البرلمان المصري

شهد البرلمان المصري، احتفاء شديدًا من نواب لجان العلاقات الأفريقية والعربية بزيارة الرئيس السوداني عمر البشير إلى القاهرة، مبينين في تصريحات خاصة لـ"مصر اليوم" المكتسبات المتوقعة من الزيارة، والاستفادات للجانبين على المستويات السياسية والاقتصادية.

فبداية، قال رئيس لجنة العلاقات الأفريقية في البرلمان، السيد فليفل، أن "توحيد وجهات النظر بشان سد النهضة الإثيوبي" أهم المكتسبات المتوقعة من زيارة الرئيس السوداني عمر البشير للقاهرة، مؤكدًا أن الملف الاقتصادي أيضًا ينتظر دفعة هائلة بالنسبة لمصر، بعدما احتلت السودان في العام قبل الماضي المرتبة الأولى للصادرات المصرية لدول حوض النيل بمبلغ قارب 5.6 مليار جنيه.

وتابع فليفل أن "سحابة صيف" مرت على العلاقات بين البلدين، إلا أنها انقشعت بسبب إصرار الرئيسين المصري والسوداني على تغليب تاريخ عريض ممتد بين البلدين على المستوى السياسي والشعبي، مشيرًا إلى أن عودة السفير السوداني إلى مصر مؤخرًا، كانت بادرة إيجابية تم البناء عليها وصولًا إلى ما نحن فيه الآن.

بينما قال وكيل لجنة العلاقات العربية، أحمد فؤاد أباظة، إن زيارة الرئيس السوداني عمر البشير إلى القاهرة "فارقة"، وأنها تعد خطوة جيدة للغاية على طريق إذابة أي تباينات في وجهات النظر ظهرت مؤخرًا، وأن عديدًا من الدوائر السياسية والبرلمانية في حالة ترقب كامل لما ستسفر عنه الزيارة.

وتابع أباظة في تصريحات خاصة لـ"مصر اليوم"، أن زيارة القائم باعمال مدير المخابرات عباس كامل إلى السودان قبلها، كانت لضمان نجاح زيارة البشير للقاهرة وتمهيد لها، متوقعًا أن يكون هناك إحراز تقدم واضح في ملف العلاقات مع إثيوبيا بعد تغيير رئيس الوزراء الإثيوبي في الآونة الأخيرة، وبعد التقارب المصري السوداني الواضح الآن.

فيما أكد النائب مصطفى الجندي، مرشح مصر لرئاسة البرلمان الأفريقي، أن المباحثات التي تمت بين الرئيسين المصري عبدالفتاح السيسي والسوداني عمر البشير، ترسخ لمرحلة جديدة من التعاون الثنائي بين مصر والسودان، وأنه يمكن البناء مستقبلًا على ماتم الاتفاق عليه، وقال إنه قد بدا للعالم خارجيُا وجود "مصاهرة تاريخية" بين شعبي مصر والسودان، وأن العلاقات التاريخية بينهم عصية على الانكسار والتأثر سلبًا، محذرًا من محاولات النيل من هذه العلاقات "الخاصة جدا"، لأن مصيرها سيكون الفشل الذريع – على حد قوله.

وأضاف الجندي "أن مصر والسودان كيان واحد وأن التعاون بين البلدين يجب أن يكون نموذجًا يسود بين جميع الدول الأفريقية، حتى يكون لدى القارة السمراء القدرة على مواجهة جميع التحديات والمخاطر التي تواجهها، مشيرًا إلى تطرق الرئيس عبدالفتاح السيسي لمسألة "النيل"، ووصفه إياه بأنه " شريان الحياة" للمصريين.

وأشار الجندي إلى أن مصر أكدت عزمها العمل مع السودان والأشقاء في إثيوبيا، للتوصل لشراكة في نهر النيل تحقق المنفعة للجميع دون الإضرار بأي طرف، مع مواصلة العمل على تنفيذ نتائج القمة الثلاثية بشأن سد النهضة، ليبدي احتفاء بتصريحات الرئيس السوداني عمر البشير التي أكد فيها أنه ليس لدينا خيارًا سوى أن نتعاون، ونعمل مع بعضنا البعض، لنتكاتف وتصبح لدينا الجاهزية لمواجهة تحديات ثقيلة تميز الفترة المقبلة.

ويذكر أن هذه الزيارة تأتي بعد أسبوعين من عودة سفير السودان عبدالمحمود عبد لحليم إلى مصر بعد أن كان تم استدعاؤه إلى الخرطوم بسبب خلافات بين البلدين، وتوترت العلاقات بين البلدين مطلع العام الجاري بسبب ملف سد النهضة الإثيوبي، وتتخوف القاهرة من أن يؤدي بناء هذا السد الضخم إلى انخفاض تدفق مياه النيل الذي يوفر نحو تسعين بالمئة من احتياجات مصر المائية.

وتصاعد التوتر بين أطراف أزمة سد النهضة خلال الشهرين الماضيين خصوصًا بعد إعلان وزير الري المصري محمد عبدالعاطي في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي فشل مفاوضات اللجنة الفنية الثلاثية المشتركة بين مصر والسودان وإثيوبيا بشأن التبعات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية للسد على دول المصب.

وكان لقاء في يناير/ كانون الثاني، قد جمع بين الرئيسين على هامش فعاليات الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا، شهد حينها اتفاقًا على إنشاء "آلية تشاورية رباعية" بين وزارتي الخارجية وجهازي المخابرات العامة في البلدين، تهدف إلى التعامل مع كافة القضايا الثنائية، وتجاوز جميع العقبات التي قد تواجهها، وفي الـ8 من فبراير/ شباط الماضي عقد الاجتماع الرباعي في القاهرة، ضم وزيري خارجية مصر والسودان ومديري أجهزة الأمن والمخابرات في البلدين، نوقشت خلاله القضايا العالقة بين البلدين، ورفع تقرير للرئيسين حول النتائج التي توصل لها الجانبان.