عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح

كشفت مصادر مطلعة على الملف الفلسطيني، أن القاهرة استقبلت وفدًا رفيع المستوى من حركة فتح، ضمن المشاورات المصرية للوصول إلى أكبر قدر ممكن من التفاهمات، لإنجاح عملية المصالحة بين الأطراف الفلسطينية، بالتنسيق مع جهود المجتمع الدولي.

وكشفت المصادر التفاصيل لصحيفة "الأخبار" المصرية الحكومية، حيث أوضحت أن عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ومسؤوليتها لملف المصالحة زار القاهرة دون تغطية إعلامية موسعة الثلاثاء، وذلك لمدة يومين، أجرى خلالها مباحثات ايجابية مع المسؤولين المصريين حول آليات تنفيذ عملية المصالحة، وبعدها استقبلت دوائر سياسية ودبلوماسية مصرية وفد موسع من حركة حماس يضم لفيف من رموز الحركة، من الداخل والخارج، قادمين من قطاع غزة لعرض رؤية الحركة تجاه إجراءات تنفيذ المصالحة ونتائج لقاءات القوى والفصائل الفلسطينية بشأن سبل توفير المناخ المناسب لتحسين الأوضاع بالقطاع.

وأفادت المصادر المسؤولة، إلى أن القاهرة تواصل المضي قدما في تحقيق أهدافها الرامية إلى تحقيق تفاهمات غير مسبوقة بين الأشقاء الفلسطينيين، للوصول إلى إجراءات التنفيذية لعملية المصالحة، وتوفير الأجواء المناسبة لتحقيق تطلعات المواطن الفلسطيني في حياة كريمة له، وكذا التنسيق مع المجتمع الدولي لتقديم الدعم اللازم لإقامة مشروعات تنموية لصالح هذا المواطن في بيئة آمنة وهادئة تضمن استمرارية التنمية في الأراضي الفلسطينية.

وأضافت المصادر، أن اللقاءات لن تكون الأخيرة، وأنه ترتيبًا على الأجواء الإيجابية والمسؤولية العالية والروح الوطنية التي سادت الاجتماعات مع وفدي حركتي فتح وحماس خلال الفترة الماضية، سوف تشهد القاهرة على مدار الأسبوع القادم سلسلة من اللقاءات "المصرية- الفلسطينية" و"الفلسطينية- الفلسطينية"، للوصول إلى إجماع وطني حول كافة القضايا محل النقاش وبما يحقق مصلحة المواطن الفلسطيني .

"مصر اليوم" تواصل مع رئيس لجنة الشؤون العربية بالبرلمان المصري اللواء سعد الجمال، والذي أشاد بدور مصري نشيط، قال إنه يرسم الحجم الحقيقي لمصر، وأنه يرد على قوى إقليمية أخرى، ظلت لسنوات تصور أنها الراعي الوحيد لتلك المحادثات، وأنه تم نبذ هذا الطرف ليخرج من أية معادلات متعلقة بإدارة ملفات عربية مؤثرة، لافتا إلى أن مصر استطاعت أن تحقق نتائج إيجابية بين الفرقاء الفلسطينيين.
 
وأضاف الجمال أن أمن الداخل الفلسطيني يعتبر أولوية قصوى بالنسبة إلى القاهرة، وأن الأمر لايتوقف على إحداث دفعة في ملف المصالحة، وإنما إتمامه بشكل كامل، معربا عن شديد ثقته في  قيادات الجانب المصري من ممثلي الأجهزة السيادية، وكوادر وزارة الخارجية، وقدرتهم على تخطي أية اختلافات في وجهات النظر والسمو فوق المناوشات التي تعطل أية أتفاقات مرجوة.

الخبير الأمني اللواء أركان حرب أحمد العوضي قال إن التحركات المصرية مطلوبة بشدة لتمثل توحيد للجبهة الداخلية الفلسطينية، سعيا للرد على قرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس، والذي لا يمكن النظر إليه إلا كقرار مستفز لمشاعر كافة القوى والفصائل العربية، والإسلامية أيضا.

وأضاف العوضي لـ"مصر اليوم" أنه مطلوب من الجميع الآن تحقيق حالة إصطفاف، تمكنهم من البناء على أية اتفاقيات والعبور فوق الخلافات لإزالة آثار أية شقاق، وأنه حال نجحت القاهرة في إتمام ملف المصالحة، فإن تغييرات إيجابية كبرى ستعم آثارها المنطقة، مشددًا على ضرورة مواصلة أعمال التفاوض وعدم القبول بالأمر الواقع فيما يخص قرار واشنطن حول نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس.