القاهرة _ مصر اليوم
بعد إعلان وزير الأوقاف محمد مختار جمعة ووزير الشباب والرياضة خالد عبدالعزيز عن إطلاق حملة قومية لمكافحة ظاهرة انتشار "الإلحاد" بين الشباب والاستعانة بعدد من علماء النفس والاجتماع والسياسة والأطباء النفسيين، التساؤلات حول خطورة تلك الظاهرة على المجتمع ومدى انتشارها، خاصة أنها حملة جديدة من نوعها لم يتطرق إليها مسئول حكومى.
كشفت رئيس الإدارة المركزية للبرلمان والتعليم المدني في وزارة الشباب والرياضة نعمات ساتي، أن ظاهرة "الإلحاد" أصبحت ملحوظة ومنتشرة خاصة بين الشباب مثلها مثل ظواهر جديدة على الشعب المصرى مثل التحرش والاغتصاب والتطرف الفكرى.
وأضافت في تصريحات صحافية، أن "وزارة الشباب والرياضة" رصدت بالتعاون مع "وزارة الأوقاف" حالات الإلحاد التى تعد مؤشرًا مهمًا لوضع المجتمع وهو الأمر الذي دفعنا لاتخاذ خطوات سريعة للبحث عن حل لمواجهة تلك الظاهرة السلبية.
وأكدت عقدنا اجتماعين مع مدير عام المساجد في وزارة الأوقاف أحمد ترك، في حضور عدد من العلماء المتخصصين منهم أستاذ تحليل تدفق المعلومات السياسية ماجد عياد، و أستاذ الطب النفسى محمد المهدى، و أستاذ علم الاجتماع في جامعة عين شمس على ليلة، للاتفاق على الشكل النهائى للحملة القومية التى ستطلقها الوزارة لمكافحة "الإلحاد".
وأوضحت أن الظواهر مثل "الالحاد" و"التكفير" تأتي في صلب دور "وزارة الشباب والرياضة" التي من مهامها الأساسية أن تكون خط دفاع أول لكل الشباب المصرى من خلال توعيتهم بشكل سليم.
وكشفت أن الحملة تعتمد على أنشطة الوزارة من معسكرات ورحلات وقوافل فى أنحاء الجمهورية لتوعية الشباب وإقناعهم وتعليمهم تعاليم الدين الصحيحة بالإضافة إلى دراسة أسباب وصول هؤلاء الشباب لتلك الظاهرة مشيرة إلى أن الوزارة ستتعاون مع علماء في كل المجالات التربوية والدينية والاجتماعية ونفسية وغيرها لتقدم علاجُا شاملُا ومختلفُا للشباب لإبعادهم عن تلك الظواهر السلبية.
وتطمح خطة الوزارة إلى إعداد متطوعين شباب، يتم تعريفهم بأساليب الملحدين في جذب الشباب إلى أفكارهم وكيفية مواجهة ذلك، على أن تكون لديهم القدرة فيما بعد على إدارة حوار مع الشباب الملحد، وإثنائهم عن هذا الطريق، سواء عبر الانترنت أو فى الأوساط الشبابية.
قال وكيل وزارة الأوقاف لشئون المساجد الكبرى أحمد ترك، وعضو اللجنة لمواجهة ظاهرة "الإلحاد"، إن المبادرة التى تم إطلاقها بين الأوقاف والشباب هدفها وقاية الشباب الملحد ومحاولة إعطاء الفرصة للملحدين لمراجعة أنفسهم.
وأعلن أن أعضاء اللجنة حريصون على اتباع الأساليب العلمية الحديثة لمواجهة ظاهرة "الإلحاد" والحد منها الفترة المقبلة، لافتا إلى أن اللجنة تضم عددا من الأساتذة المتميزين فى مجالات مختلفة لها علاقة بالإلحاد،
وأشار ترك إلى أن هناك آليات مختلفة ستعتمد عليها اللجنة في عملها وفي مقدمتها إرسال قوافل دعوية إلى مختلف المحافظات لتوعية الشباب بخطورة "الإلحاد" وحثهم على الإلتزام بالدين، إضافة إلى إنشاء مواقع خاصة باللجنة للإجابة على الأسئلة التى يطرحها الشباب الملحد، وعقد ندوات لهم يحضرها رجال دين وأطباء نفسيون وعلماء اجتماع للحديث عن الظاهرة وأبعادها وخطورتها على المجتمع.
من جانبه، قال مفتي الجمهورية الأسبق، نصر فريد واصل، إن ظاهرة "الإلحاد" تشكل خطورة بالغة على الدولة، وقد تؤدى إلى الفوضى وانتهاك القيم والعادات والتقاليد المتعارف عليها بين كافة الأديان السماوية، كما ستؤدى أيضا إلى فوضى اجتماعية واقتصادية وسياسية، لذلك لابد من مواجهة هذه الظاهرة والحد منها.
وأوضح واصل في أنه يمكن القضاء على ظاهرة "الإلحاد" التي انتشرت بشكل ملحوظ في مختلف دول العالم في الآونة الأخيرة من خلال تثقيف الشباب وإطلاعهم على المفهوم الصحيح للدين، وعقد ندوات بمراكز الشباب، لافتًا إلى أن ظاهرة الإلحاد انتشرت بسبب الفراغ الروحي والاجتماعي للشباب والبطالة وغيرها من المشاكل التي يعاني منها الشباب.
وقال المتحدث باسم نقابة الأئمة عبدالغني هندي، إن هناك أزمة حقيقية في الدولة بشأن قضية "الإلحاد" التى ظهرت خلال الفترة الماضية، ولابد أن يكون هناك مشروع ثقافي وفكري متكامل للديانات الثلاث الإسلامية والمسيحية واليهودية للتأكيد على وجود الله وغرس القيم والتعاليم الدينية من أجل خلق حالة من الاستنارة الفكرية للشباب.
وأوضح هندى أن غياب القدوة الحسنة عن المجتمع في النماذج التي كانت تدعي التدين أثرت بالسلب على الدين لدى الشباب، وكان أبرز تلك النماذج السيئة الشيخ على ونيس أحد قيادات حزب النور الذى تم القبض عليه أثناء ارتكابه فعلًا فاضحًا فى الشارع.
وأضاف هندى أنه لابد أن يكون هناك دور واضح وفعال للمسجد والكنيسة من خلال تواصل الأئمة والقساوسة مع الشباب للرد على الأسئلة المحيرة الخاصة بوجود الله، كما لابد من تعديل وتطوير الخطاب الديني ليتناسب مع الأحداث الجارية والأوضاع الحالية، مطالبا بضرورة التعامل مع ظاهرة "الإلحاد" على أنها ظاهرة مرضية يجب معالجتها معالجة جذرية بطرق علمية حديثة وليست الطرق التقليدية.


أرسل تعليقك