماية البيئة، مؤكداً أن السائح لا يمكن أن يكون عدواً لنظافة البيئة وسلامة المجتمع الذى يزوره، مع إقراره بضرورة اتخاذ إجراءات عملية فى هذا الاتجاه للمحافظة على الثروة المائية وحماية الطبيعة من التلوث. كما أشار إلى أن السائح الحالى صار أكثر انتباهاً لهذه المسائل وأكثر استعداداً للانخراط فيها. وأفاد أن منظمة السياحة العالمية تعكف حالياً على إعداد دراسة كبيرة بطلب من الأمم المتحدة لمعرفة انعكاسات الأزمة الاقتصادية الأخيرة على السياحة المحلية فى البلدان الصاعدة، وتوقع استكمال الدراسة فى أواخر العام الحالى. وأوضح أن منظمة السياحة العالمية، التى تولى أمانتها العامة الوزير الأردنى السابق طالب الرفاعى العام الماضى، تسعى إلى التركيز على الجوانب الفنية بوصفها بيت خبرة تؤمن المشورة والخدمات للبلدان الأعضاء « لجعل السياحة أكثر حيوية وأقدر على المنافسة» على حد تعبيره.