كيفن أندرسون

قبل عشرة أشهر سأل كثيرون "من هو كيفن؟" عندما نجح الجنوب أفريقي كيفن أندرسون في الوصول إلى أول نهائي له بالبطولات الأربع الكبرى في التنس، في أمريكا المفتوحة، العام الماضي.

ويوم أمس الأحد، لم يعد أندرسون مجهولا وقطع استعداده للمباراة النهائية في ويمبلدون، مكالمة هاتفية من رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوسا، قبل مواجهة نوفاك ديوكوفيتش.

ورغم أن تمنيات الرئيس بالحظ السعيد لم تكن كافية لمساعدة أندرسون المرهق، على الفوز في الملعب الرئيسي، أظهرت هزيمته بثلاث مجموعات أن اللاعب العملاق أكمل رحلة التحول التي بدأها العام الماضي.

وعندما شارك أندرسون في بطولة أمريكا في سبتمبر الماضي كان يبلغ من العمر 31 عاما وكان في المركز 32 بالتصنيف العالمي، وبدا أن النقاد يستبعدونه تماما من إمكانية تحقيق انجاز.

لكنه شق طريقه للنهائي دون مواجهة أي لاعب من المصنفين 15 الأوائل.

وفي غياب ديوكوفيتش وآندي موراي عن القرعة كان أندرسون محظوظا بالوقوع في نصف قرعة لا يضم روجر فيدرر أو رافائيل نادال.

وعندما حان وقت مواجهة أحدهما كان في النهائي أمام نادال وخسر بمجموعات متتالية.

واعتقد كثيرون أنه نال قسطا صغيرا من الشهرة وسيتوارى مجددا عن الأنظار.

لكن أندرسون الذي نضج متأخرا اعتبر رحلته في فلاشينج ميدوز مجرد بداية.

ففي ويمبلدون أثبت أن وصوله للنهائي كان ثمرة عمل دام ساعات وساعات خلال عشرة أشهر بين البطولتين.

وبعد فوزه على جايل مونفيس بعد ثلاث ساعات ونصف، ضرب موعدا في دور الثمانية مع فيدرر بطل ويمبلدون ثماني مرات.

 ولم يكن متوقعا أن يخسر فيدرر هذه المباراة، وتقدم المايسترو السويسري 6-2 في المجموعة الأولى لذا لم يكن هناك تحذيرا مما سيحدث لاحقا.

وبعد مواجهة مثيرة استغرقت أكثر من أربع ساعات تعافى أندرسون بشكل مذهل من تأخره بمجموعتين وأنقذ نقطة لحسم اللقاء، قبل أن يتفوق 13-11 في المجموعة الخامسة والفاصلة.

ثم خاض مباراة ماراثونية من ست ساعات و36 دقيقة قبل أن يهزم الأمريكي سام كويري في قبل النهائي، حتى خارت قواه في نهائي الأحد، رغم المقاومة في المجموعة الثالثة.

وقال أندرسون "كنت أعتقد أن لدي بعض الفرص للفوز بالمجموعة الثالثة (خسرها 7-6)، كنت أود تمديد المواجهة لمجموعة أخرى لكن لم يحدث هذا".

وأقر ديوكوفيتش بأن أندرسون "كان الأفضل بلا شك" في المجموعة الثالثة وإذا فاز بها لربما تمكن من تكرار ما فعله أمام فيدرر.

وأضاف لاعب جنوب أفريقيا الذي سيدخل قائمة المصنفين الخمسة الأوائل عالميا لأول مرة في مسيرته، اليوم الإثنين "أثق بالتأكيد في قدرتي على الفوز بألقاب من هذا النوع،

"اذا سألتني قبل عام لم أكن أظن أنني سأجلس هنا وسأقول إنني أؤمن حقا بقدرتي على الفوز بلقب ضمن البطولات الأربع الكبرى بنفس الثقة التي أتحدث بها الآن، مجرد النظر إلى تصنيفي الجديد المرتفع يعني لي الكثير وأشعر أنني أمر بفترة رائعة".