تونس - كونا
دعا وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيليه الأربعاء جميع القوى السياسية في تونس إلى إيجاد توازن في المواقف المشتركة مشددًا على ضرورة الوصول إلى توافقات حقيقية تنهي المرحلة الانتقالية وأن "تكون هناك بداية جديدة في تونس".
وقال فسترفيليه في تصريحات لوسائل الاعلام عقب محادثات أجراها مع كل من الرئيس المؤقت منصف المرزوقي والامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل "التنظيم النقابي العمالي الرئيسي" حسين العباسي ان "ألمانيا تقف دائما الى جانب تونس في هذه المرحلة الدقيقة من مسارها الانتقالي".
وشدد في السياق نفسه على أن "الوقت قد حان للعودة الى المفاوضات" معربا عن قناعته بأنه على جميع القوى السياسية وفعاليات المجتمع المدني التونسي الوصول الى توافقات حقيقية تنهي المرحلة الانتقالية من خلال ايجاد حلول للمسائل الخلافية في الدستور.
واستبعد وزير الخارجية الالماني حصول ما جد في مصر من أحداث في تونس "نظرا لوجود فوارق كبيرة بين المسارين الانتقاليين في البلدين" مؤكدا ثقته بقدرة التونسيين على انجاح ثورتهم "المتميزة" وفق تعبيره.
على صعيد اخر ذكر بيان للرئاسة التونسية أن وزير الخارجية الالماني تقدم خلال لقائه بالرئيس المؤقت المرزوقي بعدة مقترحات لتعزيز التعاون التونسي - الالماني من شأنها أن تسهم في الارتقاء بالعلاقات الثنائية الى مستوى الشراكة الاستراتيجية.
وقال فسترفيليه طبقا للبيان "ان تعاوننا هو أكثر من مجرد تعاون اقتصادي" مشددا في الوقت نفسه على استعداد بلاده لرفع مستوى تعاونها مع تونس في المجال الامني لاسيما فى مجال نزع الالغام من خلال تقديم التقنيات المتاحة لها وخبرتها في هذا المجال لتونس وكذلك "وقوف ألمانيا الى جانب تونس في مقاومتها للارهاب".
من جانبه ذكر الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل في تصريح للصحافيين عقب اجتماعه بوزير الخارجية الالماني أن هذا الاخير جدد له استعداد بلاده لدعم المسار الديمقراطي الذي تنتهجه تونس اضافة الى تقديم المساعدة الاقتصادية اللازمة لها.
وأضاف أن فسترفيليه أكد له أن ألمانيا ستعمل على تشجيع المؤسسات الالمانية الموجودة بتونس على البقاء بها ومواصلة نشاطها اضافة الى مزيد تشجيع المستثمرين الاوروبيين على اختيار الوجهة التونسية لاقامة المشاريع بها بما يتيح فرصا عمل اكبر ودفع النمو الاقتصادي بتونس.
ونفى العباسي أن يكون قد تطرق مع المسؤول الألماني الى ما وصفه ب"الازمة السياسية التي تعيشها تونس" في الوقت الراهن مضيفا ان "ذلك أمر داخلي ولا يحتاج الى أي وساطة" وأن "لتونس رجالها ونساؤها ولها من الاحزاب والمنظمات ما يمكنها من حل مشاكلها دون الحاجة الى وساطة خارجية".
وكان وزير الخارجية الالماني قد وصل الأربعاءالى تونس في زيارة رسمية يجري خلالها لقاءات أيضا مع نظيره التونسي عثمان الجرندي ورئيس الحكومة المؤقتة علي العريض ورئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر ورؤساء الاحزاب الرئيسية من الحكومة والمعارضة وممثلي المجتمع المدني.


أرسل تعليقك