توقيت القاهرة المحلي 10:43:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نازحون بغزة يعيشون بين الموتى

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - نازحون بغزة يعيشون بين الموتى

نازحون في غزة يعيشون بين الهياكل العظمية
غزة - مصر اليوم

أصبحت الهياكل العظمية جيراناً لبعض الفلسطينيين في غزة الذين لم يجدوا مكاناً يلجأون إليه سوى المقابر للاحتماء من ويلات الحرب.

وتحولت شواهد القبور إلى مقاعد وطاولات لعائلات مثل عائلة ميساء بريكة، التي تعيش مع أبنائها منذ خمسة أشهر في مقبرة متربة تحت شمس خانقة في مدينة خان يونس جنوب القطاع. ويقيم في هذه المقبرة نحو 30 عائلة.

خارج إحدى الخيام، يجلس طفل أشقر الشعر يلعب بالرمل بين أصابعه، بينما يطل طفل آخر بخفة ظل من وراء قطعة قماش معلقة.

لكن الليل يروي حكاية أخرى.

تقول بريكة: "عندما تغيب الشمس، يخاف الأطفال ولا يريدون الخروج، ولدي أربعة صغار. إنهم يخافون من الكلاب في الليل.. ومن الأموات".

لقد نزح الغالبية العظمى من سكان غزة البالغ عددهم أكثر من مليوني نسمة بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة. ومع وقف إطلاق النار الذي بدأ في 10 أكتوبر/تشرين الأول، عاد بعضهم إلى ما تبقى من منازلهم، بينما لا يزال آخرون محشورين في رقعة الأرض القليلة التي لا تسيطر عليها القوات الإسرائيلية.

هنا، وفي مقابر أخرى في غزة تنبض الحياة بين الموتى. سجادة صلاة تتدلى على حبل غسيل، وطفل يدفع غالون ماء فوق كرسي متحرك بين القبور، ودخان يتصاعد من نار طهي.

أحد أقرب جيران بريكة هو أحمد أبو سعيد، الذي توفي عام 1991 عن عمر 18 عاما، بحسب ما نُقش على شاهد قبره الذي يبدأ بآيات من القرآن الكريم. هناك شعور بعدم الارتياح وإحساس بالانتهاك، لأنهم اضطروا لنصب خيامهم هنا، لكن لا خيار آخر أمامهم. تقول بريكة إن منزل عائلتها في منطقة أخرى من خان يونس دمر بالكامل، وإنهم لا يستطيعون العودة إليه لأن القوات الإسرائيلية تحتل حيهم.

يأتي سكان آخرون ممن لجأوا إلى هذه المقبرة من شمال غزة، وغالبا ما يكونون بعيدين عن الأرض التي دُفن فيها أحباؤهم.

يقول محمد شما، الذي يعيش هنا منذ ثلاثة أشهر، إن منزله هو الآخر تعرض للتدمير.

ويضيف: "أنا رجل بالغ، ومع ذلك أشعر بالخوف من القبور ليلاً.. أختبئ في خيمتي".

جلس شما على شاهد قبر مكسور وهو يحدّق في الشمس قائلا إن كل ما كان يملكه عند وصوله إلى هنا هو 200 شيكل (نحو 60 دولارا)، وقد أخذها صديق ليساعده في نقل عائلته إلى المقبرة.

تقول حنان شما، زوجته، إن قلة المال وعدم القدرة على إيجاد مأوى آخر هما السبب الذي يجعلهم يعيشون بين القبور. وبينما كانت تغسل الأطباق في وعاء صغير بحجم صحن فطيرة، قالت وهي تحافظ على كل قطرة ماء: "بالطبع، الحياة في المقبرة مليئة بالخوف والرعب والقلق، ولا نستطيع النوم فوق كل الضغوط التي نعيشها".

لكن حتى بين الأموات لا يوجد ضمان للأمان. فقد قصفت القوات الإسرائيلية مقابر خلال الحرب، بحسب الأمم المتحدة وجهات مراقبة أخرى. وتقول إسرائيل إن حماس تستخدم بعض المقابر كغطاء، وتزعم أن هذه المواقع "تفقد حمايتها" عندما تُستغل لأغراض عسكرية.

وخلال الحرب، دُفنت الجثث في أي مكان متاح، بما في ذلك في ساحات المستشفيات. ووفقا للتقاليد، تُدفن العائلات الفلسطينية قرب أحبائها، لكن القتال عطل هذا العرف.

ومع وقف إطلاق النار، بدأت رحلة البحث عن الموتى. تضغط إسرائيل على حركة حماس لتسليم رفات الرهائن، بينما تنشر السلطات الصحية الفلسطينية صورا مروعة لجثث أعادتها إسرائيل على أمل أن تتعرف العائلات عليها. وهناك من لا يزال ينقب بين الركام الهائل في غزة بحثا عن جثامين أحبائه الذين لم يتمكن من دفنهم أثناء القتال.

وقد ارتفع عدد القتلى في غزة، الذي تجاوز 68 ألفا و800، بمئات أخرى منذ بدء الهدنة، بسبب انتشال هذه الجثث فقط.

وشهدت العائلات المقيمة في هذه المقبرة في خان يونس وصول جثامين جديدة، تُدفن غالبا تحت الرمل لا تحت ألواح حجرية، وتُعلَّم فقط بأحجار بسيطة.

ويقول محمد شما في ختام حديثه: "بعد الهدنة، حياتي ما زالت كما هي داخل المقبرة.. لم أكسب شيئا".

قد يهمك أيضــــــــــــــا

مقترح دولي لإنهاء حرب غزة يتضمن إعادة الرهائن وتفكيك "حماس" وإنشاء إدارة مدنية بإشراف دولي

القوات الإسرائيلية تقتل فلسطينياً يبلغ 11 عاماً في الضفة

 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نازحون بغزة يعيشون بين الموتى نازحون بغزة يعيشون بين الموتى



أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - مصر اليوم

GMT 18:27 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أربع دول عربية ضمن 16 بؤرة جوع في العالم
  مصر اليوم - أربع دول عربية ضمن 16 بؤرة جوع في العالم

GMT 21:34 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا الفن أجمل ما في حياتي وتعلمت منه معنى الحب والصبر
  مصر اليوم - يسرا الفن أجمل ما في حياتي وتعلمت منه معنى الحب والصبر

GMT 08:28 2019 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

الأهلي يبحث عن فوزه الخامس على التوالي في الدوري أمام دجلة

GMT 01:51 2016 الأربعاء ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد الحرنكش لتقوية العظام

GMT 03:32 2021 الثلاثاء ,22 حزيران / يونيو

22 سفينة إجمالي الحركة الملاحية في موانئ بورسعيد

GMT 01:46 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

حريق هائل يلتهم نادى نقابة المهندسين في كورنيش النيل

GMT 18:40 2020 الثلاثاء ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنبي يتعادل مع غزل المحلة بهدف لمثله في الشوط الأول

GMT 09:08 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

الإعلامية مي الخريستي تتعرض لمحاولة اغتيال
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt