أحيا الفنان العراقي كاظم الساهر أولى حفلاته الغنائية ليلة الخميس في مهرجان جرش للثقافة والفنون في دورته الثامنة والعشرين، وسط حضور جماهيري كبير زاد عن 4 آلاف شخص وجدوا من الرابعة عصرا في المسرح الجنوبي، حيث غنى عدد من أغانيه التي تفاعل معها الجمهور. كما حضر جمهور غفير من محبي الساهر خاصة من الجالية العراقية المقيمة في الأردن والجاليات العربية. وغنى الساهر حتى منتصف الليل مجموعة من أغانيه القديمة والحديثة التي تنوعت ما بين التراث والفلكلور إلى جانب الأغاني التي قدمها من أشعار نزار قباني ومن أهمها «زيديني عشقا» و«مدرسة الحب»، وكذلك غنى من أغانيه القديمة «عبرت الشط»، و«أنا وليلي» وغيرها. ورفعت خلال الحفل أعلام كثير من الدول العربية، مما يدل على تنوع الجمهور من مختلف الدول العربية. وتعتبر هذه هي المرة الثامنة التي يغني فيها كاظم في مهرجان جرش. يذكر أن تذاكر الحفل نفدت يوم الأربعاء الماضي. وقدم الساهر اعتذارا لجمهوره عن الميكروفون الذي كان صوته منخفضا نوعا ما. وعبر المدير التنفيذي لمهرجان جرش محمد أبو سماقة عن سعادته بهذه الحشود الكبيرة التي حضرت الحفل مما يدل على نجاح المهرجان الذي يعتبر المسرح الجنوبي مقياسا لإقبال الجمهور عليه والذي يشهد حاليا كرنفالا متنوعا ببرامجه الفنية والثقافية. وأكد أن المهرجان يشكل حالة ثقافية وفنية متميزة في الأردن وخصوصا أن كثيرا من المهرجانات من المنطقة العربية اختفت في ظل الأحداث في المنطقة. على صعيد ذي صلة افتتح وزير الثقافة الأردني بركات عوجان مساء الخميس فعاليات البرنامج الثقافي للمهرجان في المدينة الأثرية بمشاركة اتحاد الناشرين الأردنيين ورابطة الكتاب الأردنيين وعدد من الهيئات الثقافية المحلية في محافظة جرش. ويشتمل البرنامج الثقافي على أمسيات شعرية وتوقيع كتب ومعرض للكتاب، ومعرض للحرف والصناعات التقليدية ومعرض للفن التشكيلي. وتتوزع فعالياته بين رابطة الكتاب الأردنيين والمركز الثقافي الملكي، ومدينة جرش الأثرية في صحن زيوس وشارع الأعمدة ومسرح ارتيمس. وقال عوجان في تصريح صحافي إن الفعاليات الثقافية لهذا العام تشكل الجزء الأكبر والرئيسي من فعاليات المهرجان احتراما للمزاج الأردني العام الذي يحاكي هموم الأمة، مضيفا إلى «أننا نقدر هذا المزاج ونتابعه لذا فقد تم وضع برنامج ثقافي يحفل بكثير من الفعاليات الثقافية والتي شكلت 70 في المائة من فعاليات المهرجان. وأشار إلى تميز مدينة جرش الأثرية بالعبق التاريخي الذي ينتمي إلى تاريخ الحضارة الماضية التي تشتمل على أماكن متعددة لإقامة الفعاليات المختلفة، مبينا أن الفعاليات المشاركة تظهر قدرة وإبداع المواطن الأردني وتميز وعيه الثقافي مؤكدا على دور وفلسفة الوزارة في دعم الهيئات الثقافية «لأننا ندرك أن الثقافة هي الأساس». وبدأ افتتاح البرنامج الثقافي بمعرض الكتاب في صحن زيوس والذي يقام لأول مرة في تاريخ المهرجان بمشاركة 17 دار نشر أردنية من خلال 6 آلاف عنوان كتاب تباع بأسعار رمزية لرواد المهرجان ثم افتتاح معرض الحرف والصناعات التقليدية ومعرض الفن التشكيلي بمشاركة 140 حرفيا وفنانا يمثلون 10 جمعيات من محافظة جرش وعجلون. واشتمل البرنامج على أمسية شعرية للشاعر العراقي الكبير عبد الرزاق عبد الواحد والشاعر الفلسطيني مراد السوداني قدمها الشاعر الدكتور راشد عيسى وأدارها الشاعر يوسف عبد العزيز، وفي نهاية الأمسية وزع وزير الثقافة الدروع التذكارية على المشاركين.