توقيت القاهرة المحلي 12:45:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

موقف واضح لنبيه بري في تحقيق العودة الآمنة للنازحين السوريين

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - موقف واضح لنبيه بري في تحقيق العودة الآمنة للنازحين السوريين

نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني
بيروت - مصر اليوم

عرف لبنان منذ ثلاثين عامًا، أي في مرحلة ما بعد اتفاق الطائف، الكثير من رؤساء الجمهورية والحكومات ولكنه لم يعرف إلا رئيس مجلس نواب واحد هو نبيه بري, وأن يستمر مسؤول في مركزه ومهامه كل هذه الفترة وعلى امتداد عقود من دون أن يفقد قوته وجاذبيته الوطنية وبريقه الشعبي، فهذا إنجاز في حد ذاته غير مسبوق...

ويبدو أنه ليس من المهم أن يدخل نبيه بري موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية كصاحب أطول رئاسة متواصلة لبرلمان في العالم، وإنما المهم أن أبو مصطفى وباعتراف أصدقائه الكثر وخصومه القلائل، كان كل هذه الفترة رئيس المجلس الأكثر شعبية والأكثر نسجًا للعلاقات الخارجية على المستويين العربي والدولي، ويضاف إلى ذلك أنه الأكثر وحنكة سياسية وكان على الدوام قارئًا سياسيًا جيدًا للأحداث، وصاحب موقف وقرار كل مرة اقتضى الأمر أن يكون كذلك، وأثبتت التجارب أن هذا الرجل كان دائمًا "ضابط إيقاع" التناقضات والتوازنات اللبنانية و"صمام أمان" الوحدة الوطنية وأكثر من أتقن قواعد اللعبة وإدارتها بهدوء ورباطة جأش...

وتغيرّت أمور كثيرة ، وتغيرات جذرية دخلت على المشهد السياسي في لبنان، وظل نبيه بري ثابتًا وسط متغيرات، هو هو في سياسته ومواقفه وقدرته على التأقلم والتكيف مع كل الظروف والأوضاع من دون التخلي عن الثوابت والمبادئ والأساسيات.

اقرأ أيضًا:

رئيس مجلس النواب اللبناني يبحث مع البابا تواضروس جهود محاربة الإرهاب

وكان نبيه بري منذ الثمانينات وما زال يرفع لواء القضية الفلسطينية ويفاخر بانتماء لبنان العربي ودوره في المنطقة، ويكفي أن نورد ونسرد ما فعله الرئيس بري في الأيام والأسابيع الأخيرة ونضيء على مواقفه وسلوكياته ليتبين لنا أنه هو هو لا يتغير:

لم يذهب الرئيس بري إلى اجتماعات الاتحاد البرلماني العربي في عمّان إلا بعدما تأكد من مشاركة سورية عبر رئيس مجلس الشعب تلبية لدعوة من رئاسة البرلمان الأردني، فكان له ما أراد عندما اشترط لمشاركته في هذا الاجتماع العربي دعوة سوريا وكسر الحظر العربي المفروض عليها منذ سنوات, الرئيس بري لم يشارك فقط في مؤتمر عمّان وإنما كان الصوت الصارخ في"برية العرب" والمدافع عن القضية الفلسطينية المنسية وعن الدولة الفلسطينية الموعودة وعاصمتها القدس، والداعي إلى وقف كل أشكال التطبيع العربي مع إسرائيل طالما لم يتم التوصل إلى الحل الشامل والعادل للقضية الفلسطينية...

وجاءت النتيجة أن الموقف اللبناني الحازم هو الذي ساهم مساهمة أكيدة في ذهاب توصيات الاتحاد البرلماني العربي ونتائجه في الاتجاه الصحيح، وفي أن يكون لبنان هو صاحب الفضل والدور الأساسي في حفظ الموقف العربي ومنع انزلاقه باتجاه التفريط بالحقوق الفلسطينية لأن أي تفريط سيدفع ثمنه لبنان وسيكون الحل الجزئي على حسابه...

و كان الرئيس بري يوجه الأنظار والاهتمام نحو الجنوب ويطرح قضية وحقوق لبنان في نفطه وغازه ومائه وحدوده البحرية والبرية المتنازع عليها، وحسنًا يفعل رئيس المجلس وابن الجنوب عندما يسلط الضوء على قضية وطنية وملف استراتيجي تعلق عليه الآمال والآفاق المستقبلية وحيث سيكون للثروة النفطية البحرية الدور الحاسم في إنقاذ لبنان وإطفاء دينه العام وتأمين مستقبل أبنائه والجيل الطالع,وذلك في الوقت الذي غرقت كل القوى والأحزاب والقيادات السياسية في السجالات والمناكفات السياسية الداخلية وفي إثارة عصبيات ونعرات طائفية.

ولا نذيع سرًا إذا قلنا إن الموفدين الدوليين الذين يأتون إلى لبنان بكثافة هذه الأيام يسمعون من نبيه بري ما لا يسمعونه من أي مسؤول آخر ويتفاجؤون بأنه يضع جانبًا ملفات الاشتباك السياسي الداخلي ويطرح بإلحاح ملف ترسيم الحدود البحرية وحفظ حق لبنان في بحره وثرواته وفي كل نقطة ماء وحبة تراب...

وكان عندما طرح موضوع الفساد وصار مالئ الدنيا وشاغل الناس وحدث خلل في مقاربة هذا الموضوع الدقيق والمهم وفي كيفية الخوض فيه ومعالجته ما أدى إلى إرباك انطلاقة الحكومة وجعلها متعثرة ومهددة بتوترات وانقسامات سياسية، ومعها الوضع الاقتصادي والمالي مهدد بمزيد من التدهور, جاء موقف هذا الرجل الحكيم والعاقل ليضع النقاط على الحروف وموضوع الفساد على سكة المعالجة الصحيحة، نبيه بري الذي يعرف لبنان جيدآ اكد ان التصدي للفساد ومحاربته لا يكون سببًا لاستنباط توترات وعصبيات سياسية وطائفية، ولا تكون مكافحة الفساد إلا عن طريق القوانين والقضاء وبدءًا من تشكيل المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء فكان الإسراع بانتخاب هذا المجلس من دون تسرع، حيث أعيد النظر بأسماء القضاة المطروحين، ودعا الى تفعيل أجهزة الرقابة

والمحاسبة وتحقيق استقلالية القضاء وإبقائه بعيدًا عن التدخلات والمؤثرات السياسية.

وكان الرئيس بري في كل مرة أثير فيها ملف النازحين السوريين , واضحًا وحازمًا في موقفه الداعي إلى تحقيق العودة الآمنة للنازحين من دون انتظار الحل السياسي وللحد من التداعيات السلبية لهذا الملف على الوضع الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي والتوازن الوطني، وهذا الموقف ينسجم ويتطابق مع موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ويشكل دعمًا أساسيًا له.

الرئيس نبيه بري لم تنل منه السنوات والأزمات، وما زال يضج بحيوية الشباب، متقد الذهن، مكتمل التجربة والنضج، متمرسًا في الصعوبات والقرارات الكبيرة...

ويعتبر نبيه بري ظاهرة وطنية وسياسية، سابقة مجلسية، نموذج مختلف،... إنه نبيه بري "الإستيذ" والمايسترو والمعلم

قد يهمك أيضًا:

سعد الحريري يلتقي نبيه بري بعد عودته من "القمة العربية الأوروبية "

نبيه بري يدخل على خطّ المصالحة بين الحريري وجنبلاط

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موقف واضح لنبيه بري في تحقيق العودة الآمنة للنازحين السوريين موقف واضح لنبيه بري في تحقيق العودة الآمنة للنازحين السوريين



  مصر اليوم - أحمد حلمي يكشف أسباب استمرار نجوميته عبر السنوات

GMT 10:05 2017 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

الثروة الحقيقية تكمن في العقول

GMT 13:33 2019 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

أفكار بسيطة لتصميمات تراس تزيد مساحة منزلك

GMT 00:00 2019 الأحد ,17 شباط / فبراير

مدرب الوليد يُحذِّر من التركيز على ميسي فقط

GMT 12:26 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

تدريبات بسيطة تساعدك على تنشيط ذاكرتك وحمايتها

GMT 20:58 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

مؤشر بورصة تونس يغلق التعاملات على تراجع

GMT 16:54 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

"اتحاد الكرة" يعتمد لائحة شئون اللاعبين الجديدة الثلاثاء

GMT 15:16 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة "الكهرباء" تستعرض خطط التطوير في صعيد مصر

GMT 19:26 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أمن الجيزة يكشف عن تفاصيل ذبح شاب داخل شقته في منطقة إمبابة

GMT 22:47 2018 الجمعة ,31 آب / أغسطس

أمير شاهين يكشف عن الحب الوحيد في حياته

GMT 00:49 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

أيتن عامر تنشر مجموعة صور من كواليس " بيكيا"

GMT 04:18 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

اندلاع حريق هائل في نادي "كهرباء طلخا"

GMT 22:56 2018 السبت ,02 حزيران / يونيو

فريق المقاصة يعلن التعاقد مع هداف الأسيوطي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon