توقيت القاهرة المحلي 13:52:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بات ظاهرة تؤرقهم لكثرة ما كان يرد على الألسنة من أخطاء نحوية

"اللَّحْن" كلمة السر في المبارزات الخطابية بين اللغويين العرب

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - اللَّحْن كلمة السر في المبارزات الخطابية بين اللغويين العرب

"اللَّحْن" كلمة السر في المبارزات الخطابية بين اللغويين العرب
القاهرة - مصر اليوم

شُغِل اللغويون العرب القدامى، بأهمية تعليم العربية وفق أصولها النحوية السليمة، فوضعوا مصنّفات في هذا الشأن، قد تزيد أضعافًا عما وُضع في أي لغة أخرى، ذلك أن للعرب لهجات، ولم تكن العربية قد جُمعت نحويًا في كتاب، إلا مع القرن الثاني للهجرة، وبالمصنف الذي عُرف بـ(الكتاب) الذي كان أول كتاب في النحو، لسيبويه عمرو بن عثمان بن قنبر، والمتوفى سنة 180ه، مع أكثر من تاريخ لوفاته، تراوح بين الـ 194 و 188 و177.

وكانت كتب (اللَّحْن) في تاريخ التصنيف العربي القديم، وهو مصطلح تطوَّر وبات يشير إلى أي خطأ في اللغة والإعراب واللفظ والنحو، صنفًا من الموضوعات التي يكتب فيها المؤلفون، على اختلاف مشاربهم، خاصة وأن اللَّحن بات ظاهرة تؤرق النحويين واللغويين، لكثرة ما يرد على ألسنة العامة وغير العامة، من أخطاء نحوية أو لغوية، فلم يتم الركون إلى تأليف المصنفات التي تحمل اسم (اللحن) وحسب، بل كان للغويين وغير اللغويين، مواقف اتسمت أحيانًا بالتصلب وأحيانًا بالتعصب، على ما في الحالين من طرافة وردت في أحاديث وقصص تتنقل في عشرات المصنفات، حتى أصبح بعضها مثلا يتم تداوله، وملَحًا ونوادر تمتع سامعها أو قارئها، على حد سواء.

أساء سمعًا فساء إجابةً

وحسب رواية جاءت في (أخبار المصحفين) للعسكري، أحمد بن الحسن بن عبد الله، 293-382ه، فقد كان أبو عمرو بن العلاء بن عمار بن الحسن، والمولود نحو سنة 70 للهجرة، ويوصف بشيخ القراء وأعلم الناس بالعربية، في زمانه، يصلي خلف رجل يقرأ الآية الكريمة التالية "إذا زَلزَلت الأرض زلزالها" ولحن فيها الرجل، حيث إن الصحيح: "زُلزِلَت"، فلم يكن من ابن العلاء، سوى أن يحمل نعليه ويغادر المكان، حانقًا على الرجل للحن الذي ارتكبه.

ويورد العسكري عدة روايات في هذا السياق، ومنها ما حصل عندما توجه سهيل بن عمرو بن مظعون، بسؤال لواحد من أولاده، فقال له: أين أَمَّك؟، بفتح الألف والميم، ويريد أين قصدك، فظنّ أنه يريد أين أُمُّك، فقال الولد: ذهبت تشتري دقيقًا! فقال ابن مظعون "أساء سمعًا فساء إجابةً".

الجدريّ في الوجه خيرٌ من اللّحن في اللسان

وكان الخطأ في اللغة، مستقبحًا أكثر من المرض الذي يصيب الإنسان نفسه، حتى ولو كان هذا المرض هو الجدري الذي يصيب الوجه، فالخطأ في اللغة أقبح من الجدري، فقد ورد في (تنبيه الألباب على فضائل الإعراب) للعلامة الشنتريني، محمد بن عبد الملك النحوي المتوفى نحو 550 للهجرة، قولٌ لعامر بن شراحيل الشعبي المتوفى سنة 105ه، تبدو فيه المكانة الكريهة المستقبحة للخطأ اللغوي: "الجُدَريُّ في الوجه، خيرٌ من اللّحن في اللسان!"،

ولم يسلم حتى الخليفة العباسي هارون الرشيد، من تقريع الرواة، إذا ما لحن أمامهم بكلمة، ويورد الشنتريني قصة عن سعيد بن سليمان الضبي البزاز، والمتوفى سنة 225ه، يقول فيها "دخلتُ على الرشيد فبهرني هيبة وجمالًا، فلمَّا لحنَ خفَّ في عيني".

 

ومن ملَح ما أورده الشنتريني، عن أعرابي سمع واليًا يخطب فيلحن، فقال "إنكَ ملكتَ بقضاء وقدر"، ومنه: ولحنَ رجلٌ عند أبي عمرو بن العلاء، فقال "لا أراك إلا نذلًا"، واستأذن رجلٌ على الإمام الفقيه إبراهيم بن يزيد التيمي المتوفى نهاية القرن الأول الهجري، وقال: يا جارية، أين أبا أسماء، فقال التيمي للجارية: "لا تكلّميه"، إذ لحن وقال أبا أسماء والصحيح (أبو).

 

وكان رجل تجرّأ أمام خالد بن صفوان وهو أحد فصحاء العرب، على زعم إحاطته بالعربية، فقال لابنه "يا بني، ابدأ بيداك ورجلاك" ثم سعى أن يوهم ابن صفوان، بأن ما ورد في كلامه من لحن، قد كان يقوله بعض الناس، فقال له "يا أبا صفوان، كلامٌ قد ذهبَ أهله"، فقال له "هذا كلامٌ ما خلق الله أهلًا له قط"، حسب ما ورد في (أخبار النحويين) لابن هاشم، عبد الواحد بن عمر بن محمد، 280-349 للهجرة.

 

أشتهي أن أكوي يد من يكتب (إذن) بالألف!

وينقل (أخبار النحويين) قصة عن الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، تظهر مدى التهيّب من الوقوع في الخطأ، إذ قيل للخليفة: "أسرع إليك الشيب؟"، فقال "شيّبني كثرة ارتقاء المنبر، ومخافةُ اللّحن".

 

ولعل من أكثر المواقف طرافة وحدثت بسبب مسألة لغوية، ما ورد في (عيون الأخبار) لابن قتيبة، عبد الله بن مسلم الدينوري، والمتوفى سنة 276 للهجرة، حيث قال رجل للخليل بن أحمد، صاحب كتاب العين والمتوفى سنة 170ه: "لِمَ قالوا في تصغير واصل أُوَيصل، ولم يقولوا وُوَيصل؟" فقال له: "كرهوا أن يشبّه كلامهم بنبح الكلاب!"، ذلك أن لفظ كلمة (وُوَيصل) يتطلب إصدار صوت يشبه العواء.

 

وكان اللغويون يتشددون في اللحن، إلى الدرجة التي يتعاملون معه، كما لو أنه إثم، وكان أيوب السخستاني المتوفى سنة 131 للهجرة، يقول (أستغفر الله) إذا ما لحن، لأنه عدّ اللحن ذنبًا، وبلغ تعصّب بعض اللغويين العرب القدامى، في النحو واللغة، حدًا أوصله كما لو أنه جريمة مكتملة الأركان، إذ وردت حادثة في كتاب (البديع) لأبي معاذ الجهني الأندلسي (379-442) للهجرة، سردها اللغوي علي بن سليمان النحوي المعروف بالأخفش الصغير، عن العالم اللغوي المبرد، محمد بن يزيد، والمتوفى سنة 286ه، وهي عن الخلاف بكتابة إذن، بالألف أصح أم بالنون.0

 

فيقول النحوي نقلا عن المبرّد "لا يجوز أن تكتب إذن إلا بالنون"، وأضاف نقلًا عن المبرد:= "إني لأشتهي أن أقطع يد من يكتبها بالألف!"، ويشار إلى أكثر من رواية لهذه الحادثة، منها أن المبرّد قال"أشتهي أن أكوي يدَ من يكتب (إذن) بالألف".

تعصب اللغويين وطرائف الجُمل.. أساء سمعاً فساء إجابة!
شغِل اللغويون العرب القدامى، بأهمية تعليم العربية وفق أصولها النحوية السليمة. فوضعوا مصنفات في هذا الشأن، قد تزيد أضعافاً عما وضع في أي لغة أخرى. ذلك أن للعرب لهجات، ولم تكن العربية قد جمعت نحوياً في كتاب، إلا مع القرن الثاني للهجرة، وبالمصنف الذي عرف بـ(الكتاب) الذي كان أول كتاب في النحو، لسيبويه، عمرو بن عثمان بن قنبر، والمتوفى سنة 180ه، مع أكثر من تاريخ لوفاته، تراوح بين الـ 194 و 188 و177.

وكانت كتب (اللَّحْن) في تاريخ التصنيف العربي القديم، وهو مصطلح تطوَّر وبات يشير إلى أي خطأ في اللغة والإعراب واللفظ والنحو، صنفاً من الموضوعات التي يكتب فيها المؤلفون، على اختلاف مشاربهم، خاصة وأن اللَّحن بات ظاهرة تؤرق النحويين واللغويين، لكثرة ما يرد على ألسنة العامة وغير العامة، من أخطاء نحوية أو لغوية، فلم يتم الركون إلى تأليف المصنفات التي تحمل اسم (اللحن) وحسب، بل كان للغويين وغير اللغويين، مواقف اتسمت أحياناً بالتصلب وأحياناً بالتعصب، على ما في الحالين من طرافة وردت في أحاديث وقصص تتنقل في عشرات المصنفات، حتى أصبح بعضها مثلا يتم تداوله، وملَحاً ونوادر تمتع سامعها أو قارئها، على حد سواء.

أساء سمعاً فساء إجابةً
وحسب رواية جاءت في (أخبار المصحفين) للعسكري، أحمد بن الحسن بن عبد الله، 293-382ه، فقد كان أبو عمرو بن العلاء بن عمار بن الحسن، والمولود نحو سنة 70 للهجرة، ويوصف بشيخ القراء وأعلم الناس بالعربية، في زمانه، يصلي خلف رجل يقرأ الآية الكريمة التالية: "إذا زَلزَلت الأرض زلزالها" ولحن فيها الرجل، حيث إن الصحيح: "زُلزِلَت". فلم يكن من ابن العلاء، سوى أن يحمل نعليه ويغادر المكان، حانقاً على الرجل للحن الذي ارتكبه.

ويورد العسكري عدة روايات في هذا السياق، ومنها ما حصل عندما توجه سهيل بن عمرو بن مظعون، بسؤال لواحد من أولاده، فقال له: أين أَمَّك؟، بفتح الألف والميم، ويريد أين قصدك، فظنّ أنه يريد أين أُمُّك، فقال الولد: ذهبت تشتري دقيقاً! فقال ابن مظعون: "أساء سمعاً فساء إجابةً".

اقرأ أيضًا:

مواطن هندي يحمل لواء المحافظة على اللغة العربية الفصحى

الجدريّ في الوجه خيرٌ من اللّحن في اللسان!
وكان الخطأ في اللغة، مستقبحاً أكثر من المرض الذي يصيب الإنسان نفسه، حتى ولو كان هذا المرض هو الجدري الذي يصيب الوجه، فالخطأ في اللغة أقبح من الجدري. فقد ورد في (تنبيه الألباب على فضائل الإعراب) للعلامة الشنتريني، محمد بن عبد الملك النحوي المتوفى نحو 550 للهجرة، قولٌ لعامر بن شراحيل الشعبي المتوفى سنة 105ه، تبدو فيه المكانة الكريهة المستقبحة للخطأ اللغوي: "الجُدَريُّ في الوجه، خيرٌ من اللّحن في اللسان!".

ولم يسلم حتى الخليفة العباسي هارون الرشيد، من تقريع الرواة، إذا ما لحن أمامهم بكلمة. ويورد الشنتريني قصة عن سعيد بن سليمان الضبي البزاز، والمتوفى سنة 225ه، يقول فيها: "دخلتُ على الرشيد فبهرني هيبة وجمالاً، فلمَّا لحنَ خفَّ في عيني!".

ومن ملَح ما أورده الشنتريني، عن أعرابي سمع والياً يخطب فيلحن، فقال: "إنكَ ملكتَ بقضاء وقدر!". ومنه: ولحنَ رجلٌ عند أبي عمرو بن العلاء، فقال: "لا أراك إلا نذلاً". واستأذن رجلٌ على الإمام الفقيه إبراهيم بن يزيد التيمي المتوفى نهاية القرن الأول الهجري، وقال: يا جارية، أين أبا أسماء، فقال التيمي للجارية: "لا تكلّميه!". إذ لحن وقال أبا أسماء والصحيح (أبو).

وكان رجل تجرّأ أمام خالد بن صفوان وهو أحد فصحاء العرب، على زعم إحاطته بالعربية، فقال لابنه: "يا بني، ابدأ بيداك ورجلاك" ثم سعى أن يوهم ابن صفوان، بأن ما ورد في كلامه من لحن، قد كان يقوله بعض الناس. فقال له: "يا أبا صفوان، كلامٌ قد ذهبَ أهله". فقال له: "هذا كلامٌ ما خلق الله أهلاً له قط". حسب ما ورد في (أخبار النحويين) لابن هاشم، عبد الواحد بن عمر بن محمد، 280-349 للهجرة.

أشتهي أن أكوي يد من يكتب (إذن) بالألف!
وينقل (أخبار النحويين) قصة عن الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، تظهر مدى التهيّب من الوقوع في الخطأ. إذ قيل للخليفة: "أسرع إليك الشيب؟". فقال: "شيّبني كثرة ارتقاء المنبر، ومخافةُ اللّحن".

ولعل من أكثر المواقف طرافة وحدثت بسبب مسألة لغوية، ما ورد في (عيون الأخبار) لابن قتيبة، عبد الله بن مسلم الدينوري، والمتوفى سنة 276 للهجرة، حيث قال رجل للخليل بن أحمد، صاحب كتاب العين والمتوفى سنة 170ه: "لِمَ قالوا في تصغير واصل أُوَيصل، ولم يقولوا وُوَيصل؟" فقال له: "كرهوا أن يشبّه كلامهم بنبح الكلاب!". ذلك أن لفظ كلمة (وُوَيصل) يتطلب إصدار صوت يشبه العواء!

وكان اللغويون يتشددون في اللحن، إلى الدرجة التي يتعاملون معه، كما لو أنه إثم، وكان أيوب السخستاني المتوفى سنة 131 للهجرة، يقول (أستغفر الله) إذا ما لحن، لأنه عدّ اللحن ذنباً.

وبلغ تعصّب بعض اللغويين العرب القدامى، في النحو واللغة، حداً أوصله كما لو أنه جريمة مكتملة الأركان. إذ وردت حادثة في كتاب (البديع) لأبي معاذ الجهني الأندلسي (379-442) للهجرة، سردها اللغوي علي بن سليمان النحوي المعروف بالأخفش الصغير، عن العالم اللغوي المبرد، محمد بن يزيد، والمتوفى سنة 286ه، وهي عن الخلاف بكتابة إذن، بالألف أصح أم بالنون.

فيقول النحوي نقلا عن المبرّد: "لا يجوز أن تكتب إذن إلا بالنون". وأضاف نقلاً عن المبرد: "إني لأشتهي أن أقطع يد من يكتبها بالألف!". ويشار إلى أكثر من رواية لهذه الحادثة، منها أن المبرّد قال: "أشتهي أن أكوي يدَ من يكتب (إذن) بالألف".

قد يهمك أيضًا:

أسباب مُعاناة البعض من صعوبة تعلّم "النحو" في اللغة العربية

نهايات مأساوية لعلماء لُغويين أحدهم حاول الطيران فأنهى حياتَه

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اللَّحْن كلمة السر في المبارزات الخطابية بين اللغويين العرب اللَّحْن كلمة السر في المبارزات الخطابية بين اللغويين العرب



الملكة رانيا بإطلالات شرقية ساحرة تناسب شهر رمضان

عمان ـ مصر اليوم

GMT 02:02 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

الملكي يتقدم 1-0 قبل نهاية الشوط الأول ضد ألكويانو

GMT 10:15 2021 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

للمرة الثانية أسبوع الموضة في لندن على الإنترنت كلياً

GMT 14:16 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الحكم في طعن مرتضى منصور على حل مجلس الزمالك

GMT 09:20 2020 الأحد ,13 كانون الأول / ديسمبر

طريقة لتبييض الأسنان ولإزالة الجير دون الذهاب للطبيب

GMT 08:52 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه المصري اليوم السبت

GMT 02:02 2020 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

مصر على أتم الاستعداد لمواجهة أى موجة ثانية لفيروس كورونا

GMT 09:09 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

حسام حسني يؤكد لو تم علاج ترامب في مصر لكان شفائه أسرع

GMT 14:47 2020 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

أستون فيلا يعلن عن تعاقده مع أغلى صفقة في تاريخه

GMT 04:36 2020 الخميس ,20 شباط / فبراير

ابن الفنان عمرو سعد يكشف حقيقة انفصال والديه

GMT 04:46 2019 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

هنا الزاهد بإطلالة جريئة في أحدث ظهور لها

GMT 09:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

"أدنوك أبوظبي" يحتفل باليوم الوطني للإمارات

GMT 18:05 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

"ويفا" يُعلن طرح مليون تذكرة إضافية لجمهور "يورو 2020"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon