توقيت القاهرة المحلي 01:30:19 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جمعتهما الأصول الأفريقية والابتسامة الودودة والعمل الخيري

وسائل الإعلام البريطانية سلطت الضوء على محمد صلاح وميغان ماركل

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - وسائل الإعلام البريطانية سلطت الضوء على محمد صلاح وميغان ماركل

محمد صلاح وميغان ماركل
لندن - مصراليوم

لا توجد علاقة مباشرة بين نجم الكرة القادم من أعماق الريف المصري الملتحي الذي يهوى السجود بعد كل هدف، وبين الممثلة الأميركية الشابة زوجة الأمير هاري نجل ولي عهد بريطانيا، لكن حديثًا بدا أن هناك ما يجمع بينهما، أكثر من مجرد اهتمامهما بالعمل الخيري وابتسامتهما الودودة والدماء الأفريقية التي تجري في عروقهما.والفضل للميديا البريطانية التي تبنت الاثنين، كنجمين بارزين.. كل في ملعبه بعدما أدركت، بحساسية عالية، أوجه الشبه العميقة التي تجمع بينهما.

لقد جاء الاثنان، صلاح و ميغان، من المجهول، من خارج "المؤسسة التقليدية" الرياضية أو الاجتماعية.. هذا عربي مسلم بلحية كثة، انطلق من دوري متواضع، ليلعب في نادٍ ليس كبيرًا.. وهذه ممثلة شابة، بدايتها الفنية أقل من عادية، سمراء مطلقة، نصف أفريقية، أكبر من عريسها بثلاث سنوات، تطاردها عائلتها بسلسلة من المضايقات والفضائح التي لا تنتهي وفق تقرير نشرته صحيفة الاتحاد الإماراتية.
باختصار الاثنان ليسا سليلي العائلات النبيلة "الكروية" أو "الاجتماعية". ومع ذلك نجحا في أن يفرضا حضورهما ويسجلا أهدافاً كبرى في المرمى البريطاني، على مرأى من الجماهير الغفيرة، على الرغم من كل التحديات والصعوبات التي كان يفترض أن تحبط غيرهما.
ربما هذا بالتحديد، هو ما جعل الصحافة البريطانية، تفتح بأريحية كبيرة وسخاء فريد، ذراعيها لهما ولقصة نجاحهما المثيرة التي تنطوي على أبعاد ملهمة، تختلط فيها الحقيقة بالخيال، وتتجاوز بكثير حدود ملاعب الكرة وصالونات القصور الملكية.

إنها القصص المثالية التي تدغدغ عواطف الجمهور وتثير حماسه وتداعب خياله بأنه من الممكن أن يلعب دور البطولة هذا بنفسه في أي لحظة. تمامًا، مثل النهايات السعيدة التي يحبها الجميع في أفلام السينما.وهي القصص التي تحبها الميديا أيضًا، لأنها كالأحلام التي تتحول إلى واقع.وهذا ما يفسر سرعة انتقال عدوى صلاح وميغان من الصنداي تايمز والإندبندانت والجارديان، إلى الأهرام والأخبار والمصري الْيَوْمَ والنيويورك تايمز وواشنطن بوست وفانيتي فير، (كل وفق اهتمامه(

لقد صارت صور "أبو مكة" و"دوقة ساسكس" في كل مكان وعلى كل شيء من الصفحات الأولى، حتى فوانيس رمضان، ولعب الأطفال، ومواقع ونشرات الأخبار.وبدت التغطية الصحفية في مصر والولايات المتحدة أحياناً، وكأن صلاح وزميلته ميركل يقودان في قلب لندن، هجمة مرتدة كاسحة لتصفية حسابات وحساسيات تاريخية بين بريطانيا العظمى واثنتين من مستعمراتها السابقة.بالنسبة لصحافة القاهرة، فإنه لم يكن لها سابق اهتمام مميز بالدوري الإنجليزي أو ببريطانيا أو بصحافتها. بل لم يكن لها اهتمام، حتى بمحمد صلاح نفسه، ولا بالقرية التي جاء منها في ريف الدلتا، ولا بمسيرته الكروية كلها.

كل ذلك تغير طبعاً، مع صعود نجمه في فريق ليفربول. فتحول ما ينشر عنه في الصحافة البريطانية، إلى مادة ثابتة في الصحافة المصرية لتغطية تطورات "غزوة" محمد صلاح لقلوب شعب المملكة المتحدة. وصار مجرد اسمه في العناوين (مو أو صلاح) أقصر الطرق لزيادة معدلات القراءة والانتشار. وظهر اسم قريته "نجريج"، ربما للمرة الأولى في الصحافة المصرية، فقط نقلاً عن الصحافة البريطانية التي لم تترك شيئاً عن مسيرته إلا وكتبت عنه.وزادت بالتالي مساحات النشر الخاصة بتطورات الدوري الإنجليزي والأوروبي في الصحف المصرية. بل صارت أخبار أندية محلية شهيرة كالأهلي والزمالك، تتراجع للصفحات الداخلية، أمام أخبار "مو" التي تجد طريقها بسهولة للصفحات الأولى.

وبدا وكأن الإعلام المصري، وحتى العربي، يتعامل مع صلاح، وكأنه رجل في مهمة قومية تبشيرية في بلاد الفرنجة.بطريقة مماثلة تقريباً، تعاملت الصحافة الأميركية، مع "غزوة" ميجان ماركل لقصر باكنجهام وسيطرتها على قلب الأمير هاري، وإن كان الإعلام الأميركي صاحب سوابق في الاهتمام المهووس بالأسرة الملكية في بريطانيا، التي قال عنها الرئيس السابق باراك أوباما، إن الأميركيين يحبون أفرادها ويقدرونهم أكثر من السياسيين الأميركيين.

لكن هذه المرة، الأمر مختلف كثيراً عن تغطيات إعلامية مكثفة سابقة لحياة الأميرة ديانا الدرامية ومقتلها، وزواج ابنها وليام، وولادة أطفاله الثلاثة.الآن صار الأمر يتعلق بواحدة منا، صارت بطلة لواحدة من أفضل القصص الحية المسلية التي يعشقها الجمهور الأميركي بجنون، فماذا نحن فاعلون؟!

هذا بالضبط لسان حال الميديا الأميركية منذ الكشف عن الارتباط العاطفي بين ميجان وهاري عام 2016. لذلك، فقد جندت الصحف ومحطات التلفزيون ومواقع الإنترنت جيوشاً من الصحفيين والمصورين لمتابعة تحركات وتطورات العلاقة بين الاثنين، حتى نهايتها السعيدة.وبالتغطية المكثفة والمحمومة هذه، كانت الميديا الأميركية تتعامل هي الأخرى مع ميجان ماركل باعتبارها في مهمة وطنية كبرى لتعزيز وشائج القربى وتمتين روابط الإرث التاريخي عبر الأطلنطي بين بريطانيا وأميركا.

وربما أفضل ما يلقي الضوء على هذا الجانب، هو كلام جيف رودسكي أستاذ علم النفس في كلية موهلينبرج في بنسلفانيا لموقع هوفبوست، الذي جاء على النحو التالي: "العائلة الملكية تعد إحدى أطول مسلسلات تلفزيون الواقع في التاريخ، إنها جزء من تاريخنا الأميركي، عندما نتابع حياة أفرادها، كأننا نتابع حياتنا كلها. أنهم يمثلون لنا أشياء أصيلة جداً في حياتنا. حاجتنا لإدراك هويتنا يجعلنا نبحث عن ماضينا.. إنهم يربطونا بتاريخنا وبتقاليدنا بطريقة بسيطة وملموسة".وإن دل ذلك على شيء، فإنما يؤكد أهمية دور الإعلام في مساعدة المجتمعات على إعادة اكتشاف نفسها والآخرين والانفتاح عليهم.. والأهم، كما أثبت صلاح وميجان، أن النجاح والموهبة والحب والعطاء الإنساني بمعناه الواسع، يمكن أن يتجاوز كل الحواجز، حتى ولو كانت قلاعاً حصينة في بريطانيا.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وسائل الإعلام البريطانية سلطت الضوء على محمد صلاح وميغان ماركل وسائل الإعلام البريطانية سلطت الضوء على محمد صلاح وميغان ماركل



بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:31 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

آندي روبرتسون يخوض لقائه الـ150 مع ليفربول أمام نيوكاسل

GMT 06:47 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد نهاية الجولة الـ 13

GMT 02:10 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

7 أسباب تؤدي لجفاف البشرة أبرزهم الطقس والتقدم في العمر

GMT 22:29 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

أحمد موسى يعلق على خروج الزمالك من كأس مصر

GMT 11:02 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرّف على أعراض التهاب الحلق وأسباب الخلط بينه وبين كورونا

GMT 03:10 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

زيادة في الطلب على العقارات بالمناطق الساحلية المصرية

GMT 22:14 2020 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

بورصة بيروت تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 12:08 2020 الثلاثاء ,21 إبريل / نيسان

خسائر خام برنت تتفاقم إلى 24% في هذه اللحظات

GMT 17:36 2020 الأحد ,12 إبريل / نيسان

الصين تعلن تسجيل 99 إصابة جديدة بفيروس كورونا

GMT 12:34 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon