المهرجان الأول للفيلم العربي

أطلقت مدينة قسنطينة الجزائرية افتتاح مهرجانها الأول للفيلم العربي المتوج على هامش تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية للعام 2015"، بحضور والي قسنطينة، وسط أجواء من التفاعل العربي لاسيما بعد إعلان الجزائر مسبقًا عن انفتاحها على السينما والثقافة العربيتين.

ينظم المهرجان برعاية رئيس الجمهورية عبدالعزيز بوتفليقة، ووزارة الثقافة في الحكومة الجزائرية.

وأكد وزير الثقافة الجزائري، عز الدين ميهوبي، في كلمته الافتتاحية، أن أيام الفيلم العربي المتوج فكرتها واضحة والهدف منها ظاهر والمكان قسنطينة والزمان سينما، وفي هذه المدينة ساحرة التاريخ والموقع التاريخي، ومن أناس صنعوا عبر الزمن ملاحم العز، يلتقي أهل السينما والإبداع في سيرتي الحاضرة الأبدية للفكر والثقافة الإنسانية.

وعبّر الوزير عن أن اختيار المهرجان للتسامح ليكون شعارًا هو خطوة أخرى في درب ما زال طويلاً، درب النهوض بالسينما العربية وإرسال جسور التصالح بين الإنسان العربي والشاشة الكبيرة، مضيفًا: وإذا جعلتم فكرة التسامح في مدينة الجسور، قسنطينة، فقد أصبحتم في الجزائر، بلد الوئام والمصالحة.

بينما أعلن محافظ المهرجان، إبراهيم صديقي، عن شعار المهرجان "التسامح" متمنيًّا أن تلبي ندوة السينما والتسامح التي ستنظم في المهرجان بمشاركة أسماء لامعة، المطلوب حيال التسامح لاسيما ما يتعلق بالفهم العربي للسينما بحضور التسامح وغيابه.

وفي الفعاليات التي يشهدها المهرجان في قسنطينة كرَّمت في افتتاحها 11 فيلمًا عربيًّا من الأفلام الحائزة على جوائز في مهرجانات عالمية وعربية وسيتم عرضها في أيام المهرجان السينمائية، وسيكون نجوم الأفلام من الصف الأول في العالم العربي ممن حصلوا على جوائز كبيرة، وكذلك بالنسبة إلى المخرجين والمؤلفين والمنتجين.

ومن ضمن الفعاليات، خصَّصت إدارة المهرجان تظاهرة خاصة في دمشق عنونتها بـ"سلامًا من صبا بردي" لتكون دعمًا للسينما السورية في الفترة الجارية، فضلاً عن فعالية موسيقية للملحن الجزائري الكبير نوبلي فاضل ومعه النجمة القديرة شافية بودراع.

وسيتم في الغضون تكريم نجوم سلسلة أعصاب وأوتار ضمن أيام المهرجان أيضًا.

ويستضيف المهرجان في دورته هذه نخبة من نجوم العالم العربي في السينما، ومن بينهم المصريون محمد الحلو وبوسي وصفية العمري، والسوريون غسان مسعود وسلاف فواخرجي وفاديا خطاب ورباب كنعان، بينما تحضر وللمرة الأولى النجمة الجزائرية شافية بودراع ومواطنتها سوسن معالج.

وعلى هامش الافتتاح، تم تكريم نخبة من نجوم السينما والفن في العالم العربي وأبرزهم نوبلي فاضل، ولطفي بوشناق، وجورج، ومحمد الحلو، وهدى سعد، وأنوشكا، وسارة فرح، وكنزة مرسلي، وصوفيا صادق، وريم عزالي، وزياد غرسة، ومحمد الخامس وعبدالله كورد، وهشام الحاج، وكمال رزوق.

 

أما الأفلام الـ11 التي ستشارك في المهرجان ستكون موزعة على عدة بلدان عربية لكنها كلها من الحاصلة على جوائز دولية في مهرجانات عربية أو عالمية.

والأفلام التي كرمت في الافتتاح هي: الجزائري البئر، والأردني الذيب للمخرج ناجي أبونوار، والتونسي الزيارة، والعراقي تحت رمال بابل، والمصري النيل الأزرق، والمغربي جوق العميين، والتونسي على رحلة عيني، والمصري أمير رمسيس، والسوري المهاجران للمخرج محمد عبدالعزيز، والموريتاني تمبكتو للمخرج عبدالرحمن سيساكو، واللبناني موجة 1998 لإيلي داغر.

وصبّت التصريحات حول الافتتاح والمهرجان لروتانا كلها في طار امتداح التظاهرة والاستضافة وتم التركيز خلالها على أهمية أن يكون هذا الملتقى العربي في بلد مغاربي هو الجزائر.

ورأت النجمة بوسي أن الجزائر إحدى دول العالم العربي القيادية من خلال شعبها المعطاء والمضياف، مشيدة في الوقت نفسه بالتظاهرة التي تأتي بعد أن وعدت وزارة الثقافة في مهرجان وهران في السابق بأن يكون الانفتاح على الفيلم العربي قريبًا، مضيفة: الجزائر بلد عربي مهم وهو بلد كل عربي، والمهرجان خط انطلاقة لهذا البلد نحو الدخول أكثر في أجواء الفن العربي.

أما النجم السوري عباس النوري فبارك للجزائريين على هذه الاحتفالية والمناسبة واعتبر حضوره في قسنطينة شرفًا له ولأي فنان، مضيفًا: الجزائر بلد عزيز وكبير ومهم وعندما نحضر هنا نكون بين أهلنا وأحبائنا.. فهذا بلد المليون شهيد والتاريخ شاهد على إعجازات حققها الإنسان الجزائري، سترفد السينما العربية بمحطة مهمة ومضيئة وستكون جسرًا للعبور إلى عالم سينمائي عربي أكثر رقيًّا وحضارة.