في عملية عسكرية غير عادية، قامت قوة من الجيش وأجهزة الأمن الإسرائيلية بنقل 18 ضابط مخابرات سابقين وحاليين، من مستشفى إيطالي إلى إسرائيل بواسطة طائرة عسكرية... وفسر الإيطاليون هذا النقل بـ«السريع والمهرول حتى تمحى العَقبات وراءهم».

وأكدت مصادر في تل أبيب، هذه الأنباء لكنها تواضعت في الحديث عن هوية الإسرائيليين وحقيقة أنهم ضباط مخابرات سابقون وحاليونواكتفت بالقول إنها تمكنت الثلاثاء «من إعادة 18 مواطنا إسرائيليا إلى البلاد، أحدهم قتيل، وهو ضابط أمن سابق يبلغ الخمسين من العمر». وقالت إن هؤلاء الإسرائيليين «كانوا يبحرون مع زملاء لهم من الإيطاليين، مساء الأحد، في قارب سياحي في بحيرة ماجوري الإيطالية، الواقعة على الحدود مع سويسرا. فتغير الطقس فجأة وجاءت عاصفة قوية قلبت المركب فسقط جميع الركاب. وقد تمكنوا من السباحة إلى الشاطئ باستثناء واحد منهم غرق وتوفي... وإن الأمن الإسرائيلي بالتعاون مع القنصل في روما ،نظم عملية إعادتهم إلى البلاد».

وفرضت الرقابة حظرا على نشر الأسماء والمهمات لكل منهم.لكن النشر في إيطاليا بدا مختلفا. فقد أكدت صحيفة «لا ريبوبليكا» أن 18 من رجال المخابرات الإسرائيلية السابقين والحاليين، ومعهم 4 ضباط مخابرات إيطاليين، غرقوا، وأن ثلاثة من الإيطاليين وضابطا إسرائيليا توفوا وتم إنقاذ الباقين. وأكدت الصحيفة أن بين الغرقى الإيطاليين زوجة صاحب القارب، وهي روسية الأصل. وطرحت الصحافة الإسرائيلية عدة علامات استفهام حول التركيبة على هذا القارب، وهل هي مجرد رحلة أم لها أغراض أخرى. وأشارت إلى أن الطريقة التي تمت بها عملية ترحيل الإسرائيليين تثير العديد من التساؤلات، حيث إن رجال الأمن الإسرائيليين وصلوا على متن طائرة عسكرية تابعة للجيش، وقاموا على عجل بدخول المستشفيات وجمعوا المصابين بهرولة مثيرة ونقلوهم إلى الطائرة وطاروا بهم إلى إسرائيل.ونقلت الصحيفة عن الشرطة الإيطالية، أن عملية الترحيل تنم عن شكوك في أن الإسرائيليين أرادوا محو كل أثر للضباط الإسرائيليين. وقالت: «18 من الناجين العشرين كانوا من عملاء المخابرات، إما في الوقت الحاضر أو في الماضي. وتم أيضا إجلاء الإيطاليين بسرعة من غرف الطوارئ والفنادق حتى لا يتركوا أثرا».

ووصف القارب بأنه «سياحي فخم بطول 16 مترا». وذكر الإيطاليون أنه لدى انقلاب القارب «كان على متنه 25 شخصا، وأن الإسرائيليين ادعوا أن هذه الرحلة نظمت في إطار الاحتفال بعيد ميلاد أحدهم».