علاء نبيل المدرب العام السابق لمنتخب مصر

أكّد علاء نبيل المدرب العام السابق لمنتخب مصر، أنّ شهر رمضان يحمل العديد من الذكريات التي تظل عالقة في أذهان الجميع سواء على المستوى الشخصي أو العملي، وقال :أنا على سبيل المثال مررت خلال أشهر رمضان التي تناوبت على أعوامي المختلفة في سنوات التدريب بالعديد من التجارب والمواقف الغريبة في مسيرتي، لعل أبرزها عندما كان في نوفمبر من عام 2003.

حينها كنت المدرب المساعد لمحمود الجوهري في الجهاز الفني للمنتخب الأردني، وكنا نخوض إحدى المباريات في التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الآسيوية 2004، أمام المنتخب اللبناني على أرضه ووسط جماهيره، والفوز بهذه المباراة يعني التأهل لبطولة آسيا للمرة الأولى في تاريخ الكرة الأردنية.

وقتها توجهنا إلى لبنان قبل موعد المباراة بثلاثة أيام، وخضنا المباراة بعد الإفطار، وفزنا بهدفين دون رد، وتأهلنا لكأس آسيا وكانت فرحة غير عادية في الأردن، وصلت إلى درجة أن الأمير أتى لنا في لبنان ودعانا لحضور مأدبة سحور معه، وفي اليوم التالي عدنا إلى العاصمة عمّان.

لا يُمكنني أن أنسى ذلك اليوم، فهي الواقعة الأقوى لنا في أشهر رمضان المختلفة، خاصةً أن التنافس بين الأردن ولبنان قوي للغاية ويشبه المواجهات المصرية أمام فرق شمال إفريقيا.

أتذكر أننا كنا أكثر جهاز فني يستمتع بالعمل والتدريبات في شهر رمضان ، حيث كنا نتدرب قبل الإفطار مباشرةً بحوالي ساعة ونصف في صالة الجيمانزيوم، وبعد ذلك نتوجه لتناول وجبة الإفطار ومن ثم الصلاة، ثم نعود للتدريبات الجماعية في حوالي الساعة الحادية عشرة مساءً، كانت هذه متعة كبيرة لنا، عكس بعض الأجهزة الفنية الأخرى التي يكون الموقف بالنسبة لها صعبًا في شهر رمضان.

بالنسبة للطقوس في شهر رمضان فأنا أختلف عن الناس قليلًا، هناك من يحب "العزومات" والخروج لتناول وجبات الإفطار خارج المنزل، ولكنني أحب أن أتناول الإفطار في منزلي، حتى أكون على راحتي بشكل أكبر، وبعد أداء الصلاة يمكنني أن أقوم ببعض الزيارات، ولكن في الوقت نفسه أحيانًا أكون مجبرًا على تلبية بعض الدعوات التي لا يُمكن رفضها لتناول الفطار مع أشخاص قريبون مني.

أيضًا، من زمن طويل أصبحت حريصًا على ختم القرآن مرتين على الأقل في شهر رمضان، أنا بالنسبة لـ "بند الحلويات" فهو من الأمور المهمة للغاية في المنزل، مثلنا مثل بقية البيوت المصرية التي تحرص على هذه عادات الأكل والشرب والعبادة في ذلك الشهر.

كنا دائما بتناول وجبة الإفطار في أول أيام شهر رمضان في بيت والدي رحمه الله، وحتى بعد وفاته كانت والدتي حريصة على استكمال هذه العادة، ولكنها توفت في شهر فبراير الماضي، وأول يوم في رمضان هذا العام سيكون غريبًا جدًا، فالظروف مختلفة تمامًا، حتى أنا وإخوتي حاولنا الاستمرار على هذه العادة وأن نفطر أول يوم في رمضان ببيت العائلة، ولكن هناك ظروف حظر والتجمعات أيضًا بها خطورة كبيرة، خصوصًا أن هذه العادة كان يجتمع فيها أكثر من 20 فردًا.

عمومًا رمضان في هذا العام سيكون مختلف عن أي رمضان مررت به من قبل، سيكون حالة فريدة من نوعها، ولم يمر عليّ مثله من قبل، ولكنني أتذكر أنني قضيت رمضانًا كاملًا بمفردي في الأردن من قبل، وكنت سعيدً جدًا لأنني أديت كل الفروض الخمس في المسجد طوال الشهر، ولكن هذا العام سيكون هو الأول في حياتي من دون والدي أو والدتي.

أما عن الوضع الراهن، فالنسبة لنا كرياضيين يجب علينا أن نتحمل الظروف الصعبة الحالية، والجميع بالفعل يُضحي براحته ومتعته حتى تمر هذه الأزمة التي لم يكن يتخيل أي شخص في العالم أن نمر بها، أو نلتزم في البيوت خوفًا من فيروس قاتل.. بالفعل الموقف غريب ويجب علينا أن نتقل، ونضحي بعاداتنا وتقاليدنا، وعلى الجميع أن يلتزم في منزله "خليك في البيت"، من أجل أن تحمي أولادك وأهلك وعائلتك، وحتى تعود الحياة الرياضية لطبيعتها من جديد.

أعلم أن الأمر شديد على البعض ولكن يجب أن يكون هناك إرادة، وأن نتحمل وإن شاء الله هذه الأزمة تمر على خير، وأتمنى لكل المسلمين في كل الدول الإسلامية والعربية والأجنبية رمضان كريم، وأن تكون هذه فرصة للالتزام في منازلنا ونزيد من العبادة وشكر الله، وأن نتعظ من هذا الحدث الموجود في العالم كله.

وقـــــــــــــد يهمك أيــــــــــــضًأ :

عمرو زكي يكشف تفاصيل حادث سيارته في آب الماضي

محمد ناجي جدو غاضيًا من مقارنة اللاعبين الحاليين بنظرائهم من الأجيال السابقة