القاهرة – محمد الدوي
نشرت الصفحة الرسميّة لجماعة "الإخوان المسلمين" على موقع الـ"فيسبوك" بيانًا، بمناسبة الذكرى الثالثة لثورة "يناير"، أكدت فيه "قام الشعب المصري البطل بثورته العظيمة في 25 يناير 2011، التي أبهرت العالم كله، وتمثلت عظمتها في تلقائيتها وسلميتها وتضحياتها ونقائها وثباتها وروحها التي صهرت كل الفصائل والتوجهات في بوتقة الوطنيّة الخالصة العابرة للولاءات الحزبيّة والمذهبيّة والمخلصة لمصلحة الوطن، وكانت هذه هي أسباب نجاحها الكبير والسريع في الفترة الانتقاليّة التي امتدت ثلاث سنوات حتى الآن وقعت أحداث جسام، أسفرت عن وقوع انقلاب عسكري، يحكم الآن بالإرهاب والنار، ويقبض على مفاصل الدولة ومؤسساتها بقبضة من حديد، وأعاد البلاد لحالة أسوأ وأبشع مما كانت عليه قبل ثورة 25 يناير 2011". حسب البيان
وأوضحت "وكان ذلك نتيجة لمؤامرات دوليّة وإقليميّة ومحليّة استغلت الأخطاء التي وقعنا فيها نحن جموع ثوار يناير، حينما حدث ابتعاد عن روحها العظيمة المتمثلة في الوحدة وإنكار الذات، ووقع التنازع والتعادي فيما بيننا، وإذا كان الجميع قد أخطئوا فلا نبرئ أنفسنا من الخطأ الذي وقعنا فيه، حينما أحسنّا الظن بالمجلس العسكري، حيث لم يرد على خاطرنا أنه من الممكن أن يكون هناك مصري وطني لديه استعداد لحرق وطنه وقتل أهله من أجل تحقيق حلمه وإشباع طمعه في الوصول إلى السلطة، كما أننا أحسنا الظن في عدالة القضاء وأنه سيقتص للشهداء ويقضي على الفساد، حتى لا نقع نحن في ظلم أحد، ولا نتلوث بدم حرام".
وتابع البيان "لقد راهن العسكريون على قدرة الإعلام الكاذب على خديعة الشعب، وتمرير ديكور ديمقراطي مزور، إلا أن الشعب العظيم أثبت من جديد وعيه، وقاطع استفتاء الدم والخراب، لاسيما شريحة الشباب الذين هم نبض الحاضر وأصحاب المستقبل، خصوصًا بعد اكتشافهم أنهم أمام انقلاب عسكري يريد أن يستعبد تسعين مليون مصري ومصرية أحرار لصالح حفنة من الفراعنة العسكريين المغامرين". حسب البيان
وأكد "لقد أثبت الشعب العظيم على مدي سبعة أشهر من الثورة المستمرة، أنه لن ينكسر بإذن الله، وأنه لابد أن تكون له السيادة على أرضه، وأن يستعيد كل مقدراته، وأنه لن يحيا إلا عزيزًا كريمًا، كما تعيش الشعوب الحرة".
واستطرد "الآن ونحن نستقبل الذكرى الثالثة لثورتنا العظيمة في 25 يناير، فإننا ندعو الجميع، وفاءً لها ولقوافل شهدائها الأبرار الذين صعدوا ولا يزالون إلى ربهم، أنّ نستعيد روحها في الوحدة وإنكار الذات، والتعاهد مع الله أولاً، ومع بعضنا، أن نستمر في ثورتنا، حتى نحقق أهدافنا في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، بعد كسر الانقلاب ودحره، وألا ننخدع مرة أخرى بمحاولات العسكر إيقاع الفرقة والتنازع بين صفوف الثوار، ولا ريب أننا جميعًا قد وعينا الدرس، واقتنعنا بحكمة أن الوطن للشعب كله بكل أفراده وفصائله وقواه، نديره عبر مشاركة حقيقية من كل أطيافه، لا تستثني أحدًا، ولا تقصي أحدًا، ولا تحتكر الحقيقة، ولا تتحكم في توزيع صكوك الوطنية بالهوى".


أرسل تعليقك