البرلمان المصري

سادت المشهد الذي حرص البرلمان المصري على الإعداد والتجهيز له منذ شهور، مفاجآت غير متوقعة ، وذلك خلال إحتفالية البلاد بمرور 150 عامًا على نشأة الحياة النيابية في مصر، والتي حضرها الرئيس عبدالفتاح السيسي و رئيس البرلمان علي عبدالعال ورئيس الحكومة شريف إسماعيل.
فبينما أطلق مسؤولو الإحتفالية من كبار النواب، تصريحات من عينة "العالم كله سيشهد على عظمة الحدث، وسنوجه رسائل متعددة للحضور الكبير"، جاء اليوم حضور الوفود العالمية والدولية مخالفًا لذلك، حيث غابت أبرز الوجوه البرلمانية العالمية رغم توجيه الدعوة إليهم جميعا بشكل رسمي.

واقتصر التواجد والظهور خلال إحتفالية البرلمان المصري على بعض ممثلي القارة السمراء ومجموعة من البرلمانيين العرب، في غياب شبه تام لبرلمانات القارة العجوز "أوروبا" بإستثناء وفد من مجلس العموم البريطاني، بالإضافة إلى "تمثيل عابر" لبرلمانات آسيا من خلال دول العراق والكويت والإمارات، وقد أرسلت الأخيرة نائب رئيس مجلس الأمة، فيما ساد تضارب بشأن حضور وفد من نواب الكونغرس الأميركي ولقائه الرئيس عبدالفتاح السيسي.

وبحسب إحصائية الحضور فقد شارك 13 رئيس برلمان هم الأردن وتونس وجيبوتي والكويت والسودان وكوت ديفوار وكينيا وناميبيا وتوغو وغامبيا وموريتانيا وقبرص والعراق ، و3 ممثلين لكيانات برلمانية، هم كل من رئيس البرلمان الإفريقى، ورئيس البرلمان العربي، وسكرتير عموم الاتحاد البرلماني الدولي، بالإضافة إلى 15 وفدًا برلمانيًا، والنائب الأول للبرلمان الإماراتي ونائبة رئيس مجلس النواب المغربي، ونائب رئيس برلمان المجر، ونائب رئيس برلمان بنين، وأمين عام الاتحاد البرلماني العربي، ووفد من البرلمان الياباني، وأمين سر البرلمان الفلسطيني، ووفود من غانا ومدغشقر وأوغندا وبوركينا فاسو، ووفد من مجلس العموم البريطاني.

وشهدت أجواء اليوم الأحد على خلفية الإحتفالية، إنتقادات من بعض الأعضاء من سوء التنظيم، لاسيما أن الحضور بعد إنتهاء كلمة رئيس الجمهورية فوجئوا بدعوة مقدم الحفل ترديد النشيد الوطني، إلا ان القائمين على التنظيم لم يستعينوا بفرقة عزف النشيد الجمهوري، أو تشغيل النشيد عبر مكبرات الصوت، وفقا لما هو متعارف عليه مما أضطرهم لاداء النشيد بشكل جماعي غير منظم.

واشتكى عدد من المحررين البرلمانيين من عدم سماح الامانة العامة للمجلس بدخولهم الى القاعة الرئيسية للحفل، و تم الاكتفاء بدخول رؤساء تحرير الصحف القومية والحزبية والمستقلة الى قاعة المؤتمرات فقط، مما تسبب في إحراج الصحفيين والمحررين للبرلمانين وحجزهم داخل المركز الصحفي خارج قاعة المؤتمرات. وقد أكد عدد من الصحفيين أن الامانة العامة قامت بحجز فندق "ماريوت" للصحفيين على بعد ٣ كيلو مترات من مقر الاحتفالية في خطوة للتضييق على الصحفيين الذين تم عزلهم تماما في هذا الفندق بعيدا عن مقار إقامات النواب والضيوف، ما تسبب في عدم متابعتهم الاحداث بفاعلية.

كما جاءت الرياح بما لا تشتهي سفن القائمين على الإحتفالية، والذين أستيقظوا على خبر وفاة النائبة أمرة رفعت، والتي لقيت مصرعها نتيجة حادث إنقلاب سيارتها بينما كانت في طريقها إلى الإحتفالية، ويتم نقلها إلى المستشفى قبل أن تتوفى ويصاب طفلاها بإصابات خطيرة.