طاعون الكلاب

اكتشف علماء الأحياء في شمال-غرب الولايات المتحدة عددا من الثعالب والظربان المصابة بسلالة جديدة من طاعون الكلاب، التي لا تؤثر فيها اللقاحات المستخدمة حاليا.

ويقول ديفيد نيدل من جامعة نيو هامبشير بمدينة دورهام في مقال نشرته مجلة "Journal of Veterinary Diagnostic Investigation"، "من المفترض أن يكون ظهور ذلك الفيروس قد أثر بالفعل على أعداد الحيوانات المفترسة متوسطة الحجم في نيو هامبشاير ونيوإنغلاند. هذه الحيوانات تلعب دورًا مهمًا في النظم البيئية المحلية، وسيؤدي نقصان أعدادها إلى انخفاض التنوع البيولوجي".

ويعتبر طاعون الكلاب، أحد الأمراض المعدية والخطرة جدا للكلاب وأقرانها من الحيوانات البرية. خطورة هذا المرض تكمن في أنه يقضي على حياة 90% من الجراء بعد أسبوع من إصابتها به، بسبب الالتهاب الرئوي الذي يسببه الفيروس.

ويعود تاريخ هذا المرض إلى العصر الحجري، أي مباشرة بعد تدجين الكلاب. أي ما قبل ابتكار اللقاحات المضادة لهذا المرض، حيث لم يكن لدى أطباء البيطرة أي وسيلة لحماية الكلاب من هذا الطاعون سوى عزل المصابة منها، ومحاولة علاجها.

واكتشف نيدل وفريقه العلمي بأن على الأطباء البيطريين إعادة صياغة هذه التدابير الوقائية استنادا إلى نتائج فحص تسع حالات غير عادية لـ "داء الكلب" بين مختلف الحيوانات البرية التي أبلغ عنها علماء الحيوان المحليون من مختلف غابات ولاية فيرمونت ونيو هامبشاير.

وبعد تحليل عينات من أنسجة الحيوانات المصابة والنافقة، اتضح للعلماء بأنها ليست مصابة بـ "داء الكلب" بل بسلالة جديدة من "طاعون الكلاب" لم تكن معروفة سابقا.

ووفقا للباحثين ظهرت هذه السلالة في الحياة البرية عام 2012 وقد انتشرت خلال هذه الفترة على الأقل في ثلاث ولايات أمريكية بين الثعالب والدلق التي  لم تصب سابقا بمرض "طاعون الكلاب". يعتقد العلماء بأن سبب ذلك قد يكون احتواء جينوم الفيروس على تغير دقيق جعله قادرا على إصابة جميع الثدييات المفترسة.

وذكر نيدل، أنه إلى الآن لم تصب بالمرض الكلاب المنزلية، ولكن لا يمكن استبعاد هذا الخطر نظرا لخطورة الفيروس وانتقاله السريع. كل هذا يشير إلى ضرورة الإسراع في ابتكار لقاح جديد مضاد له، قادر على حماية الحيوانات الأليفة والبرية من السلالة الجديدة والسلالات القديمة.