توقيت القاهرة المحلي 09:57:50 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لبنان يستعد لموجة من الصراعات بشأن تشكيل الحكومة الجديدة عقب القمة العربية

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - لبنان يستعد لموجة من الصراعات بشأن تشكيل الحكومة الجديدة عقب القمة العربية

الرئيس اللبناني ميشال عون
بيروت - مصر اليوم

سلّطت الصحف الكويتية الضوء على القمة العربية الاقتصادية المقامة في لبنان، حيث فَرَحٌ كئيبٌ يسود بيروت عشية يوم القمة العربية التنموية في دورتها الرابعة… فالعاصمةُ المزهوّةُ بفرحِ احتضانها لواحدة من قمم العرب، بدت كئيبةً بعدما تَكاتَفَتْ عليها عواملُ النيْل منها ومن العرب الذين غابتْ الأكثرية الساحقة من قادتهم عن هذا الحدَث الذي ينتظره لبنان منذ أعوام.

ووسط هذا المزيج المتناقض، فإن السؤال الكبير الذي ارتسم حتى قبل أن تغادر الوفود بيروت مع مساء الأحد، هو: ماذا عن اليوم التالي؟ وذلك بعدما تحوّلت القمة التي أريد لها أن تستعيد الثقة العربية بلبنان إلى «نقمة» داخلية، في ضوء ما أثارتْه محاولاتُ تعطيلها ودفْع ليبيا إلى مقاطعتها قسراً والتشكيك بجدواها من «حربٍ باردة» بين رئيسيْ الجمهورية العماد ميشال عون (راعي القمة) وفريقه من جهة وبين رئيس البرلمان نبيه بري مدعوماً من «حزب الله».

وتكتمل فصولُ «المواجهةِ الرئاسية» اليوم حيث يتوّج بري «انتفاضته» بوجه عون بمقاطعة القمة التي سيغيب عنها (ليحضر بعض أعضاء كتله) في تطورٍ يعكس موقفاً من القمة في ذاتها ربْطاً باشتراط بري دعوة سورية إليها، وذلك على وهْج «تطاحُنٍ» غير مسبوقٍ على مواقع التواصل الاجتماعي بين مناصري الفريقيْن اعتُبر مؤشراً إلى خروج الجمْر من تحت الرماد في علاقة «الودّ الملغوم» بينهما.

وتشير أوساط سياسية إلى أن القمة تركتْ ندوباً عميقة في الجسم اللبناني عبّرت عن نفسها بالآتي:

الاتهامات المتبادلة بالمسؤولية عن خفض مستوى تمثيل الدول، بين فريق عون الذي حمّل بري تبعات «الخطأ الجسيم» بحرق العلم الليبي وتالياً إظهار لبنان كدولة غير قادرةٍ وذلك في سياق مسعى لإفشال القمة وتسديد ضرْبة موجعة للعهد، وبين فريق رئيس البرلمان وحلفائه وبينهم قريبون من «حزب الله» اتّهموا الولايات المتحدة بممارسة ضغوط على الدول العربية لعدم المجيء بثقلها إلى بيروت.

وبين الاتهاميْن، تبرز مقاربةٌ تعتبر أن مشهديّة الحضور الباهت في قمة بيروت مردّه إلى اقتناع لدى غالبية الدول العربية بأن لبنان ما زال يقع تحت تأثير النفوذ الإيراني، وتالياً أن هذه البلدان اختارتْ توجيه رسالة «عدم رضا» إلى السلطات الرسمية في «بلاد الأرز».

ما أثارتْه اندفاعة وزير الخارجية جبران باسيل خلال الاجتماعات التحضيرية للقمة دفاعاً عن عودة سورية إلى الجامعة العربية من ردودٍ داخلية اعتبرتْ أنه لا يحقّ لوزيرٍ ان يرْسم سياسات الدولة ولاسيما في عناوين خلافية كبرى وانه لا يتحدّث في هذا الملف باسم لبنان بل باسم حزبه.

وعلى الرغم من تعاطي البعض مع المواقف «النافرة» لباسيل في الموضوع السوري على أنها «تعويضية» عن عدم تأجيل القمة لضمان حضور سورية فيها، فإن علامات استفهام تُطرح حول تداعيات ما قام به وزير الخارجية على صورة لبنان ومراعاته للأولويات العربية.

وفي حين عَكَسَ كلام الرئيس المكلف سعد الحريري عن أنه «بغضّ النظر عن الحضور، فإن النجاح هو في عقْد هذه القمة لأن الهدف كان عدم عقدها»، بعض «القطب المخفية» في المعركة التي خيضتْ للإطاحة بالقمة، جاء كلام زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط حول «قوى ظلامية» أرادتْ تعطيل القمة ليعطي إشاراتٍ إلى أبعاد «ما فوق محلية» وراء محاولة منْع لبنان من استعادة الاحتضان العربي.

وإذا يسود الترقُب لما إذا كانت كلمة عون اليوم أمام العرب ستكمل ما بدأه باسيل في الموضوع السوري، علماً أن الرئيس اللبناني سيطلق مبادرة حول تمويل إعادة إعمار الدول التي شهدت حروباً في الأعوام الأخيرة، فإن الساحة السياسية تبدو أسيرة مناخاتٍ متضاربة حيال تأثيرات «عاصفة القمة» على الواقع اللبناني.

وثمة مَن يرى في هذا السياق، أن العلاقة ستكون أكثر ميْلاً للانفجار بين عون وبري وان رئيس الجمهورية يتجه إلى مغادرة «المنطقة المحايدة»، ما يشي بأن الوضع الداخلي الذي يختصره مأزق تأليف الحكومة الجديدة يتّجه إلى المزيد من التأزم وتالياً إلى تمديد المراوحة القاتلة.

وفي المقابل، لا تستبعد بعض الأوساط أن يكون «السباق» الأميركي – الإيراني الذي ارتسم في الأيام الماضية في لبنان وعليه «حافزاً» لمرونةٍ ما بدفْع من طهران يمكن أن يؤدي كسْر المأزق والذهاب إلى تفاهمات تُفْرِج عن الحكومة لاعتبارات إقليمية وخصوصاً بعدما فُهم من زيارة ديفيد هيل لبيروت أن واشنطن تشجّع على وقف مسار التنازلات أمام «حزب الله» عبر تفعيل حكومة تصريف الأعمال.

وفيما لفتتْ في الساعات الماضية حركة وزير الخارجية المصري سامح شكري على كبار المسئولين اللبنانيين والقادة السياسيين مشجعاً على الإسراع بتأليف الحكومة، رُبط إلغاء الحريري زيارته لدافوس، حيث سيقام المنتدى الاقتصادي العالمي، برغبته في الانصراف لمعالجة الأوضاع الداخلية بعد سلسلة النكسات التي أصابت القمة والوضع الحكومي.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا

- لبنان يُجني خسارة معنوية سياسية ومادية بسبب القمة العربية الاقتصادية

- نتنياهو يعترف بشنِّ هجمات جوِّية على مواقع لإيران و"حزب الله" في سورية

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان يستعد لموجة من الصراعات بشأن تشكيل الحكومة الجديدة عقب القمة العربية لبنان يستعد لموجة من الصراعات بشأن تشكيل الحكومة الجديدة عقب القمة العربية



أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt