الدكتور علي عبد العال

استقبل رئيس مجلس النواب الدكتور علي عبدالعال، وفد لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الأوروبي برئاسة السيدة ماريزا ماتيس، وبدأ اللقاء بالترحيب بالوفد من جانب الدكتور علي عبدالعال، الذي استهل حديثه بالتأكيد على حرص مصر على تعزيز العلاقات الثنائية مع الاتحاد الأوروبي كأكبر شريك لمصر، وخاصة خلال تلك الفترة التي تشهد تنامي عدد من التحديات المشتركة والمخاطر الجسيمة التي تواجه المنطقة، كتنامي خطر التطرف وأزمة الهجرة واللاجئين.

وتطرق خلال اللقاء إلى الجهود المبذولة لتعزيز علاقات مصر الثنائية الثنائية مع الاتحاد، وعملية التفاوض الجارية حول أولويات التعاون خلال المرحلة المقبلة (2017-2020) من منظور استراتيجي شامل، يستند إلى المصالح المتبادلة بين الطرفين، فضلاً عن الحوار القائم بشأن التعاون فى مجالات الهجرة واللجوء ومكافحة التطرف، وأكد على ترحيب الجانب المصري بمناقشة شواغل البرلمان الأوروبي بشكل بنَّاء عبر القنوات الثنائية المعنية بمناقشة تلك الأمور، بعيداً عن الصخب الإعلامي والبيانات العلنية التي لا تتسم بالدقة في أغلب الأحيان، مما قد يؤثر بالسلب على العلاقات الثنائية ويناقض مفهوم المشاركة الذي ننشده في علاقاتنا مع الاتحاد الأوروبي.

وأعرب عن تطلعه لأن يولي البرلمان الأوروبي مزيداً من الاهتمام بالقضايا التي تهم مصر كمكافحة التطرف والتعاون في مجال الهجرة غير الشرعية، فضلاً عن استرداد الأموال المصرية المهربة ومحاربة التطرف وكراهية الإسلام، كما أكد على تطلع مصر إلى اهتمام البرلمان الأوروبي بالقضايا المهمة في المنطقة والتي تؤثر بشكل مباشر على الاتحاد الأوروبي، وعلى رأسها عملية السلام في الشرق الأوسط وحث إسرائيل على التعاون المطلوب وإبداء المرونة اللازمة لإيجاد مخرج للأزمة يقوم على حل الدولتين، إلى جانب الأوضاع فى ليبيا وسورية والعراق.

وتطرقت المباحثات إلى عدد من القضايا والأزمات في منطقة الشرق الأوسط، وعلى رأسها الأزمة السورية، حيث أكد الدكتور علي عبدالعال على ضرورة الحل السياسي لتلك الأزمة، في إطار الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي السورية وحمايتها من الانقسام، وحماية مؤسسات الدولة من الإنهيار، بالتوازي مع مكافحة التطرف، وحول الوضع في العراق، أكد  على الموقف المصري الثابت بشأن التمسك بوحدة وسيادة الدولة العراقية على كامل ترابها الوطنى، مع التشديد على ضرورة تصدي الحكومة العراقية بحسم لمساعي الأطراف الإقليمية للتدخل فى الشؤون الداخلية للعراق، ومحاولة إضعافها من خلال إشعال الفتن الطائفية بين مكونات المجتمع العراقي.
وبخصوص الوضع في ليبيا، أوضح على المحددات الرئيسية للسياسة المصرية تجاه ليبيا، والمتمثلة في مساندة الشرعية والاعتراف بإرادة الشعب الليبي المتمثلة فى مجلس النواب المنتخب، ورغبة مصر في الحفاظ على أمن ليبيا واستقرارها ووحدة أراضيها، ورفض التدخل الخارجي في الشأن الداخلي الليبي، واعتماد الحل السياسي كسبيل وحيد لاستعادة سلطة الدولة، والحفاظ على لُحمة الشعب الليبي بمختلف أطيافه، وتمكين الشعب الليبي من الحفاظ على مقدراته وتطويعها لإعادة بناء مؤسسات الدولة.

على الجانب الآخر، أكدت رئيسة لجنة العلاقات الخارجية ماريزا ماتيس، على أهمية العلاقات مع مصر، والتشديد على أن الهدف الرئيسي من الزيارة هو تدشين نوع من الحوار البناء بين البرلمان المصري والبرلمان الأوروبي لتناول القضايا محل الاهتمام المشترك في إطار من الثقة المتبادلة بين الجانبين، وأوضح الوفد الأوروبي على ضرورة تكثيف مثل هذه اللقاءات بين الجانبين مستقبلاً، باعتبارها السبيل الأمثل لمناقشة ما يشغل ذهن كل طرف من شواغل تجاه الطرف الآخر.