فالتيري بوتاس

تساقطت قطع الدومينو صوب فريق مرسيدس، كيف سيُحسّن انتقال فالتيري بوتاس إلى الصانع الألمانيّ من وضعه الماليّ الشخصيّ، وكيف سيؤثّر ذلك على فيليبي ماسا وباسكال فيرلاين. ولا شكّ في أنّه بالنسبة إلى شخصٍ رياضيّ تنافسيّ، فإنّ فرصة الترقية إلى الفريق الأفضل وذو المستوى الأعلى في فئته، تُمثّل قيمةً أكبر بكثيرٍ من أيّة ثروةٍ ماديّة.

وكان فريق مرسيدس خلال 2017 تنافسيًا كما كان خلال المواسم الثلاثة الماضية، فإنّ فرصة المنافسة على لقب البطولة لن تُقدّر بثمن من قِبَل فالتيري بوتاس، كما كانت لتكون بالنسبة لأيّ سائقٍ يتمّ اختياره ليقود بجوار لويس هاميلتون ضمن صفوف الفريق المتربّع على عرش الفئة الملكة.

ولكن لا ينبغي تجاهل الجانب الماديّ لخطوة الانتقال هذه، إذ أنّها ستحظى كذلك بتأثيرٍ على كلٍّ من فيليبي ماسا وباسكال فيرلاين، الفائزان الآخران في جولة الكراسي الموسيقيّة للفورمولا 1هذا الشتاء. كما أنّ الدفعة الواضحة التي ستشهدها ثروة بوتاس الشخصيّة ستأتي من خلال راتبه الجديد في مرسيدس. وبينما لم تُؤكّد بعد تفاصيل صفقة الانتقال إلى صفوف الصانع الألمانيّ، إلّا أنّه في 2016، كان ما يجنيه ثنائي مرسيدس يُمثّل أكثر من أربعة أضعاف ما يجنيه سائقا ويليامز.

وبالرُغم من أنّ راتب بوتاس لن يُكافئ على الأرجح مرتّب بطل العالم ثلاث مرّاتٍ أو مرتّب سائق جازف منذ بداية مشروع مرسيدس في الفورمولا 1، وساعد على بناء الفريق وتأسيس تلك القوة المهيمنة، لكنه من المتوقّع أنّ يحصل الفنلنديّ على ضعف راتبه السابق خلال خطوة الانتقال تلك من غروف إلى براكلي.

ويُساهم كذلك الظهور المتزايد في وسائل الإعلام والذي يُصاحب القيادة لأحد فرق المقدّمة، في تحسين فرص تأمين بعض صفقات الرعاية الشخصيّة لبوتاس. وكان في بداية مسيرته الاحترافيّة، تلقى بوتاس الدعم من قِبَل الشركتين الفنلنديتين "فيهوري" و"كيمبي"، إذ ظهر شعارًا الشركتين على جانب سيارة ويليامز حتّى 2015، عندما أنهت شركة "كيمبي" عقدها مع ويليامز بيد أنّها استمرّت في رعاية بوتاس على المستوى الشخصيّ.

وقامت شركة "فيهوري" بتجديد عقدها مع ويليامز حتّى نهاية 2016، وليس من المعلوم بعد ما إذا كانت الشركة الفنلنديّة ستتفاوض على صفقةٍ جديدة مع مرسيدس. ولكنّ هاتين الشركتين تُمثّلان راعيين مُخلصين لطالما كانا داعمين لبوتاس منذ أن بدأ مسيرته في الفورمولا 1.

وبالطّبع ستطفو على السطح فرصٌ جديدة في المستقبل القريب، بالرُغم من أنّ خيارات الفنلنديّ ستكون محدودةً بصفقات الرعاية الحالية للصانع الألمانيّ: فعقود الرعاية مع شركات الأزياء والموضة لن تكون خيارًا متاحًا بفضل شراكة مرسيدس مع مجموعة "هيوغو بوس"، وكذلك مُصنّعو سمّاعات الرأس بفضل علاقة الصانع الألمانيّ مع شركة "بوز".

ولم تكُن خطوة انتقال بوتاس إلى مرسيدس ممكنة لو لم يتراجع فيليبي ماسا عن قرار اعتزاله ويعود مُجددًا إلى صفوف ويليامز. لن تحظى أقصر فترة اعتزالٍ في التاريخ (ربما) بتأثيرٍ كبيرٍ على الوضع الماليّ لماسا، إذ أنّ البرازيلي لم يكَد يجمع أوراق مُغادرته عندما وقّع عقدًا جديدًا مع ويليامز.
 
إذ من المتوقّع أن يبقى راتب ماسا في صفقة العام الواحد مع ويليامز ضمن نطاق 5 ملايين دولار لموسم 2017، وهو رقمٌ أكبر بكلّ تأكيد من ذلك الذي كان ليجنيه كمُحللٍ تلفزيونيّ للفورمولا واحد بدوام جزئيّ. وأنّ الشهرة التي يتمتّع بها ماسا داخل الرياضة وأسواقها المُستهدفة لا زالت مرتفعةً بالفعل، إذ أنّ قرار تأجيل اعتزاله للعام القادم لن يؤدّي على الأرجح إلى أيّة تغييراتٍ في حياته الشخصيّة.

بالنسبة إلى فيرلاين - الذي يحظى بدعم مرسيدس منذ أن كان يُشارك في الفورمولا 3، لكنّه لا يحظى بدعمٍ مالي من أقارب أغنياء أو رُعاة شخصيّين – فإنّ صفقة انتقاله إلى ساوبر ستصنع له فرصةً لزيادة دخله، لا سيّما وأنّ مشاكل ساوبر المالية باتت أمرًا من الماضي بعد حصولها على استثمارٍ من قِبَل شركة "لونغ بو" في يوليو/تموز الماضي، ما جعل الفريق في وضعٍ ماديٍّ أقوى ممّا كان عليه في السابق.