توقيت القاهرة المحلي 03:48:25 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحكومة النمساوية الجديدة تؤدي القسم رغم تظاهر الآلاف ضدها

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - الحكومة النمساوية الجديدة تؤدي القسم رغم تظاهر الآلاف ضدها

سيباستيان كورتز
فيينا - مصر اليوم

أدّت الحكومة النمساوية الجديدة المؤلفة من اليمين واليمين المتطرف القسم، فيما تظاهر الآلاف ضدها في فيينا، من غير أن يثير الأمر بلبلة لدى شركاء النمسا، بعدما تعهدت بالحفاظ على خط مؤيد لأوروبا.

وأصبح المحافط سيباستيان كورتز (31 عاماً) المستشار الجديد في هذا البلد ليكون أصغر القياديين سناً في العالم، بعد ثمانية أشهر على توليه قيادة الحزب المسيحي الديمقراطي الذي قاده إلى الفوز في الانتخابات التشريعية في أكتوبر (تشرين الأول)، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

وقام رئيس الدولة ألكسندر فإن دير بيلين، الليبرالي المناصر للبيئة، بتنصيب الحكومة المؤلفة من 13 وزيراً كلف ستة منهم ينتمون إلى حزب الحرية النمساوي اليميني القومي بتولي حقائب أساسية، محدداً للائتلاف خطوطاً حمراء. ودعا الرئيس حكومة كورتز إلى «احترام التاريخ النمساوي (...) بصفحاته الإيجابية، كما بصفحاته القاتمة». 

وقال إنه مدرك أن البعض «مشكك لا بل معاد» للغالبية الجديدة، في وقت تظاهر آلاف الأشخاص على مقربة من القصر الرئاسي احتجاجاً على مشاركة حزب الحرية في الحكومة، رافعين لافتات كتب عليها «النازيون إلى الخارج» و«الموت للفاشية».

وحصل هذا الحزب اليميني المتطرف الذي حل ثالثا في الانتخابات، على ثلاث وزارات سيادية هي الداخلية والدفاع والخارجية، فيما عيّن رئيسه هاينز كريستيان شتراخه (48 عاما) نائبا للمستشار، وهو الذي شبه الهجرة بـ«اجتياح جماعي»، واعتبر أن «الإسلام لا مكانة له في النمسا».

وحزب هاينز كريستيان شتراخه الحاضر على الساحة السياسية النمساوية منذ عدة عقود، هو أقدم أحزاب اليمين المتطرف الأوروبية، وشارك في مطلع الألفية مع المحافظين في الائتلاف الحكومي برئاسة فولفغانغ شوسل، وأدى تشكيل هذا التحالف إلى موجة احتجاجات، وحمل شركاء النمسا الأوروبيين على فرض عقوبات على هذا البلد.

وعلى إثر تنصيب الحكومة، رأى المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة زيد بن رعد الحسين في انضمام اليمين المتطرف إليها «تطورا خطيرا (....) في الحياة السياسية في أوروبا»، محذّرا في مقابلة من «التلاعب بمشاعر الخوف» في هذه القارة. لكن الاتفاق الحكومي الذي عرض السبت بين اليمين واليمين المتطرف لم يتسبب بصورة عامة باحتجاجات على الساحة الأوروبية، حيث باتت الأحزاب الشعبوية والمعادية للهجرة تحتل موقعا لا يمكن تجاهله.

بدوره، أعرب رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك عن ثقته في «الدور البناء والمؤيد لأوروبا» الذي ستلعبه الحكومة النمساوية الجديدة في إطار الاتحاد الأوروبي، في رسالة موجهة إلى كورتز قدم له فيها «تهانيه الحارة» متمنيا له «الكثير من النجاح»، وإذ هنأت فرنسا المستشار الجديد أعلنت أنها تعول على احترام النمسا «القيم الأوروبية».

وأشار متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية إلى أن «المستشار الجديد أكد مراراً تمسكه بالقيم الأوروبية وبالمشروع الأوروبي، وهو ما يستعيده برنامج حكومته»، مضيفا: «نريد انطلاقا من هذه الذهنية بدء الحوار مع حكومته».

في المقابل، تثير عودة حزب الحرية في النمسا إلى السلطة حماسة حلفائه القوميين الأوروبيين في نهاية سنة شهدت اختراقا قويا لليمين المتطرف في كل من فرنسا وألمانيا وهولندا. وتمكّن حزب شتراخه من طبع بصماته على خريطة طريق الحكومة الجديدة، وفرض بين أولويات السلطة التنفيذية تشديد سياسة الهجرة، ولا سيما من خلال الحد من المساعدات الاجتماعية للأجانب. وقد تبنى سيباستيان كورتز هذا الموضوع الذي يروج له اليمين المتطرف في أعقاب موجة الهجرة خلال سنتي 2015 و2016. وكتب شتراخه الأحد على صفحته على موقع «فيسبوك»: «لن نشهد بعد الآن مهاجرا لم يعمل يوما واحدا هنا، ولم يسدد أي مساهمة كانت في نظامنا الاجتماعي، يتقاضى آلاف اليوروات من المساعدات».

وتقول كاتارينا (38 عامًا) المشاركة بالمظاهرة في فيينا: «أخشى أن يتم التعرض للأجانب بشكل متزايد»، فيما لا تزال ستيفاني تحتفظ بذكرى مريرة عن آخر مشاركة لحزب الحرية النمساوي في الحكومة، فتروي: «تمت مراعاة الأثرياء على حساب ذوي الأوضاع الأكثر هشاشة، والأكثر فقرا واللاجئين، وبعد سنوات، شهدنا كشف كل فضائح الفساد المرتبطة بتلك الحقبة».

وإن كانت الغالبية الجديدة تؤكد على «التزام أوروبي واضح»، إلا أنها حددت كذلك هدفا لها بـ«تفويض الصلاحيات» إلى السلطات الوطنية داخل الاتحاد الأوروبي والحد من نقل السيادة إلى الهيئات الأوروبية، في تعارض مع رؤية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يدعو إلى أوروبا أكثر فيدرالية، كما يتضمن البرنامج سلسلة من التخفيضات الضريبية ومساعدات للعائلات وذوي المعاشات التقاعدية المتدنية، وتدابير للتخفيف من البيروقراطية وتبسيط النظام الاجتماعي.

وعلى الرغم من معاداته لأوروبا، اضطر حزب الحرية إلى القبول بسحب طلب الخروج من الاتحاد الأوروبي من الاستشارات الشعبية، التي تعتزم الحكومة الجديدة الترويج لها. ولطمأنة شركائه الأوروبيين، يحتفظ كورتز وزير الخارجية في الائتلاف المنتهية ولايته مع الاشتراكيين الديمقراطيين، بالملفات الأوروبية في وقت تستعد النمسا لتولي إدارة الاتحاد الأوروبي في النصف الثاني من العام 2018، وسيتوجه اليوم إلى بروكسل للقاء رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر ودونالد توسك، في أول رحلة له خارج النمسا منذ توليه السلطة.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحكومة النمساوية الجديدة تؤدي القسم رغم تظاهر الآلاف ضدها الحكومة النمساوية الجديدة تؤدي القسم رغم تظاهر الآلاف ضدها



أجمل إطلالات الإعلامية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 03:34 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

مقتل جندي عراقي بهجوم لـ«داعش» في كركوك
  مصر اليوم - مقتل جندي عراقي بهجوم لـ«داعش» في كركوك

GMT 14:14 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

أمير المصري يكشف عن شخصيته في فيلم Giant
  مصر اليوم - أمير المصري يكشف عن شخصيته في فيلم Giant

GMT 19:30 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

طريقة إعداد ورق عنب مع كوسا وريش

GMT 08:40 2014 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

التونة والدجاج تساعدان في زيادة خصوبة الزوجين

GMT 08:42 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريم البارودي تبدو أنيقة في بدلة وردية اللون

GMT 05:38 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتور محمود الموجي يُبيّن أسباب رائحة الفم الكريهة

GMT 20:55 2014 الخميس ,14 آب / أغسطس

استقرار اﻷوضاع اﻷمنية في شوارع الأقصر

GMT 05:44 2015 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مربى التفاح بالقرفة

GMT 16:29 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شركة سكودا تطلق الجيل الجديد من موديل سوبيرب

GMT 11:12 2021 الجمعة ,03 أيلول / سبتمبر

حمو بيكا يدعم طفلة مريضة سرطان ويقدم لها هدية

GMT 16:42 2021 السبت ,12 حزيران / يونيو

فساتين صيفية بتصميمات مُريحة من وحي النجمات

GMT 17:36 2021 الإثنين ,24 أيار / مايو

تراتيل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon