سيدان يجربن طبيعة العمل التي تناسب الذكور أكثر

شاركت العديد من النساء العاملات في وظائف مختلفة، تجربتهن الخاصة على الإنترنت مع الزي الرسمي غير المناسب، أو تصميم المعدّات التي تركّز على الذكور، أو المساحات المكتبية المٌجهّزة دون اخذ احتياجاتهن في الاعتبار، وذلك بعد فشل رحلة "ناسا" للسير في الفضاء، والخاصة بمجموعة من الإناث هذا الأسبوع، بسبب مشاكل في حجم بدلة الفضاء.

وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، تحدثت النساء عن ملابس العمل ذات الحجم الكبير، والأحذية ذات الأحجام الخاطئة، والقفازات كبيرة الحجم التي منعتهن من السرعة والخفة في الحركة، بالإضافة إلى عدم وجود سترات واقية من الرصاص التي تستوعب اختلاف أجسادهن عن الذكور، وندرة معدات الحماية الشخصية الصغيرة الحجم في مواقع البناء.

وفي تدوينة على موقع "تويتر" قالت سيدة في كندا "أعمل في سيارة إسعاف، حيث يتم صنع كل شيء بدءًا من مقعد السائق إلى المزلاج ليناسب رجلا متوسط الحجم"،  وأشارت إلى إلغاء رحلة تابعة لناسا بسبب عدم توافر زي مناسب للنساء قائلة "أعرف ذلك عن تجربة، وشعرت بغضب شديد ممزوجا بالتعاطف مع هؤلاء النساء عندما سمعت عن إلغاء رحلة الفضاء".

بينما أشارت نساء أخريات إلى البيئات المكتبية التي لا تناسب طبيعتهن، مثل انخفاض درجات حرارة الهواء في الأماكن المغلقة (والتي أظهرت الأبحاث أن المرأة تميل إلى انخفاض درجات الحرارة بسبب التمثيل الغذائي، مما يجعلها تشعر أكثر برودة في درجات حرارة المكتب التي تناسب الرجل العادي)، والاضطرار إلى الرضاعة الطبيعية في الحمام بدلًا من المساحات المخصصة للأمهات.

تقول إحدى عالمات الفيزياء الفلكية على تويتر "يمكنني سماع تنهدات كل امرأة شاركت في مؤتمر علمي وطلبت قميصًا يناسب مقاسها".

كان قرار تغيير رحلة السير في الفضاء، بالطبع، أكثر تعقيدًا مما تم وصفه في بعض الأحيان، وتواجه الوكالة التي تعتمد على تمويل الكونغرس الأميركي عقبات مختلفة مع أرباب عمل القطاع الخاص، ونشرت بيانا يوم الأربعاء لتوضيح القرار، قائلة أن رائدتي الفضاء ماكلين وإتش كوخ اللتين كان من المقرر أن تسيرا معا في الفضاء يوم الجمعة المقبل، ستكونان بحاجة إلى قطعة إضافية غير متوفرة في محطة الفضاء الدولية الآن.

وكان من المقرر أن تقوم آن ماكلين وكريستينا إتش كوخ بتركيب بطاريات ليثيوم أيون في محطة الفضاء الدولية يوم الجمعة المقبل، لكن بسبب نقص بدل الفضاء المخصصة للنساء فإن إتش كوخ ستجري الجولة في الفضاء يوم الجمعة مع زميلها نيك هيغ على بُعد نحو 400 كيلومتر من كوكب الأرض.

وأوضحت ناسا أن ماكلين تدربت على بدلات متوسطة وكبيرة الحجم قبل مغادرتها إلى المحطة الفضائية، وخططت لارتداء البدلة الكبيرة خلال اللحظة الأخيرة. لكن بعد أن سارت في الفضاء في 22 مارس / آذار، أدركت أن البدلة المتوسطة هي الأنسب، وغيرت خططها لأسباب تتعلق بالسلامة ولمنع التأخير، على حد قول ناسا.

ويقول المتحدث الرسمي ستيفاني شيرهولز إن ناسا تأخذ أكثر من 80 قياسا مختلفا للجسم قبل تغيير مقاسات رواد الفضاء، مشيرا إلى أن هناك العديد من خيارات الحجم، بما في ذلك ثمانية مختلفين قابلين للتعديل و 65 خيارًا لحجم القفازات.

ويعتبر البعض أن الاهتمام الذي أثارته قصة ناسا لهذه القضية، على الرغم انه عن غير قصد، يمكن أن يساعد في تسليط الضوء على مشكلة حقيقية تواجهها النساء في مجالات أخرى، فربما تساعد مثل هذه الحالات على زيادة الوعي بالمشكلة التي تحدث في كل مكان.