توقيت القاهرة المحلي 03:13:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كان قبلة للعراقيين والسائحين في الثمانينات

منتجع الحبانية غرب بغداد يشتاق إلى أمجاده السابقة

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - منتجع الحبانية غرب بغداد يشتاق إلى أمجاده السابقة

منتجع الحبانية غرب بغداد
بغداد - مصر اليوم

كان منتجع الحبانية السياحي غرب بغداد  قبلة للعراقيين في الثمانينات ، وبينهم الرئيس المخلوع صدام حسين، وكان الأزواج الجدد يقصدونه لتمضية شهر العسل، لكن هذا العصر الذهبي انتهى.

وكان يعتبر هذا المنتجع من بين أفضل المواقع السياحية في الشرق الأوسط والممتد على ساحل بحيرة الحبانية، وبات الآن ينتظر مصطافين لا يأتون، بينما يتلاشى شيئًا فشيئًا سحر حدائقه ومرافقه المختلفة التي كانت بينها مطاعم راقية، بسبب الإهمال وسنوات النزاع الطويلة.

ويقول كريم تركي 60 عامًا، المسؤول في المنتجع، وهو يقف قرب منزل تدلت من جدرانه أسلاك كهربائية، لوكالة الصحافة الفرنسية "الأوضاع في المدينة السياحية تسير نحو الأسوأ منذ عام 2003" بعد غزو البلاد بقيادة الولايات المتحدة الأميركية لإسقاط نظام صدام حسين , ويضيف الرجل الذي يعمل في المنتجع منذ 27 عامًا، أن "المدينة السياحية كانت جنة والآن أصبحت ركامًا".

واختفت السيارات  التي كانت في الماضي تزدحم على الطريق المؤدية إلى المنتجع خلال الأعياد والمواسم الصيفية , ويقف عناصر الشرطة وموظفون لاستقبال أعداد قليلة جدًا في المكان الذي كان واحة خضراء على ساحل بحيرة الحبانية , واحتلت جماعات مسلحة متطرفة بين 2006 و2007 فندق المجمع السياحي الذي يمتد على مساحة 100 هكتار، ومنازل فيه , وتحول المجمع ومنشآته إلى مبانٍ مهجورة بعدما خلعت نوافذها وأبوابها، وانتشرت حولها كتل خرسانية وقطع معدنية وتكدست الأوساخ.

واستعادت الشرطة العراقية سيطرتها على المجمع عام 2008، وفق ما ذكر مسؤول محلي في محافظة الأنبار لورنس سعد العيساوي لوكالة الصحافة الفرنسية , وعادت الحياة لوقت قصير إلى المجمع الذي استقبل مصطافين عراقيين، بينهم عدد كبير من عشاق التزلج على المياه , وأقدمت شركة تركية على الاستثمار في المنتجع من خلال إعادة تأهيل مرافقه على أمل عودة سياح من دول مختلفة، لكنها توقفت عن العمل بعد أشهر قليلة.

وشهدت محافظة الأنبار حيث تقع الحبانية، عمليات عسكرية أعقبها اجتياح تنظيم داعش الذي سيطر على ثلث مساحة البلاد بعد هجوم شرس عام 2014؛ الأمر الذي أدى إلى إلحاق أضرار كبيرة بالبنى التحتية , وافتتح منتجع الحبانية السياحي عام 1979، وكانت تتوزع فيه حدائق ومساكن وشاليهات وفندق ومسابح , وكان وجهة لتمضية شهر العسل أو للراحة على مقربة من مياه بحيرته التي تم إنشاؤها عام 1956 في عهد الملك فيصل الثاني.

ويقول سعد العاني (41 عامًا)، صاحب محل تجاري، الذي زار المنتجع في بداية التسعينات لتمضية شهر العسل، إن المكان اليوم أشبه بـ"أنقاض" , ويضيف صاحب الشعر الرمادي الذي زار مجددًا المنتجع العام الماضي "بات عبارة عن خربة، لا ماء ولا كهرباء ولا أي خدمات"، مؤكدًا أنه "لن يعود أبدًا" إلى هناك.

ويؤيد تركي الأمر، قائلاً إن "الناس يأتون اليوم إلى الحبانية؛ لأنها تذكرهم بماضٍ جميل" لا أكثر ,واستخدمت الحكومة المركزية خلال المعركة ضد تنظيم داعش أغلب منشآت المدينة السياحية التي تضم 500 وحدة سكنية تضم غرف نوم وصالة جلوس وملحقات أخرى، بالإضافة إلى الفندق الذي يضم 265 غرفة ومطاعم ومسابح وملاعب رياضية، لإيواء نازحين من محافظة الأنبار.

وانتهت المعركة مع الجهاديين، وبدأ العراقيون يستعيدون حياتهم الطبيعية والرغبة بالزيارات السياحية، لكن المنتجع لم يستعد مجده الماضي , ويقول حسين جبار (32 عامًا)، وهو موظف حكومي من بغداد وصل على متن حافلة صغيرة برفقة عشرة من أصدقائه إلى المكان، إنه كان زار المنتجع قبل عام 2003، لكن "كل شيء الآن تغيّر نحو الأسوأ" , ويتابع الشاب الثلاثيني الذي ارتدى ملابس سباحة سوداء "هذه آخر مرة آتي إلى هنا".

ولم يكن في الإمكان الحصول على تعليق بشأن أوضاع المنتجع من وزارتي الثقافة أو السياحة حول مستقبل المنتجع , ففي المنتجع، لا تزال هناك بعض المحال التجارية لبيع المشروبات والأطعمة البسيطة وبعض المطاعم، بينما سواحل البحيرة جرداء يفترشها على الأرض بعض الزوار القلائل، ومنسوب المياه في البحيرة انخفض , ويرى العاني أن "الحل الأفضل يكمن في تسليم الموقع إلى شركات سياحية وألا يترك بيد الحكومة".

 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منتجع الحبانية غرب بغداد يشتاق إلى أمجاده السابقة منتجع الحبانية غرب بغداد يشتاق إلى أمجاده السابقة



بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:31 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

آندي روبرتسون يخوض لقائه الـ150 مع ليفربول أمام نيوكاسل

GMT 06:47 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد نهاية الجولة الـ 13

GMT 02:10 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

7 أسباب تؤدي لجفاف البشرة أبرزهم الطقس والتقدم في العمر

GMT 22:29 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

أحمد موسى يعلق على خروج الزمالك من كأس مصر

GMT 11:02 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرّف على أعراض التهاب الحلق وأسباب الخلط بينه وبين كورونا

GMT 03:10 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

زيادة في الطلب على العقارات بالمناطق الساحلية المصرية

GMT 22:14 2020 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

بورصة بيروت تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 12:08 2020 الثلاثاء ,21 إبريل / نيسان

خسائر خام برنت تتفاقم إلى 24% في هذه اللحظات

GMT 17:36 2020 الأحد ,12 إبريل / نيسان

الصين تعلن تسجيل 99 إصابة جديدة بفيروس كورونا

GMT 12:34 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon