جريمة اختطاف حدثت في الصعيد

 شهد مركز دشنا، شمال محافظة قنا، مساء الخميس الماضي، أطرف جريمة اختطاف حدثت في الصعيد، إذ اختطف 3 مسلحين ملثمين، الدكتور محمد علي الدشناوي، صيدلي، أمام قرية الجحاريد، تحت تهديد السلاح الناري، وظل مختطفًا حتى أفرجوا عنه في الساعات الأولى من السبت الماضي، في ظروف غامضة.

 وابل من النيران

ويقول "يوم الحادثة لاحظت تتبع سيارة ملاكي لي عقب إغلاق صيدلتي الخاصة".. هكذا بدأ الدكتور الدشناوي سرد قصته مع المختطفين، مسترسلًا "استوقفتني السيارة أمام قرية الجحاريد بمركز دشنا، ليخرج منها 3 ملثمين يحملون أسلحة نارية صغيرة، طبنجات حلوان، وطالبوني بالتحرّك معهم فقاومتهم حتى يخرج الأهالي لمساعدتي، وفور تقدّم الأهالي نحونا، أطلق المسلحون وابلًا من الأعيرة النارية في الهواء، ما تسبب في هلع الناس".

 وأضاف "الدشناوي" أنهم غطوا عينيه، واقتادوه داخل السيارة مقيدًا إلى جبال قرية أبوحزام المعروفة بقرية الدم والنار- كما سمع منهم داخل السيارة – التابعة لمركز نجع حمادي شمالي قنا، إلى أن وصلوا إلى مغارة جبلية. المغارة الجبلية نزعوا الغطاء عن عينيه، مدعين أنه مطلوب للثأر من إحدى عائلات مركز دشنا، وأنهم سيسلمونه لهذه العائلة مقابل مبلغ مالي، فقال لهم إن عائلته ليس لديها أية صراعات ثأرية أو خصومات مع أي طرف بدشنا أو خارجها، فطالبه أحد الخاطفين بإظهار بطاقته الشخصية، وهنا تفاجأوا وقالوا له أنه ليس الشخص المطلوب اختطافه، لكنهم لن يُطلقوا سراحه سوى بدفع فدية نصف مليون جنيه، ستطلب من أهله، وإلا سيُقتل رميًا بالرصاص ويدفنوه في بطن الجبل خلال 48 ساعة. واحتجزوه بالمغارة الجبلية، مكبل اليدين، معصوم العينين، وكلّفوا آخر بحراسة المغارة الجبلية، لحين استلام الفدية أو قتله.

مشكلة في الانتصاب وسرعة قذف

 "هنا بدأت فصول الكوميديا السوداء".. هكذا قال "الدشناوي" إذ تحوّل مجرى الأحداث تمامًا، بعد أن أيقظه حارس المغارة من النوم قائلًا له "بقلك يا أخ هو انت فعلًا دكتور صيدلي ؟" فرد عليه "أيوه"، فقال له "طيب أنا عايز أحكي لك على مشكلة لو حليتها لي أقنع الشباب يطلقوا سراحك دون فدية"، فرد الدكتور "ياريت أقدر أساعدك". فأخبره الحارس أن لديه مشكلة في انتصاب عضوه الذكري، وسرعة قذف، منذ عام كامل، وأن هذه المسألة أصبحت تؤثر عليه نفسيًا وتتسبب في تساقط شعر رأسه، فسأله الدكتور إن كان يُعاني من أية أمراض مثل الضغط أو السكر، فأجابه "لا"، فنصحه باستخدام عقار ألماني مستورد منشط جنسيًا، وبضرورة نبذ أي تجارب فاشلة أثناء عملية الجماع من ذاكرته، لينجح مفعول الدواء، وأخبره بأنها مشكلة منتشرة، وأنه لا يجب أن يفتح الباب للأفكار السلبية عن قدرته الجنسية.

وفي اليوم التالي، جاء إليه الحارس، مساء الجمعة، بعد أن نفّذ نصائحه واستخدم "البرشام الألماني"، وأخبره أنه خاض للمرة الأولى تجربة جماع ناجحة، وأنه في مقابل هذا المعروف سينفذ وعده، وسيُفاوض الخاطفين على إطلاق سراحه، وقدّم له وجبة عشاء من الفول والبرتقال والماء، وعامله معاملة حسنة.

"البرشام" مقابل الحرية

وبعد مفاوضات دامت قرابة 5 ساعات، قرر الخاطفون إطلاق سراح الصيدلي، في الساعات الأولى من صباح السبت، إلا أنهم سرقوا منه هاتفه المحمول، ومبلغ 4 آلاف جنيه كان في حافظة نقوده، وطالبوا الحارس بإعطائهم اسم "البرشام" الذي حسّن حالته الجنسية ليستخدموه لعلاجهم هم أيضًا وإلا فإنهم لن يطلقوا سراح الصيدلي، فأخبرهم باسمه، وبالفعل أطلقوا سراحه أمام قرية "الشيخ علي" بمركز نجع حمادي، شمالي قنا، وسرعان ما سلّم نفسه لإحدى النقاط الأمنية التي أوصلته إلى ذويه بمدينة دشنا.

محاصرة الجبال

 وقال مصدر أمني إن أجهزة الأمن تُحاصر جبال قريتي أبوحزام، وحمرادوم، لضبط مرتكبي الواقعة التي حيّرت فرق البحث الجنائي، وأنهم سيلقون القبض عليهم خلال الساعات القليلة المقبلة. وأكد المصدر أنه لا توجد معدلات تذكر لجريمة الخطف بمحافظة قنا، منذ أحداث ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011.