يجتاز الفنان الشعبي المغربي، رائد فن "الطقطوقة" الجبلية، محمد العروسي وضعًا صحيًا صعبًا، نتيجة معاناته من أمراض عدة، بينها مرض في القلب، حيث ظل يشكو منها منذ مدة طويلة، قبل أن ينقل إلى مصحة "الكوثر"، في شارع محمد الفاسي، في مدينة فاس، وما زال تحت العناية الطبية المركزة، في انتظار إجرائه عملية جراحية. وأوضحت عائلة الفنان، الذي اشتهر بعزفه المتميز على آلة الكمان، وغنائه وتلحينه عشرات الأغاني لنفسه ولغيره، أن "الأطباء قرروا إجراء عملية جراحية مستعجلة على القلب، ذات تكاليف مالية باهضة، ليس بمستطاع أسرته تدبر تكاليفها، ملتمسة من وزارة الثقافة التدخل لإنقاذ حياته، حتى يعود إلى جمهوره الواسع معافى". وسبق لمحمد العروسي، البالغ من العمر 80 عامًا، والذي ينحدر من منطقة بني زروال، في إقليم تاونات، أن قضى أسابيع عدة قيد العلاج في مستشفى في العاصمة المغربية الرباط، بعد إصابته بالمرض نفسه، وآخر في الجهاز البولي، قبل أن يشافى، إلى أن باغته المرض الأسبوع الماضي، ليتم نقله إلى تلك المصحة. ولا تسمح الأوضاع الاجتماعية، التي يعيشها هذا الفنان وأسرته، القاطنة في حي بنسليمان، وهو أحد الأحياء الهامشية في مدينة فاس، بتدبر تكاليف علاجه، لاسيما أمام ضعف مدخولها، الذي يقتصر على بضع آلاف الدراهم، من رخصة مأذونية سيارة أجرة، في غياب أي دخل مالي قار، يضمن له العيش الكريم. ولم يعد منذ مدة يشارك في السهرات الفنية، التي يمكن أن تدر عليه مدخولاً يعفيه شظف العيش، حيث كانت آخر مشاركة له في حفل إحداث الجوق الوطني الجبلي، الذي قدم معزوفات رائعة من فن "العيطة" الجبلي، بمشاركة زميلته الفنانة شامة الزاز، التي طالما شاركته في إبداع العديد من أغانيه، إضافة إلى زميله عبد السلام الأندلسي ابن مدينة تطوان. وسبق لبرنامج "مسار"، الذي تعده وتقدمه القناة التلفزيونية المغربية الثانية (دوزيم)، أن استضاف هذا الفنان، الذي أبدع أكثر من 500 أغنية شعبية، تتناول مواضيع مختلفة، تتأرجح بين المواضيع الإنسانية والاجتماعية والوطنية، في إحدى حلقاته، التي خصصها لتكريمه، ولدوره في الحفاظ على فن "العيطة" الجبلي. وتخرّج على يده عدد من الفنانين، الذين دفع بهم إلى احتراف فن "العيطة" الجبلي، بعد أن شجعهم وأطلعهم على قواعده وأصوله، إلى أن أصبح مع مرور الزمن مرجعًا مهمًا من مراجع هذا الطرب الشعبي المغربي الأصيل، وكثيرًا ما كان مقصد الباحثين والدارسين، دون أن يستفيد ماليًا من ذلك، رغم تسجيله عشرات الأغاني للإذاعة الوطنية. واستطاع بموهبته المتميزة وعصاميته أن ينحت لنفسه مكانة متميزة في المشهد الموسيقي المغربي، ما جعل اسمه مشهورًا، وأغانيه الشعبية تنتشر على ألسنة محبيه، وعشاق صوته، وطريقة عزفه على الكمان، لاسيما أنه يضفي جوًا من المرح على أدائه.