المنتخب الأردني

اطمأن المنتخب الأردني على شيء من جاهزيته، عندما حقق فوزًا وبرباعية نظيفة على ضيفه هونغ كونغ، في إطار تحضيراته لمواجهة كمبوديا الثلاثاء المقبل في افتتاح مشواره بتصفيات الدور الثالث والمؤهل لنهائيات آسيا بكرة القدم، وجاءت الفائدة معنوية أكثر منها فنية، فمنتخب هونج كونج ظهر بلا حول ولا قوة، وظهر وكأن المنتخب الأردني يلعب أمام خصم متواضع القدرات والإمكانات، لذلك كان اللعب أمام منتخب بهذا المستوى بمثابة القرار الخاطىء، حتى أن الجماهير الأردنية غابت عن الحضور لأنها عرفت مسبقاً بأن الفوز سيكون سهلاً، وبأن المباراة ستخلو من أي اختبار حقيقي.

ورغم النتيجة الباهرة، إلا أن المنتخب الأردني من حيث الأداء الجماعي لم يظهر بالصورة المأمولة، فغالبية الأهداف تحققت بفضل الحلول الفردية التي يمتلكها اللاعبون، فغابت الهجمات المنسقة، والتكتيك الناضج، والحلول الجماعية، ويبدو أن المنتخب الأردني يفكر بالحاضر ولا يربط الفكر بالمستقبل، حيث كان الأولى اللعب أمام منتخب يتمتع بشيء من القوة ويساوي نسبياً قدرات المنتخب الأردني، فمواجهة كمبوديا بالتصفيات الآسيوية لا تعني أن تواجه منتخباً يوازيها بالقدرات.

وكان المنتخب الأردني منافساً قوياً للصعود للتصفيات الحاسمة والمؤهلة لنهائيات كأس العالم وقريباً من التأهل لنهائيات آسيا، ولذلك فهو بلغ مراتب متقدمة من حيث الخبرة والأداء والطموح، لكنه في الأمتار الأخيرة وجد نفسه خارج الحسابات، مما فرض عليه خوض تصفيات الدور الثالث وهي تضم منتخبات يعتبر فيها المنتخب الأردني مقارنة معها الأقوى والأكثر كفاءة وخبرة.

ويتوجب على المنتخب الأردني ألا يضع نفسه بمقارنة مع منتخبات تصفيات الدور الثالث، وإنما لا بد من النظر إلى أبعد من ذلك وهي نهائيات آسيا 2019، فأمر تأهله مسألة وقت ليس إلا، والمطلوب من الآن التحضير للنهائيات وليس للتصفيات، من خلال اللعب أمام منتخبات قوية تحقق له فوائد مزدوجة بغض النظر عن النتائج، وبما يضمن وصوله لنهائيات آسيا وهو في قمة عطائه الفني، وهو ما يتماشى مع فكر المدير الفني الأسبق للمنتخب محمود الجوهري.

كما أن مباراة هونغ كونغ تم تفريغها من أي هدف فني، فهي تأتي قبل مواجهة كمبوديا بخمسة أيام فقط، وبالتالي كان الأفضل للجهاز الفني التعامل مع هذه المباراة برسمية أكبر، من خلال الاستقرار على التشكيلة، إلا أن الشوط الثاني شهد 6 تبديلات في صفوف المنتخب الأردني، وبشكل عام، تبقى التجربة مفيدة من الناحية المعنوية، لكنها فنياً لم تحقق أدنى درجات الفائدة، حيث أن منتخب هونغ كونغ لم يهدد مرمى شفيع ومعتز ياسين، والدفاع بقي حاله أشبه بالمتفرج، واكتفى لاعبو الهجوم باستعراض القدرات الفردية بتسجيل الأهداف.