تنظيم البطولات الرياضية لها علاقة بارتفاع معدلات المواليد في البلدان المضيفة

أظهرت بحوث سابقة أنّ تنظيم البطولات الرياضية لها علاقة بارتفاع معدلات المواليد في البلدان المضيف، ويبدو أنّ خبراء علم السكان في روسيا سيولون اهتماما كبيرا ببطولة كأس العالم لكرة القدم لفترة طويلة بعد انتهاء المباراة النهائية في 15 يوليو/تموز المقبل.

ويركّز الخبراء على فحص سجلات المواليد بغية التحقق من إذا ما كانت كرة القدم يمكنها مرة أخرى أن تؤثر بالإيجاب على معدلات المواليد في البلد المضيف لأكبر بطولة رياضية في العالم، وفقا إلى موقع "بي بي سي" عربي.

وأظهرت بحوث سابقة أنّ تنظيم البطولات الرياضية لها علاقة بارتفاع مُعدّلات المواليد في البلدان المضيفة بوصفها "مؤثرا جيدا" يتحول إلى "مؤثر يستفاد منه في وقت مناسب".

تراجع
وترحّب روسيا بهذه الأنباء نظرا لكونها تواجه أزمة سكانية مستمرة منذ عام 1992، عندما دخل سكانها فترة نمو سلبي، بمعنى زيادة أعداد الوفيات مقارنة بأعداد المواليد.

ويشير تقرير مؤسسة "راند"، مركز أبحاث أميركي للسياسة العالمية، إلى أن روسيا تواجه الأزمة للمرة الأولى في وقت السلم.

وأظهرت بعض التقديرات إلى تسجيل تراجع في تعداد السكان الحالي البالغ 143 مليون نسمة إلى 111 مليون نسمة في عام 2050، متأثرا بمزيج من تراجع مستويات المعيشة وزيادة معدلات الوفيات وتراجع أعداد المواليد.

وتشير أحدث أرقام البنك الدولي إلى أن روسيا تسجّل 13 حالة ولادة لكل ألف شخص، وهي أعلى من معدلات تسجلها كثير من الدول، بما في ذلك العديد من دول الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، لكنها أقل بمعدل النصف مقارنة بعام 1960 في الوقت الذي واجهت فيه دول أخرى انخفاضا أقل حدة في المواليد.

وتمثل القضية قلقا بالنسبة إلى الكرملين، ففي نوفمبر/تشرين الثاني العام الماضي أطلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سلسلة من الإجراءات الإصلاحية التي تهدف إلى زيادة أعداد الروس.

وطُرحت عدة قضايا من بينها تقديم معونات للأسر منخفضة الدخل التي رزقت بمواليد جدد، وأيضا تقديم منح مالية تستمر لمدة 18 شهرا الأولى من عمر الطفل.

أشارت تقارير في بريطانيا إلى أن إنجلترا سجلت ارتفاعا كبيرا في عدد المواليد في الأشهر التي تلت استضافتها وفوزها بكأس العالم 1966.

كان أقوى الأدلة على ذلك في عام 2007 عندما ذكرت تقارير أن ألمانيا سجلت زيادة في معدلات المواليد بواقع 15 في المائة في مستشفيات البلاد بعد 9 أشهر من كأس العالم 2006.

وأضاف: "تدوم السعادة بالنسبة إلى الكثيرين خلال الحدث، وتُوظّف بطرق أخرى بعد صافرة انتهاء المباراة".

وذكرت "بي بي سي" في عام 2015 أن باحثين من جامعة ويتوواترزساند في جنوب أفريقيا رصدوا زيادة غير عادية في المواليد الذكور في البلاد.

وخلصت الاستنتاجات إلى أن ذلك حدث بسبب كأس العالم 2010، وهي المرة الأولى على الإطلاق التي تنظم فيها البطولة في قارة أفريقيا، ووفقا للباحثين أدى كأس العالم إلى زيادة الممارسات الجنسية من جانب موطني جنوب أفريقيا خلال البطولة والفضل في ذلك يرجع إلى موجة البهجة التي سادت البلاد.

وقال غويناي ماسوكومي، أحد الباحثين: "من المعروف أنه إذا مارس الناس الجنس أكثر من المعتاد فتكون كفة المواليد الذكور أكثر من الإناث".