توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أطفال أفغانستان يفرون من الجحيم إلى الموت بردًا

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - أطفال أفغانستان يفرون من الجحيم إلى الموت بردًا

كابول ـ أعظم خان
يواجه أطفال أفغانستان الموت داخل مخيمات اللاجئين نتيجة البرد القارس الذي يواجه العالم هذا الشتاء، إضافة إلى قلة الإمكانات داخل المخيمات التي يعيشون فيها، والتي لجأوا إليها هربًا من جحيم تناحر المليشيات المسلحة وحركة طالبان، لتتوالى الضحايا من الأطفال،  إذ شُيعت جنازة طفلة أفغانية تبلغ من العمر 18 شهرًا فقط وسط حضور والديها ومئات الأقارب من قبائل البشتون الأفغانية. فيما تولت النساء والفتيات غُسل وتكفين الطفلة، بينما تولى الرجال والفتيان مسؤولية توصيلها إلى المقابر، إذ كان ينتظرهم هناك بعض الأصدقاء الذين حفروا بفؤوسهم لحد تُوارى فيه ساييما جاتزاي التراب. وفي إحدى أركان المنزل، كان الأب منزويًا يجهش بالبكاء وتنهمر عيناه بالدموع وسط نواح وعويل ودموع النساء في الجانب المقابل من المنزل.وقال الأب وهو يجهش بالبكاء إن "ابنته الصغيرة كانت بخير ليلة الإثنين الماضية، وأن كل ما حدث أنها أُصيبت بسعال بسيط، فذهب بها إلى الطبيب الذي أعطاها دواء وطمأن الوالد عليها".وفي المساء، وضع الأبوان الطفلة وقد تحسنت حالتها في فراشها بجوار المدفأة وذهب الجميع إلى النوم. وفي الصباح، ذهب الأب للاطمئنان على صغيرته، التي كان يهدهدها قبلها بيوم واحد فقط، وكانت  تحاول النطق ببعض الكلمات مداعبةً إياه، ليجدها جثة هامدة تحت الغطاء.فما كان من الأب إلا أن قام بإبلاغ أقاربه بالمصاب الأليم، ليتم تجهيز الجثة والتوجه بها إلى أقرب مقابر من معسكر اللاجئين الذي يمتد على مساحة شاسعة في كاراكومبا، إذ يقطن آلاف الأفغانيين في مخيمات لا تتوافر فيها مقومات الحياة الآمنة في ظل البرد القارس الذي يسود طقس المنطقة.وبالاقتراب من لحد ساييما، تجد قبرًا جديدًا دُفن فيه طفل يُدعى جنان تُوفي هو الآخر أثناء النوم قبلها بثلاثة أيام بسبب البرد الشديد وعدم توافر الإعاشة المناسبة لهذا المناخ القاسي. وتبدو الأوضاع المعيشية مذرية في هذا المكان، إذ يعيش اللاجئون، الذين أجبرهم التناحر المستمر بين الميليشيات المسلحة إلى الفرار من منازلهم، في أكواخ مصنوعة من مواد بدائية يتخللها بعض المساحات الفارغة، وبينها في مكان مميز مبنى بدائي يستخدمه اللاجئون كمسجد للصلاة. وأثناء السير بين الأكواخ، تجد مياه ضحلة متجمعة كل بضعة أمتار، هي في الغالب المياه الناتجة عن أنصهار الجليد، إلا أنها في الوقت نفسه لا يمكن تمييزها من وحدات الصرف الصحي المكشوفة المليئة بالفضلات البشرية. ووفقًا لتقرير المنظمة غير الهادفة للربح "أشيانا"، يقيم في المخيم حوالي 1000 أسرة في ظروف معيشية قاسية، إضافةً إلى الضغوط الاجتماعية التي يتعرضون لها، إذ يتعامل سكان كابول، العاصمة الأفغانية، مع هؤلاء اللاجئين بشيء من الريبة والشك، إذ أنهم يدركون أن المحرك الأساسي لهؤلاء اللاجئين من قبائل البشتون للمجىء إلى كاراكومبا، هو الهروب من القتال الدائر في جميع أنحاءالبلاد لا النزاع على ملكيات الأراضي كما هو الحال في مخيمات لاجئين أخرى في أفغانستان.وتقوم الجمعية الخيرية "أشيانا" بـ "توفير الرعاية الصحية لسكان المعسكر والحفاظ على بيئة صحية قدر الإمكان في الخيام التي يُساق إليها الأطفال وأمهاتهم اللاتي ينتابهن القلق حيال مستقبل أبنائهن". ونظرًا للضغط الشديد الذي يتعرض له المخيم جراء توافد المزيد من الأسر على كاركومبا، تمتد طوابير تلقي الخدمات الصحية إلى مئات الأمتار في انتظار الدور في العلاج. كما تحاول "أشيانا توفير" بعض الخدمات التعليمية للأطفال من خلال مدارس الفترات المتعددة في محاولة لمنح أطفال اللاجئين الفرصة في تلقي التعليم الأساسي، وهي المدارس الملحقة بالمنزل والتي تشغلها جمعية "أشيانا" الخيرية. وعند سؤال والد الطفلة المتوفاة عن الأسباب التي دعته للمجىء إلى المخيم، أجاب بأنه "ليس هنا هو وأسرته لزيارة الآثار والتنزه، إنما هربًا من النزاعات المسلحة بين ميليشيات طالبان والقوات الحكومية"، مؤكدًا أنه "لن يسلم أي من المدنيين من أولئك أو هؤلاء، إذ يتهم أعضاء حركة طالبان المدنيين الذين يحملون تحقيق شخصية بالعمالة والجاسوسية لمصلحة القوات الحكومية، بينما تشتبه القوات الحكومية في أن يكون المدني الذي لا يحمل تحقيق شخصية من عناصر طالبان". وحول إمكان عودته إلى هيلماند التي هرب منها نتيجة القتال الدائر هناك بعد انتهاء حالة الصراع التي تسود المنطقة، قال جاتزاي إنه "من المستحيل أن يترك كابول ويعود إلى هيلماند مهما حدث، لأن العمل الوحيد المتوافر هناك، هو تهريب وبيع المخدرات، وهو ما لا يقبل أن يمارسه مهما حدث"، مؤكدًا أنه "سيستمر في كاراكومبا بالقرب من العاصمة كابول".
egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أطفال أفغانستان يفرون من الجحيم إلى الموت بردًا أطفال أفغانستان يفرون من الجحيم إلى الموت بردًا



GMT 03:56 2025 الإثنين ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

هيثم طبطبائي المستهدف من إسرائيل ثلاث مرات

GMT 21:40 2025 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تهديدات قانونية محتملة تطال بيل وهيلاري كلينتون

GMT 21:57 2025 الإثنين ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة 100 فلسطيني داخل السجون الإسرائيلية خلال عامين

GMT 04:28 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الشرع يدخل البيت الأبيض من الباب الجانبي

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt